غرفة الظلام ||KIMKAI

الفصل العشرون: على أضرحة الشهوات

. .

مضت أيام اخرى وانا اصارع افكاري السوداوية داخل ذلك القصر.. أيام شبيهة بأيام الحرب، وكأنني اجاهد لأنعم براحة أبدية فيما بعد!

لكن عجبا، كانت الأيام تعادل السناوت في طولها،
والسويعات تعادل الشهور في مضيها.

والآن بعدما استرجعت ذاكرتي اصبحت أعلم ما يجول بخواطرهم .. من يشفق
علي ومن يحيك لي مكيدة في سريرته وتركته
سرا لا ادري متى سأجاهر به.

مررت بغرفة لاي، معلمي في الحب وحبي الاول،
كنت معجبة به حد الجنون.. ولازلت ربما..
لم ادري انه قد يضمر لي دسائسا بين دواخله
كنت لأتوقعها من الجميع، وطعنني بسهم الخيانة.

ثم ما ان وصلت امام غرفة السيدة كيم حتى فاحت رائحة اليأس، وراحت أناملها تعزف على كمانها بخيبة
وقد اضطرم الشيب فروة رأسها.. وجفت مآقها من كثرة عبراتها المالحة التي تآكلت محاجرها

كنت انوي التراجع عن افعالي ما ان وصلت الى المحظورات، غرفة الظلام! الغرفة التي كنت اشاطرها مع احدهم فاع دخان الوحدة
لكنه لم يكن هناك، جيد!

دلفت الغرفة بجسارة لم اعهدها فيّ من قبل،
استطيع تذكر تلك الايام القليلة معه،
اياما كان هو فيها الطاغية.. وكنت فريسة
سائغة بين انيابه.

كم ارغب في كرهه بشدّة، مقته وحقده
لكن فؤادي لا يسمح لي، ف ستيلا سدرت لي
كل شيء بالفعل قبل وفاتها بيوم.

اتضح كل شيء وكانت هي ايضا ضحية تمرد من احد افراد هذه العائلة المقيتة!

بغتة شعرت بظل ضخم يعيق سبيلي،
عطره مألوف جدا.

" تمت دعوتنا من طرف ريبانزل وتشانيول
الى حفلة"
قال وبحة صوته الرجولية تسيح في ارجاء الغرفة.

قطبت حاجباي بشك ونبست بعدما
ضغطت صوتي الذي لا يكاد يخرج مني.

" حفلة ماذا؟"

دنا مني ببطئ بينما يمرر انامله بين خصلاته وبابتسامة صغيرة استرسل ومقلتاه تطمس الغاما
ما ان ادوسها حتى تنفجر في وجهي.

" حفلة توديع العزوبية، وستكون بعد قليل"

"حسنا، لكن.. ماذا عن لاي؟"
قلت بذعر لألتمس تعابيره المنزعجة،
التفت واقترب مني بخطوات جعلت مني
استند على الجدار خلفي ثم همس في اذني
وهو يرص كلماته بين اسنانه

" أهو مهم لتلك الدرجة؟!"
لم اجرؤ على النظر في نسريتيه التي تتفرسني
بحدة، وشعرت لوهلة ان الحرارة التي تحالف
خداي المتأججين قد اخمدت وعلمت انه قد
انصرف.