ذهب طه لبيت خالد كما اتفقا في الموعد المحدد، فهو شخصٌ خلوقٌ يحترم مواعيده ومواعيد الآخرين
ألقى السلام وتصافحا ثم جلسا في غرفة خالد التي باتت مليئةً بالكتب القيِّمة ... وضع طه يده على كتف خالد وقال:
- ها يا سيدي كان مالك بقا؟ ومتقولش مكنش ليك مزاج عشان الموضوع مش داخل دماغي
فابتسم خالد نصف ابتسامةٍ وتنهَّد وقال:
± رُحت لعمر بعد ما اتهريت اتصالات عليه، شوية موبايله مقفول وشوية مفتوح فقلقت وقولت أروح أشوف ماله.. الاقيه يفتحلي، واتصدم طبعًا عشان مكنش متوقع اني أروح، وعرض عليا اني أدخل بس رفضت وقولت له ييجي النهارده زى ما اتفقت معاك وحتى منطقش بكلمة وسابني أمشي.. وزى ما انت شايف مجاش ومش هييجي
- روق بس يا عم خالد، أنا متأكد إن اللي حصل ده عشان هو خجلان منك ومن اللي عمله وكان خايف يواجهك.. وبعدين مفاتش كتير على المعاد حالًا ييجي، استهدى بالله كده وقوم نصلي ركعتين ونقرأ قرآن لحد ما ييجي.
✽ ✽ ✽
عادت حسناء للبيت وبالكاد استطاعت انتظار صلاة العشاء صلَّتها حتى أنها أجَّلت الوتر لحين استيقاظها للقيام.. نامت ولم تشعر بأيِّ شيءٍ من حولها..
✽ ✽ ✽
كان خالد وطه قد جلسا سويًا لأكثر من أربع ساعاتٍ بين قراءة القرآن وقراءة الكتب، واتَّفقا أن يجتمعا أسبوعيًا لتكرار تلك الجلسة المفعمة بالطاعة والمعلومات الثمينة. وكما توقَّع خالد تمامًا، لم يأتِ عمر حتى انصرف طه ونام خالد نومًا عميقًا...
✽ ✽ ✽
استيقظت حسناء في الموعد المحدد لتبدأ يومها الجديد، يومٌ يُخبئ لها الكثير مما لا تُدركه.. حين انتهت من أذكار الصباح أحسَّت بشيء من الجوع فمعدتها خاوية ٌمُنذ البارحة.. اتَّجهت للمطبخ لتُجهز أيِّ شيءٍ تأكله فشعرت بأنَّ عمر مستيقظٌ، ووجدت باب غرفته شبه مفتوح على غير العادة.. هي حزينةٌ بسبب ما فعله معها، لكن قلبها يرقُّ دائمًا لحال أخيها.. طرقت الباب برفقٍ، فقال لها:
= ادخلي يا حسناء
وجدته واضعًا رأسه بين يديه ويبدو أنَّه لم ينَمْ تلك الليلة، وكل أغراضه مبعثرة في أنحاء الغرفة.. فجلست بجواره بحذرٍ، ووضعت يدها برفق على ظهره وقالت:
+ مالك يا عمر، انت منمتش؟
فأومأ برأسه مشيرًا أنه لم ينم
+ طب ليه؟ مالك فيه ايه؟
تنهَّد تنهيدةً متقطِّعة واختنق صوته بالبكاء..
= مش عارف.. مش عارف أنام..
+ طب اهدى بس، أنا نفسي أفهم مالك انت مش مدِّيني فرصة حتى أتكلم معاك ولا بتحكيلي فيك ايه.. انت بقيت في وادى واحنا في وادى.. إتكلم خرَّج اللي جواك

أنت تقرأ
كالونِّي | Καλλονή
Aléatoireلعلك تساءلت ما تلك "الكالونّي"... كالوني هي مدينة في ليسبوس باليونان.. عدد سكانها 1978 نسمة حسب تعداد 2011.. تبلغ مساحتها 36.58 كم² المهم ما علاقة هذا بحديثنا اليوم؟؟ هل بطلتنا يونانية؟ أم حديثنا عن اليونان؟ في الواقع.. لا علاقة بين ما قلته، وبين...