الجُزء الثالِـث: المَـاضِـي1

7.3K 230 5
                                    


تسيِرُ بخطوَاتٍ هادِئـة علي رِمالِ ذلكَ الشاطِئ ذُو الأموَاجِ العالِيةِ ، سمَاء صافِيةٌ ولا احد بالأرجَاء الا هِي ، فتَاة فِي الخامِسة عشرّة مِن عُمرِهَا يُزيِنُ ثُغرَهَا ابتِسَامة حَزينَة ولكَن مُتفائِلة ايضًا وكأنَهَا تشتَاقُ الي شخصٍ مَـا ، تغلَفَت عينَاها بِطبَقة كريِستَالِية لاَمِعة لكنها صدتّهَا عن الهُطوُل حيثُ شهقَت تأخذُ انفاسُها بشِدة رافعًة رأسَهَا للأعلَي ، ظلتْ علي ذاكَ الحَال واقِفة مُغمَضة الأعيُن الي انْ قَاطعَها صوتٌ مَا قادِم من البَحر "مـَا هذا الصوتُ يا تُري ؟ أهُنَاك احدًا مَا يغرقُ هُنا ؟ " همسَتْ بحِيرة مٌن امرِهَا بينمَا تجُول بعينيَها البحرِ عسي ان تلمَح شيئًا الي ان رأتْ شيئًا بالفعلِ يطفُو علي سطحِ المَاء ذو لونٍ اسود ، شهقَت بعينينِ جاحظَتينٍ لتصرُخ بصوتِها الأنثَوي قائِلةً

"انتَ هُناك ! هل انتَ بخيرٍ ؟ هل اطلبُ النجدَة ؟ " لعنت غبائَها حينمَا لم يأتِيهَا رد ، قررَتْ ان تنزلَ هي للبحرِ بالرغمِ مِن خوفِها من الأسمَاكِ والشُعابِ المُرجانيِة !

خلعَت صندلَها الأسوَد المصنُوع من الجِلد ثُم تقدمَت داخِل البحرِ بتردُد شديِد وخوفٍ لكن لحُسنِ الحظِ ان ذلكَ الجسدِ الذي يطفُو علي المَاءِ ليسَ ببعيدٍ عنهَا فها هي اخيرًا قد وصلَت وقبل ان تلمِسهُ بأطرافِ اصابِعَها ارتفَع فجأة لتصرُخ هي بخوفٍ ثم تركُضُ مُسرعًة للخُروج من الشاطِئ لكنَها توقفَت فِي المُنتَصفِ حينمَا لم تشعُر بحرَكًة ورائِهَا ولكنهَا سمعِت صوت ضِحكَة رُجُولية قُشعِر لها جسدَها ، التفتَت لترَي شابًا يبدوُ فِي بدايَة عامِه العشريِن يتجهُ نحوَها بينما يرمُقها بإبتسامةٍ جانِبيةٍ جذابة وعينيهِ العليتينِ تلمعانِ تحت ضوءِ الشمس السَاطِع ، 'وسييم' هذا ما تمتمت بهِ فِي سِرِها بالرغمِ من انهَا نادرًا ما تهتَم بالجنسِ الآخر وتتجنبهُم ، كان يُمسِك بيدِه قِناعِ الغوصِ ذاك الذي افزعهَا

"مرحبًا يا صغيرة.. " نطقَ بنبرةٍ مازِحة بينمَا يتأملُ تفاصيلُ وجهِهَا عن قُربٍ ، ملامحَها كانت طُفولية الي حدًا مَا ، فهي مازالَت صغيرة

"انا لستُ صغيِرة !! " نبست حُروف جُملَتها بغضب رآه هُو لطيف للغاية حيثُ حاجبيهَا المقطوبَانِ بعدم رِضا وتقويِسُها لشفتَيهَا حينمَا انهت جُملتَها...كم تمنَي اكلَها.."حسنًا يا آنستِي الجميِلة ماذا تفعليِن هُنَا ؟ " قال بإبتسامة خفيِفة بعدما مسحَ جدار وجنتيهِ بلسانِه يُحاول ان يتغاضَي عن نظراتِها الحارِقة لهُ فهي اول فتاة ترمُقُه بنظرَات كتلِك " ومن انتَ حتَي اخبرُك ؟ انا اصلًا من يجب ان أسألُك هذا السُؤال ! لقد كُنتَ تَطفُو فوقِ سطحِ الماء حتي اننِي ظننتُ ان احدُهما قد غرقَ ، واكتشفُ فِي نهايةِ الأمرِ انكَ ترتدِي ذلكَ القِناع السخيِف لا بل المُخيف الذي كِدتُ امـوتُ بـ..."

بترَ هو كلامهَا حينمَا اقتربَ منهَا مُقلصًا المسافة بينهُما ، لترجِع هي بدورِها للخلف وهو لم يتوقَف بل واصلَ السيرِ اتجاهها بينما يرمُقُها بنظراتٍ باردة تكاد تُطلِق نارَا "اولًا هذا المُنتجع مِلكِي ، ثانيًا هذا قِناع للغوص ، ثالثًا واخيرًا لا ترفَعِي صوتكِ عليّ ! " شددّ علي جُملتهُ الأخيِرة ، لتبتلع هي ريقها بصعُوبة بينما تُحاول تفسيِر ملامِح وجهه حتي تعثرَت بقدميهَا حينمَا اقتربَت من حافةِ الشاطئ وكادت تقع الا انهُ اسرَع بالإمسَاك بِها حيثُ ضمهَا الي صدرِه مُحاوطًا خصرهَا بذراعيهِ ، كانت تأبي رفع نظرهَا اليهِ خوفًا من نظراتِه التي تأكُلها لا تعرف لماذا ضعفت امامُه ! حينمَا لاحظت صمتُه رفعت رأسها بتردد لتُقابِل عينَاه العسليتينِ عيناهَا البُندقية ، هُنا حيثُ شعر بقلبِه ينبِض للمرةِ الأولي لفتاة مَـا ، ان تُراودهُ احاسيِس غريِية ومعَ فتاة مُراهِقة ؟!

||The Tough Guy&his Angle(مكتملـة)√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن