واجه خالد بعض المشاكل في بيته كأيِّ بيتٍ به من الأسرار والمشاكل ما يكفيه، ومرض مرضًا شديدًا.. ولكن ما كان لِطَه أن يتركه في تلك الفترة العصيبة.. فكان يتردَّد كثيرًا على بيته ويجلس بجانبه يُذاكر بصوتٍ مرتفعٍ ويشرح له النقاط الصعبة ويقوم بتحفيظه ويصبر عليه صبرًا جمًا..
تعافي خالد قُبيل الامتحانات بفترةٍ ليست بقليلةٍ وأراد أن يردَّ الجميل لطه، لكن لم يعرف كيف السبيل لذلك.. ذهب واشترى قميصًا غاليًا ومصحفًا كبيرًا وعطرًا من النوع المفضل لدى طه، وطلب مقابلته وقدَّم إليه تلك الهدية وقال له:
± بص انت تعبت معايا جامد الفترة دي وأنا متأكِّد إن محدش غيرك كان هيعمل معايا كده أبدًا.. انت حسستني انك أبويا مش صاحبي ولا حتى أخويا.. أنا عارف اني مهما عملت مش هردلك الجميل ده وإن الهدية دي مش مقامك بس اقبلها مني..
= ايه اللي بتقوله ده يا خالد، تصدق زعلتني منك.. هو أنا يعني كنت بعمل كده عشان منتظر منك مقابل! انت عارف مكانتك عندي، احنا إخوات ومفيش جمايل بين الإخوات
± عارف والله أنا يمكن التعبير خانني بس، انت والله بمليون أخ وصاحب..
= ربنا يحفظك يا حبيبي، وزي ما جمعنا في الدنيا على خير وطاعة يجمعنا في الجنة بإذن الله..
± يا رب يا طه، ويهدي عمر ونبقى كلنا في الجنة
= ألا لسه مفيش أخبار عنه، ولا بيرد على مكالماتك؟
± لا والله، وموبايله مقفول طول الفترة دي وطبعًا مبيجيش الكلية..
= طب مش واجب تزوره برضو وتطمن عليه؟
± عاوز والله بس خايف.. انت عارف آخر مرة عمل معايا ايه..
= بس انت برضو عارف "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ"
± ونعم بالله.. خلاص هروح أشوفه بكرة إن شاء الله واتطمن عليه
✽ ✽ ✽
انتهت سمر من قراءة كل الصور ولم تتوصَّل لسرٍ واحدٍ يُدين حسناء أمام أهلها.. كادت أن تنفجر من الغيظ وظلَّت ليلةً كاملةً تُفكر فيما ستفعله، فبالطبع لن تترك مجهودها وإضاعة وقتها في قراءة تلك المذكَّرات أن يذهب سُدىً..
✽ ✽ ✽
اجتازت حسناء وصديقاتها الامتحانات الشفوية بامتيازٍ، وداومت لآخر يومٍ لها في الكلية على حلقات المسجد واشتهرت جدًا في ذلك المسجد وكانت الفتيات يُحضرْن صديقاتهنَّ وأخواتهنَّ بل وأمهاتهنَّ لحضور تلك الحلقات.. ولمَّا علمت الفتيات بأنَّ ذلك اليوم آخر يومٍ يلتقيْن فيه حسناء لانقطاع الدراسة حتى الامتحانات..
اقترحت عليهنَّ عائشة أن يقمْن بعمل مفاجأةٍ لحسناء تقديرًا لمجهوداتها معهنَّ طوال تلك الفترة.. فأحضرْن شهادة تقديرٍ لها، واشترت عُلا صندوقًا ورقيا جميلًا وأوراقًا صغيرةً على شكل قلوبٍ وورودٍ وأعطت لكلِّ فتاة منهنَّ ورقةً وطلبت منهنَّ أن يكتبْن كلماتٍ لحسناء تُدخل السرور على قلبها.. وبالفعل كتبْن أجمل العبارات، كما اشترين العديد من أنواع الشوكولاتة.. وكان لا بد من الهدية المفضلة لحسناء وهي نقابٌ جديدٌ.. وقامت عائشة بتغليف وتزيين الهدية فهي بارعةٌ جدًا في ذلك..
أنت تقرأ
كالونِّي | Καλλονή
Aléatoireلعلك تساءلت ما تلك "الكالونّي"... كالوني هي مدينة في ليسبوس باليونان.. عدد سكانها 1978 نسمة حسب تعداد 2011.. تبلغ مساحتها 36.58 كم² المهم ما علاقة هذا بحديثنا اليوم؟؟ هل بطلتنا يونانية؟ أم حديثنا عن اليونان؟ في الواقع.. لا علاقة بين ما قلته، وبين...