الفصل الثامن العشر: بين مخالب الموت

91 7 3
                                    

🍭🍭🍭
.

تساقطت اوراق الشجر المهترئة فوق الشارع
واخذت تحتمي تحت رحمة الثلج الثائر وزخات
المطر.

اخذت خطوط الحقد تخط قلبها والضغينة
تطرح اوردتها وتحقنها خبثا.

كانت قد سمعت ما دار بينهما، علمت بما يحيكه الثعلب الماكر لها، لم تفهم شيئا وأنساها صداع الرأس كل شيئ.

وحينما وصلت البيت صدح رنين هاتفها مدويا
مسامعها، من يكون غيره هو!

" هل أنتِ بخير؟"
هذا ما خطت أنامله لتقرأها مقلتيها.

" نعم بخير"
اجابت وكانت تريد ان تعاود سؤاله هي الاخرى لكنها فقط اغلقت هاتفها واستسلمت بين احضان النوم.

دلف منزله.. كانت هالته السوداء طاغية على ارجاء القصر، عطره الرجولي الأخاذ يحتضن ما في البيت
بينما وجهه المسنون يبحلق في الفراغ،
وكأنه يمشي في خياله... لا يرى ما بجانبه
و لا يُرى.

شعره الغرابي المرفوع يحجب نصف وجهه الثاني
بينما نصفه الثاني ينم على مرحلة الإستياء التي وصلها..

لم يكُ يرغب في مقابلة وجه زوجته مانويلا، لا يريد مقابلتها بوجهه بينما قلبه ينبض لأُخرى، للأُخرى التي
اردت نابضه فؤادا مكدودا يطالب الرحمة.

دلف المطبخ وكان جميع الخدم قد انسحبوا إلى بيوتهم، اقتعد كرسيه وبينما يرتشف من كوب الماء
شعر بخطوات يعلو صوتها شيئا فشيئا.. نعم ! كانت
والدته..

غلغلت أناملها المكتنزة المُترَعة بخواتم الذهب وأسوار محتضنه رسغها بين خصلات شعره الناعم
وقبلت جبينه واقتعدت كرسيا لها بجانبه.

" هل قابلت هيمي؟"
نبست بهمس لينفي فتجول مقلتيه ارجاء المطبخ عدا حدقيتيها المترقبيتين.

حطت سبابتها تحت ذقنه وجعلت من مقلتيه تقابلانها.

" أعلم ان قلبك ينبض لأخرى، يدق بإسم اخرى، يتحدث عن الأُخرى ويروي ضمأه برؤية اخرى
لكن مانويلا متعبة جدا، هي تحتاجك بني، كانت
انانية مني ان اطرد هيمي، وكانت انانية مني ان ازوجك رغما عنك فقط لأُنسيك، اوقعتك في مأزق
ولا فرار لي من الذنب، ارى فلذة كبدي وقرة عيني
تتكبد العناء.. انا آسفة"
انبست وآثار الندم تخط تجاعيدا على وجهها المسن.

" لا بأس.. استميحك عذرا يا والدتي، سأتفقد مانويلا "
استرسل ومن ثم استقام بجذعه الصلب قاصدا غرفتهما.

دلف بحذر شديد وكانت نائمة، او ربما تمثل ذلك..

كانت طريحة الفراش تجابه أنياب الموت المغروسة
في جذوعها الذابلة..

غرفة الظلام ||KIMKAIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن