الفصل الثالث عشر

44 3 0
                                    

كان عمر قد أخذ كُتبه الدراسية وخرج مُنذ مدةٍ لِيُذاكر خارج المنزل في مكانٍ هادئٍ كنوعٍ من تغيير المكان والوجوه، وليشعر أنَّه غادر ذلك السجن الكئيب..

في طريقه التقى بخالد ولكن خالد لم يكن يراه، فذهب من خلفه وقال:

= بتعمل ايه عندك..

فابتسم خالد ابتسامةً عريضةً واحتضن صديقه وقال في سرورٍ:

± حمد لله ع السلامة، أخيرًا شوفتك.. ايه ده انت جايب الكتب دي موديها فين كده..

= أنا يا سيدي قولت أخرج من السجن اللي حبست نفسي فيه ده.. أشم شوية هوا وأذاكرلي كلمتين عشان الامتحانات.

± ما شاء الله.. طب تعالى بقا أما أعرَّفك على المحل بتاعنا الجديد

= بجد؟ المحل ده بتاعك؟ كويس والله، بس هيبقى محل ايه؟

± ده شركة بيني أنا وطه.. هيبقى محل ملابس.. طه هو صاحب الفكرة وبصراحة دخلت مزاجي واهو تبقى شغلانة ثابتة وربنا يكرم

= لا بس مساحته حلوة، والمكان مميز.. ربنا يباركلكو فيه

± الله يكرمك يا عمر.. طب بقولك ايه ما تبقى تيجي تشتغل معانا فيه لما يكمل على خير إن شاء الله!!

قبل أن يُجيب عمر قاطعهم صوت طه:

- السلام عليكم... ده الحبايب متجمعين اهو وبدأ بالسلام على عمر قائلًا:،

- حمد لله ع السلامة يا باشا عاش من شافك..

= الله يسلمك يا طه.. فيك الخير

فشعر خالد بالغيرة وقال مُمازحًا إيَّاه:

± اه وبالنسبة لعامود النور اللي ملوش لازمة ده... وأشار على نفسه،

فضحك ثلاثتهم وعانقه طه وقال:

- يا عم ما احنا كل يوم سوا.. ونظر لعمر ثم أشار للمكان وقال:

- ها إيه رأيك في المكان أكيد خالد قال لك..

= جميل بصراحة كنت لسه بقول له والله.. مبروك عليكم

- طيب ايه رأيك تشتغل معانا فيه؟

فوضع خالد يده على كتف عمر وقال:

± اهو يا سيدي ومن غير ما نتفق والله.. وافق بقا متبقاش مُمل

فابتسم عمر وقال:

= موافق يا سيدي بس بشرط.. هشتغل لمدة سنة بدون مرتب كمشاركة معاكم في المحل..

فدفعه خالد في كتفه بنوعٍ من المزاح..

± يا عم روح كده احنا محدش يشتغل معانا بشروط.. وبعدين بطَّل هبل بقا، ويلا تعالوا نذاكر عندي في البيت..

✽ ✽ ✽

كان حليم قد صلَّى استخارةً قبل أن يذهب لبيت عائشة، ولما سارت الأمور للقبول شعر بارتياحٍ كبيرٍ في قلبه.. وقال في نفسه:

كالونِّي | Καλλονήحيث تعيش القصص. اكتشف الآن