الجزء السادس: مَأدُبةَ

90 22 32
                                    


٢٣ نوفمبر ٤٥٧

العاصمة الإمبراطورية يوريا

لم يكن موسم الصيف الذي تزدحمُ فيه شوارعُ يوريا، ولم يكن الأسبوع الأول من السنة الجديدة الذي يحتفل به مواطنوا يورينتي.

كانت فقط آواخر نوفمبر؛ منتصف الخريف.

لكن ٢٥ نوفمبر ٤٧٥ كان وقتاً مميزاً.

اليوم الذي أُعلِنت فيه الهدنةُ بين البلدين المتحاربين؛ إمبراطورية يورينتي ومملكة كونتس.

برودةُ نوفمبر وأمطارهُ استترت تحت نفحاتِ الدفىء والسرورِ.

تبادلُ الطعامِ والحلوياتِ بين الجيرانِ والأصدقاء، احتفالاتٌ في الشارع العام، رقصٌ مجنونٌ وغناءٌ صاخب.

يوريا كانت مزدحمةً بالكثيرِ من الوفودِ القادمةِ للاحتفالِ بالهدنة.

النبلاء من يورينتي وكونتس وبابروك، ضيوف غوا، التجارُ أصحاب النفوذ، أشهرُ السحرةِ والفرسان.

وعلى غير العادةِ، الساحرُ الأعظمُ في القارة، امبيرتو فالينتي، أيضاً قد قدمَ للعاصمة.

هذا الرجلُ الذي أعتاد على تجاهلِ كل المآدبِ الاحتفالية؛ قدومهُ اشعلَ الحماس في قلوبِ جميع الأجيال.

كل ذلك الدفىء والحماس لم يدخل بيتين.

البيتُ الأول كان يغرقُ في هالاتٍ مع السخطِ العظيم.

آثارٌ حمراءُ لصفعةٍ على وجنتها اليمنى، حاولت تخفيف آلامها بالطبطةِ عليها.

- أيتها الحمقاء الهوجاء! تهربين!

- عزيزي، لنستمع إليها أولاً! اهدأ من فضلك.

والدُ جوليا لم يكن يفكرُ بشكلٍ سليمٍ اليوم؛ لديه كل العذر.

ابنته التي اختفت قبل قرابة الشهرين، قد عادت فجأة. لم يكن أحدٌ يعلمُ أين اختفت ولم تترك هي خبراً.

ظنوا أنها مخطوفة، أنها مسجونة، أو حتى مقتولة.

بحثوا عنها كثيراً ولم يجدوا دليلاً إليها.

ولكن فجأة، هي كانت واقفةً أمام البيت.

- جوليا، ابنتي تكلمي، أين كنتِ؟

رفعت جوليا رأسها وأجابت بهدوء؛ شرحت لعائلتها ما مرت به سابقاً وأسبابها.

On The Lands of Legendsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن