الفصل العاشر: لقاء مفاجئ

283 20 22
                                    

26 يناير.
أَنيرَ زِرّ النّجمةِ بِلمسَتك، مُرفقاًرأيَك بَين الفقرَات لُطفاً ✩

1900 كلمة.

°°°
تَقَلّب فَوق مَرقَده مرات عديدة.. لينتهي به الحال مستيقظا من سباته الذي دام لساعات طويلة، لقد كان مجرد حلم، مَرّر كف يده حول مقلتيه لتتضح له الرؤية.. ومن ثم إستقام بجذعه ليأخذ حماما قد يريحه .. فالتعب قد أهلك مفاصله

هي لم تعد ترى بالفعل، لكن تمثيله على أنه صديق لها كان فقط حلما
لذا إنزعج من واقعه المرير، و بالفعل فهو لن يمثل كذلك حتى وإن تطلب الأمر
ليس لأنه يحبها، لكنه لن يقدر على جعلها تتعلق بالشخص الخطأ

" تشانيول! هل كل شيئ على ما يرام؟ هل إستيقظت؟!"

تساءل بينما يتناول فطوره بعد إلحاح السيدة كيم عليه
وأنّه لن يخرج من غرفته إلا وتناول فطوره نظرا لإهماله لصحته
هي تعلم ما يمر به جيدا وهذا لا يعني أنه سيهمل نفسه، فهذا فقط يزيده
سوءا ليس إلاّ

" نعم، قبل قليل وكانت الممرضة تُحدثها"
رد الأخير بشيئ من الهدوء هلعا من نبرة الآخر الباردة،

" إذا؟!، ما كانت ردة فعلها بعدما علمت"
قال ليحكم على قبضتي يده حتى إبيضّت أطراف أنامله،
مالذي كان سيتوقعه منها،

" لم تنبس ببنت شفة، وعلى ما يبدو أنها منزعجة، كونها فقدت جزءا مُهما
في حياتها، بدت محبطة"
تحدث مستشعرا يأس الآخر من رده، إذا هي تريد تذكر ما حدث،
تعتقد أن ذلك الجزء سيكون سعيداً ومهما، لكنه شاكرٌ لأنها لم تفعل
فقط، ستزيد من كرهها ومقتها له..

" حسنا، أشكرك"
فصل الخط بشيئ من البرود ليدفن وجهه بين ساعديه مُحبَطا
ذلك الشعور.. أنك لن تتمكن من إرجاع الأمور لمجراها
وأنت السبب في كل ما حدث، إنه صعب ويُشعرك بالإحباط
والخزي من نفسك.. فقط تتمنى أن تكون نسيا منسياً،

بجانب تلك النافذة الزجاجية المحاطة بطلاء أبيض
قابعة ترتشف من قهوتها مستمتعة بنسمات الهواء العليل
الذي يلفح بشرتها الحنطية الرطبة مشعراً إياها بالإنتعاش،

كل من مر بجانب غرفتها يستغرب من تصرفاتها غير الطبيعية،
فكيف لشخص مكفوف البصر يطل من النافذة مُتأملا الخارج كأنه يُبصر،

لكنها لا تعيرهم إهتماما، فهي تشعر بنظراتهم التي تخترقها طوال الوقت..
ليلا كان أم نهاراً

هي تعلم جيدا أنها لن تسترجع بصرها، لكنها فقط ستكتفي
بالإستمتاع بما تستمع له أو تشعر به أوَليس هذا كافيا لشخص
لم يعد بمقدوره الرؤية؟

غرفة الظلام ||KIMKAIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن