الجُزءِ الخَامِـس: المَاضي 3

6K 233 4
                                    

"كنتُ اتساءلُ ان اردتِ ان نذهبَ معًا في نُزهةِ قصيرة هُنا حول المُنتجع ؟ "

جالَ الصمتُ لمُدة قصيِرة تستوعبُ طلبُه ، بينما ترمقُه بنظراتٍ هادئةٍ وهو يُبادِلُها بينمَا يُدققُ فِي تفاصيِل وجههَا ، ابتلعَت ريقهَا بخفةٍ حينمَا حمحم امامهَا كي يُخرجهَا من شروُدِها...شعر هو بتلبُكِهَا وحيرَتهَا لذلك نطق قائلا بهدوءٍ
"ان كُنتِ لا تُريِديِنَ ذلك فـ_.."

وقبل ان يُكمل جُملتُه قاطعتُه قائلةً بصوتٍ خافت بينمَا تُحاول رسم الإبتسامة علي شفتيهَا " سوف آتِي معَك...انا فقط كنتُ مُترددةً بعضَ الشئِ لأن هذه المرةِ الأُولي التِي يسألُنِي فيها شخص غريِب للخُروجِ معهُ "

ابتسمَ بجانبيةِ ونظرهُ مُسلطًا عليهَا ثم امسكَ يدها لتسير قُشعريرة فِي كُل انحاء جسدهَا ، سار بهَا مُتوجهًا نحو سيارتِه السوداءِ الكبيِرةِ ليفتح لها باب السيارة قائلا بنبرتِه  الرجولية المُميزةِ "تفضلِي ايتُها الآنسة الجميِلة"

احمرَ وجهها خجلًا لتُسرِع دالفةً الي السيارةِ بعدمَا غمزَ لها...ذلك الأحمقَ ما الذي يحصُل معهُ بحق الجحيم ؟ كانت تتساءلُ فِي سِرهَا وقلبُها بكاد يخرُج من بين ضلوعِها بسبب ضرباتُه السريِعةِ...

ركبَ السيارةِ هو الآخر ، ليسوُد الهُدوء طُوال الطريِق كانت هي تلعبُ بأناملهَا مُتفاديةً النظرِ اليهِ ووجهها يتوردُ كُلمَا تذكرَت ما حدثَ منذُ قليل بينما كان هو يُلقِي عليهَا النظراتِ بين الحينِ والآخر ويمنع ابتسامتُه عن الظهُورِ...لكِن ذلك الصمت لم يدُم طويلًا حيثُ قطعتُه نورسين قائلة بنبرة مبهورة " ان هذا المكَان جميِل للغاية يا إلهي! " توجه بنظره الي ما كانت تنظرُ ليراهَا تُؤشِرُ علي تلكَ الكراسِي والخيمِ الموجُودةِ علي البحرِ والزينةُ تُضيِئُ المكانِ بنُورِهَا المُلون والجوُ هادئ للغايةِ لا يُوجد الا كم شخصًا يُعدُون علي الأصابِع ومُعظمَهُم كانُوا احباء وازواج....

"أعجبكِ ؟ " سألهَا بهدوء لتُومِئ له مُبتسمةً كالبلهاءِ بينما تُحدق فِي ملامِح وجهه الوسيمة ، اوقف السيارة فِي مكانِ قريِب ليركنهَا ثم توجهُوا بعدهَا الي ذلكَ المكانِ الرائِع وبينما كانوا يسيِرون قالت هي بنبرة مُتساءلةً" هل هذا المكَان تابِع للمُنتجَع الخاص بكَ ؟ " همهم لها لتبتسم هي بحماس جعلتُه يذُوب فِي ابتسامتها لتقُول "اذا هل يُمكننُي فعل ما اريِد هُنا ؟ " حقًا كان يودُ الضحكَ عليهَا في تلكَ اللحظةِ فهي بدَت كطفلٍ صغيِر يترجي والدتُه خاصةً بعيناهَا التي كانت تسبلهُما ببراءة كالجِراء

"افعلِي ما تُريِديِن ايتُها الصغيِرة" قال مُبتسما ابتسامته الساحرةِ تلك بينما يرميِها بنظراتٍ لم تستطِع تفسيرَها كالعادةِ ، وافق لكنُه لم يتوقَع ان تجرِي كالبلهاء نحو تلك الخيم المفروشة علي شاطئِ البحر ، اعطي مفاتيح سيارتِه لأحد رجالِه ثم توجه نحوَهَا ليراها تجلس امامَ الخيمةِ لكنُه توقفَ حينما سمعهَا تقُول "اشتقتُ لكِ امي انا آسفة لأننِي كنتُ علي وشكِ ان اكرر نفسَ ما حدثَ لكِ وانتِ اخبرتنِي ان انتبهَ علي نفسِي..آسفة سامحيِنِي " لا يعرِف لماذا شعر بنغزًة في قلبِه حينما رأي دمعتهَا تلكَ التِي تسللَت علي وجنتها وعيناهَا لا تُغادرانِ البحر امامِها

||The Tough Guy&his Angle(مكتملـة)√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن