الفصل الثالث عشر: خيبة حب

207 21 52
                                    


2300 كلمة.

50 تعليق ) :

۰۰۰

" تذكر جيداً بني، وأنت تنتقم ستجد نفسك واقعاً في متاهة خلاف
بين قلبك وعقلك، وأنك تناقض نفسك بأفعالك..

ستفرغ غضبك على المسكينة لأنك مخطئ ولأنها بريئة،
فالإنسان بفطرته لا يحب أن يخطئ وإذا حدث وفعل،
فهو سيجاهد في سبيل تبرئة نفسه حتى وإن كان على دراية
أنه المخطئ..

فلا كبرياءنا ولا ضميرنا ولا كرامتنا سيقبلون الخضوع،
ثلاثتهم ذو جبروت وعزة.."

وهذا ما حدث بالفعل، أني اُخفِي الحزن خلف قناع البسمة،
وأثني الحقيقة بين طيات الكذب، وفي سريرتي أعترف..

ليس ضعفي من يمنعني من ان احكيَ لها، ولست أهاب
من سيحضر عند إعترافي لها، بل أخشى أن لا تغفر لي،
وهذا ما سيحدث في الغالب.

لذا، كل يوم عندما أذهب لأعترف بخطيئتي،
اتراجع.. فأجد نفسي اشتاقها حد النخاع،
فأُشبِع ناظراي بها.

أغوص أنا في بحر ذنوبي، وتسبح هي في فلك
ذاكرتها، مجاهدة لتعرف ما حدث معها لتغدو على
هذه الحال.

كانت نفسه تتناذر، وكان يئن كجريح،
أنين يذب اليأس والبؤس بين ثنايا أوصاله..

وما زاد الطين بلة، أنه أصلح خطأه بخطئٍ آخر،
فما إن حطت عيناه على خاصتها حتى عاد الشوق
ينهش قلبه، ويفتك عقله..

راح يحضنها ويستنشق عبقها، ويقبلها..
وليس له الحق لفعل ذلك، ألم يطردها من منزلها؟
أولم يقبل طلاقها؟
ماذا عن ضربه لها؟
وقبل كل هذا، فهو شخص متزوج، له مسؤولية
وزوجة تنتظره في البيت، لم يغدقها بالحب الذي
يكنه للأخرى. بل إنه لا يحمل ولو ذرة حب لها.

لكن ما نبست به هي كان مخالفاً تماماً، لم تمنعه ولم تسمح
له أيضا بأن يكمل شريطة أن يعطيها قرصا واحدا، ليزيل
صداعها..

كلماتها له كانت كما خنجر يخترق ثنايا أضلعه متلذذا
الدماء المتدفقة..

۰۰۰

ترنقت الشمس ململمة نورها، متجهة نحو الافق،
فتلبدت السماء برداء ممتزج بالأحمر ودرجاته وكأنها خجِلة
لملاقاة السنمار.

كانت قابعة عند الشرفة مختلية بنفسها بينما تستمتع بأصوات سرب
النوارس المحلقة عاليا..

- الآن أشعر بقيمة فقدان أغلى شيئ، البصر...
لو كنت قادرة على نصح مجتمعنا فأول شيئ سأبادر به هو
عدم الإستخفاف بما نملكه، قد نجده ليس ثمينا.. لأننا نمتلكه
وما إن نفقده، ستعصر المرارة قلوبنا تحسرا..

غرفة الظلام ||KIMKAIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن