On The Lands of Legends

الجزء الأول: الأساطير ليست فقط أساطير

بسم الله الرحمن الرحيم

...

السنة ٤٤٥ حسب التقويم الامبراطوري

: ريجي ، يا ريجي ! بني تعال يكفي لعباً ولنعد للبيت قد غربت الشمس منذ مدة، لابد أن أمك تنتظرنا على العشاء هيا.

- بابا انا لم انتهي من اللعب بعد.

- غداً أكمل لعبك مع أصدقائك، الآن من الافضل ان نعود قبل ان تضغب امك حبيبي. هات يدك وهيا بسرعة.

أمسك ريجي يد والده القوية وابتسم وهو ينظر إلى عيونه التي تفيض حنان وسارا إلى مأوائهما وسط الجمع الغفير.

العمال الذين أنهوا أعمالهم، والأطفال الراغبين بالمزيد من اللعب والتجار المستقطبين من حولهم من العملاء ببضائعهم، مع أن الشمس غربت بالفعل إلا أن العاصمة يوريا لا يلبسها سكون الليل بسرعة. إنها عاصمة إمبراطورية يورينتي حيث يتوفر كل ما يخطر في البال.

ترك ريجي يدك والده بسرعة وركض بسعادة دافعاً باب منزله الصغير ليستقبله صوت امه المستاء: هل عدتم؟ تأخرتم كثيرًا، قلت لكم عودوا مع غروب الشمس وليس بعده!

عبس ريجي ومن خلفه ابتسم والده لزوجته ثم جذبها مقبلًا اياها قبلة سريعة على الجبين طالبًا عفوها، وبالفعل نال ما صبى. فالتفت لابنه مع اشارة النصر بأصابعه.

تناولت الأسرة وجبة دافئة تعكس حالة هذه الاسرة المتوسطة التي تعيش بهدوء. وحسب الروتين اليومي للطفل ذي الخمسة أعوام ريجي جاء موعد قصة ما قبل النوم.

ضم والد ريجي ابنه لصدره اكثر على السرير وسأله: ماذا تريد أن تسمع الليلة؟

صاح ريجي بدون تفكير: التنين!

ضحك والده عليه لانه يطلب سماع هذه القصة كل ليلة لسنوات بدون أن يمل منها وبدأ السرد بابتسامه:

"في الزمن القديم القديم وقبل عشرة آلاف سنة، كان البشر على حافة الانقراض، كانوا ضعفاء جدًا ولم يكن لديهم ملك او امبراطور بعد، فقط قرى وقبائل متوزعة على أراضي قارتنا هنا وهناك مختبئين في الزوايا والجحور من الموت، لم تكن الوحوش السحرية هي المشكلة في ذلك الزمن بل كائناتٍ عظيمة الحجم، قوية البنية، مخزون سحري لا منتهي، وأخيرًا غرور وكبرياء. بكلماتٍ اخرى، تنانين.

كانت التنانين تتربع على عرش الطبيعة كأقوى وجود لا يضاهى، ولا أحد يحاسبهم على افعالهم أو يجابههم. حتى حُرر البشر من جبروتهم بسيف منقذهم البطل الأسطوري ريجي.