كالونِّي | Καλλονή

الفصل السابع عشر

وبينما هي غارقةٌ في المُناجاة والدُّعاء إذْ بصوت عمر على باب غُرفتها..

= بتصلي!. بحسبك نمتي

أسرعت إليه وعانقته وهي تبكي..

+ اللهم لك الحمد.. أنا قلقت عليك أوي..

صُدمت حسناء عندما رأته قد أجهش بالبكاء.. فهي لم تعتد منه إلَّا على الصلابة واللامبالاة وتبلُّد المشاعر.. فكيف يرِقُّ لرؤية دموعها؟!

+ مالك يا عمر.. أنا خلاص كويسة والله كنت قلقانة عليك بس، والحمد لله إنك جيت..

فيزداد بكاء عمر ويصدر عنه صوت يحاول إخفاءه

+ اهدى طيب، تعالى ارتاح.. مالك يا حبيبي فيك ايه.. حد زعلك..

ثم ضمته لصدرها الذي اختلط فيه حنان الأم ومحبَّة الأخت لتُهدِّئ من روعه.. صمتت هي الأُخرى لحين رؤيته قادرًا على الكلام.. وبعد ثوانٍ معدودةٍ إذا به يُفضي بما لديه..

✽ ✽ ✽

كان حليم قد أخذ أُخته وغادرا للمنزل يحملان ذلك الخبر السيء لوالديهما.. وبقرب منتصف الليل فقدت سمر وعيها تمامًا وكان لا بُدَّ من نقلها للمشفى..

احتُجِزت في العناية المركَّزة وقال الطبيب أنَّها تعرَّضت لصدمةٍ عصبيةٍ كبيرةٍ وحالتها غير مستقرةٍ، تحتاج قسطًا كبيرًا من الراحة..

✽ ✽ ✽

= عارفة يا حسناء أنا ندمان جدًا.. أنا كل ما ربنا كان يبعتلي رسالة كنت بتجاهلها كنت أقول أنا لسه شباب ولسه العمر قدامي.. كنت بتخنق منك من كتر ما تسأليني عن صلاتي وتفضلي ورايا لحد ما أصلي.. كنت بصلي غصب عني يا حسناء بقابل ربنا وأنا مش عايز أقابله بس اكتشفت إن هو اللي مش عايز يقابلني..

كل الرسايل اللي فاتت كانت بتحرك فيا شوية مشاعر ومع أول فرصة لنسيانها بنساها.. بس رسالة النهارده كانت شديدة أوي عليا جابتني الأرض..

+ سبحان الله.. ايه اللي حصل احكيلي أنا سمعاك..

وبدأ يسرد لها ما حدث بدايةً من خروجه من المستشفى حتى قراءته للآية.. ثم تابع حديثه قائلًا:

= بعد ما حاولت اتهرَّب من الآية دي لقيت الشيخ عثمان جه وجايب شنطة ف ايده ودخل ناحية الحمامات وجالي بعدها وأنا كابرت واتظاهرت إن مفيش حاجة.. ولقيت الحاج الكبير طالع من الحمام لابس عباية جديدة وشعره متسرح، حسيته واحد تاني خالص.. جه يوطِّي على ايد الشيخ فسحبها بسرعة وباس هو راسه وقال لنا يلَّا عشان نصلي ركعتين.. قلتله لا أنا سبقتكم.. قال لي يعني خسارة في ربنا ركعتين كمان؟

الكلمة هزتني، نفضتني من مكاني.. وقومنا نصلي، الشيخ اتفاجئ إن الحاج مبيعرفش يصلي ازاي.. هو كان متخيل إنه مبيصليش لكن على الأقل عارف..