الفصل الخامس عشر

38 2 0
                                    

قضت سمر هذه الأيام بسعادةٍ غامرةٍ.. اقتراب خطبة أخيها من جهةٍ وما فعلته لحسناء من جهةٍ أُخرى.. لكن حتمًا إرادة الخالق وتدبيره لهما شأن آخر..

ذهبت سمر لشراء أحدث الفساتين، وحجزت في أحد أماكن التجميل استعدادًا لخطبة حليم..

# سمر، اشتريتي الفستان؟

º ايوه يا حليم.. تعالى شوفه أهو..

# لا إلبسيه مش هعرف أشوفه وهو في ايدك كده

فارتدته سمر وكان فستانًا يصف كل تفاصيل جسدها كأنَّها لا ترتدي شيئًا فضلًا عن أنَّه مُلفِت جدًا للأنظار.. احمرَّ وجه حليم غضبًا وخجلًا وصرف عينيه عنها قائلًا:

# ايه القرف اللي انتي جايباه ده!! بصي لنفسك في المراية كده، ده انتي لو عريانة كان أحسن.. ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب بقوةٍ..

نظرت لنفسها وقالت:

º ايش فهمك انت في الموضة والشياكة، خليك في خطيبتك أم زِي شرعي بلا هم..

كان حليم قد حاول مع سمر آلاف المرَّات لتغيير زيِّها، ويُقنعها بالزيِّ الشرعيِّ واشترى لها عباءاتٍ فضفاضةً كثيرةً، لكنَّها دائمًا ما ترفض وتعتبر ذلك جهلًا ورجعيَّةً.. كما أنَّها تستند على والدها الذي كان يدعمها ويُشجِّعها دائمًا على أن تفعل ما تُحبُّه..

✽ ✽ ✽

فتح لؤي عينيه وبدأ يستكشف المكان من حوله، فأمسك عمر بيده وقال:

= لؤي.. حبيبي أنا عمر شايفني!

فابتسم لؤي وأومأ برأسه بصعوبةٍ وحاول أن يُقرَّب يد عمر له ليُقبِّلها.. فسحب عمر يده بسرعةٍ وقبَّل رأسه ثم قال:

= سامحني يا لؤي أنا اللي بعدت عنك وسيبتك لحد ما بقيت بالحالة دي..

حرَّك لؤي رأسه يمينًا ويسارًا وأشار لخالد على المكتب.. نظر خالد ليجد ورقةً وقلمًا فقال:

± عاوز تكتب؟ أجيبلك الورقة والقلم!

فأومأ بالإيجاب، فأحضرهم خالد له بسرعةٍ.. بالكاد استطاع أن يُمسك بالقلم وعانى كثيرًا ليكتب ما كتب.. أعطى الورقة لعمر فأمسكها وقال:

# اقرأ الكلام ده بصوت عالي.. أنا طالب منكم تسامحوني كلكم وخصوصًا انت يا عمر.. أنا مكنتش الصاحب اللي ينفع تمشي معاه.. اللي حواليك دول هم اللي يستحقوك، أنا كنت هسحبك لطريقي ونهايتك هتكون جمبي هنا.. أنا تُبت لربنا والممرضات اللي هنا ساعدوني أتوضا وأصلي.. بصلي وأنا نايم بعد ما كنت بصِّحتي ومبركعش ركعة واحدة لله.. كان كل همِّي وخوفي إني أموت وانتو تكونوا مش مسامحينِّي.. سامحوني وادعولي بالرحمة لما أموت..

قرأ عمر الكلام وقلبه يكاد ينخلع من بين أضلُعه، وظلَّ يقبِّل رأس لؤي وهو يردد

= والله مسامحك.. والله مسامحك من قبل ما تطلب

كالونِّي | Καλλονήحيث تعيش القصص. اكتشف الآن