الفصل السابع

44 2 0
                                    

أرسلت الشمس أشعَّتها الذهبيَّة مُعلنةً بداية يومٍ جديدٍ، تَجهَّزت حسناء لِكُليَّتها ولكنَّ الليل ترك بصمته على وجهها، فضلًا عن دموعها التي تسبَّبت في ذُبول عينيها...


✽ ✽ ✽


في العاشرة صباحًا، اتصل خالد بعمر فأمسك بهاتفه وقال بضجرٍ

- يوووه!! هقول له ايه دلوقتي. وطبعًا هيسألني كنتو فين وعملتو ايه.. ثم نظر للهاتف وضبطه على وضع الطيران وقال:

والله ما هرد.. بلاش وجع دماغ، أنا فيا اللي مكفيني..


✽ ✽ ✽


حاولت حسناء أن تُخفي ما حدث بابتسامتها المعهودة، لكنَّ ملامحها تبوح بالكثير..

= ايه ده مالك يا حسناء، عينك مالها؟ انتي معيطة ولا فيه ايه!!

قالتها عائشة بنبرةٍ من القلق على حسناء..

+ لا يا حبيبتي ده أنا منمتش كويس بس، وعيني وجعاني من بالليل..

فَلَقد اعتادت حسناء ألَّا تُثقِل أوجاع الآخرين بأوجاعها، فهي مُدركةٌ أنَّ لكلِّ شخصٍ ما يكفيه من الهموم.. معتمةٌ من الداخل.. شيء ما انكسر بداخلها.. لكنَّها ما زالت تُحافظ على إشراقتها الخارجية وروحها المرحة..

أتَت عُلا من الخلف ووضعت يديها على عينَي حسناء وقالت مازحةً:

- حزَّري فزَّري أنا مين؟

فابتسمت حسناء وسايرتها المزاح قائلةً:

+ إسماعيل ياسين؟

فضحكْنَ جميعًا ثُمَّ ذهبْنَ للمحاضرة


✽ ✽ ✽


رنَّ جرس منزل عمر فاعتقد أنَّه لؤي لأنَّه لم يُحادثه مُنذ البارحة.. فتح الباب ففوجئ بخالد أمامه.. استشعر الحرج وشحب وجهه ثم قال:

= اتفضل يا خالد ادخل

كَسَت علامات الحزن وجه خالد وقال:

± لا يا صاحبي شكرًا، أنا مش هتقِّل عليك أكتر من كده.. كل الحكاية اني قلقت عليك وبرن من امبارح مبتردش بس تقريبًا أنا اللي مش مرغوب فيا.. الحمد لله إنك بخير.. لو عرفت تيجي عندي البيت النهارده نقعد سوا ياريت.. ده لو مش هيضايقك يعني.. سلام عليكم..

تجمَّد عمر مكانه ولم يتفوَّه بشطر كلمةٍ، وكأنَّ صدمة الندم واختلاط المشاعر ألجَما لسانه.

جلس في غرفته يُحاول أن يتذكَّر ما حدث البارحة تمامًا.. فكلُّ ما يتذكَّره أنَّه شرب من زجاجات الخمر وتعاطي بعضًا من المخدرات وما بعد ذلك مُسح من ذاكرته.. ولكنَّ استيقاظه مرتديًا نصف ثيابه خير دليلٍ على أنَّه ارتكب ذنبًا عظيمًا...

كالونِّي | Καλλονήحيث تعيش القصص. اكتشف الآن