قلِقَت عائشة كثيرًا على حسناء وأصرَّت أنَّها لن تُقيم أي احتفالٍ إلَّا بمشاركة صديقتها لها، ولن يهدأ بالها إلَّا بالاطمئنان عليها..
استأذنت والدها بالذهاب لبيت حسناء.. ذلك البيت الذي لم تذهب إليه غير مرةٍ واحدةٍ ومن فترةٍ ليست بالقليلة.. استعانت بالله وقالت:
= اللي يسأل ميتوهش.. بإذن الله هعرف أوصل، يا رب ساعدني
وبالفعل ظلَّت تسأل على اسم الشارع مرةً، واسم والد حسناء مرةً أخرى، حتى وجدت نفسها تطرق الباب..
استقبلها والد حسناء بالترحاب، ولم يكن يعرف أنَّها ستكون زوجة ابن أخيه، بل لم تكن صديقتها تعلم بعد..
- اتفضلي يا بنتي هي في أوضتها جوَّه..
سمعت حسناء صوت عائشة فحاولت أن تُرتِّب شكلها وتبتسم حتى لا تُشعر عائشة بشيءٍ وقالت في نفسها:
+ لو سألتني هقول إني تعبانة شوية وإن شكل عيني ده من قلة النوم، مش عايزة أشيِّلها همِّي.. هي أكيد عاوزة تعزمني على الفرح
استأذنت عائشة بالدخول، ففتحت لها الباب واستقبلتها بابتسامةٍ.. لكن هذه المرة كانت مختلفةً.. ابتسامةٌ منكسرةٌ.. مصطنعةٌ.. ترتسم على شفتيها، لتُخبِّئ ألمًا دفينًا..
عانقتها عائشة وقالت في دهشةٍ:
= انتي خسِّيتي كده ليه؟! وعينك مالها، وفين ضحكتك الحلوة.. ده انتي حتى قافلة موبايلك مش عارفة أكلمك
استمرت محاولات حسناء بإخفاء ذلك الجرح الذي ينزف داخلها قائلةً:
+ لا يا بنتي أنا زي الفل، المذاكرة بس سدِّت نفسي عن الأكل عشان كده خسِّيت.. وقلقي من الامتحانات بيخليني معرفش أنام كويس، بقا شكلي زي المدمنين.. وتبعتها بضحكة تحاول بها إخفاء ما بداخلها عن عائشة...
نظرت عائشة في عيني حسناء وقالت:
= لا يا حسناء، عينيكي وضحكتك مطفية.. فيكي حاجة هو أنا مش عارفاكي، ما طول عمرنا بنمتحن وانتي اللي كنتي بتصبريني وتخليني أتفاءل خير.. يبقى ازاي الامتحانات تعمل فيكي كده يعني
+ يا سلام! عادي يا عائشة ما كلنا بيجيلنا فترات ونضعف، المهم صحيح إحكيلي عملتي ايه في المقابلة الشرعية
= أحكي ايه بس وانتي عاملة كده، وبعدين بتصل عليكي من ساعتها عشان أحكيلك موبايلك مقفول.. طب حتى قوليلي ليه قفلتيه؟.
+ أصل حسِّيت إنه بيشغلني جامد، وخوفت أقصَّر في المذاكرة، وانتي عارفة إن فترة الامتحانات الاتصالات بتزيد عليا وكله بيفضل يسألني على حاجات في المواد..
= بس من إمتى انتي بتعملي كده! ده انتي مكنتيش بتتأذي من الموضوع ده أبدًا وكنتي تقوليلي " إنَّ اَللَّهَ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ"... كنتي بتقوليلي إن ده سر نجاحك
أنت تقرأ
كالونِّي | Καλλονή
Sonstigesلعلك تساءلت ما تلك "الكالونّي"... كالوني هي مدينة في ليسبوس باليونان.. عدد سكانها 1978 نسمة حسب تعداد 2011.. تبلغ مساحتها 36.58 كم² المهم ما علاقة هذا بحديثنا اليوم؟؟ هل بطلتنا يونانية؟ أم حديثنا عن اليونان؟ في الواقع.. لا علاقة بين ما قلته، وبين...