السَّلام عليكم.
"لا شيء سيختفي لمجرد أنّك لا تريد أن تراه."
بداية الجولة الثانية من مسابقة النوفيلا الحرة.
___
بعيدًا عن هالةِ الرُّعب التي عشتُم بها قبل قليل، أو لا أعلم إن عشتموها أم لا، أيًّا يكُن، ما أردت إخباركم به هُو أنّني نقلتُ لكم الفقرة السابقة بصعوبةٍ من بين ضحكاتي.
ولأن الغموضُ عليهِ أن يلفَّ كلَّ أحداثِ الرواية من بدايتها إلى نهايتها، الكاتبة أخبرتني ألّا أنقل لكم سبب ضحكاتي.
الآن على الأقل...
أيَّة توقُّعات؟
لا؟
حسنًا لنتابع.
لنعُد إلى أريز، ما ينقصُ الأجواء هُنا هُو إتباعها بموسيقى مُرعبة في الخلفيّة، إذ أن الكلمة التي سمعها أريز الآن شلَّت حركته كلّها لدرجةٍ منعته من الإلتفات لرؤية صاحب الصوت.
الشمسُ توشكُ على الغروب، وأشعتها التائهة ترامت على زجاجِ السيارة لدرجةٍ أضفت للأجواء هالة غامضة مشحونة بأبغض أنواع الطاقة السلبية، خوفٌ، وفزع، كرهٌ، واستسلام، إضافةً لرغبةٍ خالصة داخل قلب أريز بكونِ كل شيء حلمٌ عابر سيستيقظُ منه بعدَ مدةٍ لا بأس منها من الرهبة.
أغمض أريز كلتا مُقلتيه، وتابع لفَّه لمفتاح سيارته أثناء ارتجاف يده بطريقةٍ فزعة، مُقسِمًا في قرارة نفسه أنه سيعود للمنزل الآن دونَ أن يلتفت لأي شيء، فمن الأساس بالنسبة له ما يسمعه ليسَ إلّا خيالًا تافهًا ناجمٌ عن تأثره بالصوت الذي خرج فجأةً ظهر هذا اليوم من ابن أخيه، أمّا عن ذاك الصوت، فأريز لم يتوصل لطريقةٍ تُقنعه بلمَ خرج إلى الآن.
أخذَ نفسًا مُنهكًا يُحاول مجاراة نبضات قلبه المتسارعة قبلَ انطلاقه بالسيارة، فلا يُريد أن يختمَ يومه بحادثٍ تعيس أيضًا.
صاحبةُ الصوتِ تلك مستمتعةٌ بشكلٍ لا يوصف، وكلُّ ما بها متشوقٌ لإخراجِ خوفٍ أكثر من قلبِ أريز، لذلك اقتربت منه بطريقةٍ هادئة تضعُ رأسها بجانبِ رأسه تهمسُ بصوتٍ أنثوي هادئ عكسَ كلّ ما في أريز الآن "أأخفتك؟"
فورَ شعور أريز بها انتفضَ كيانه كله مُغمضًا كلتا مقلتيه لا يُريد رؤية ما خلفه حتى، وبصوتٍ ملؤه الخوف، والفزع تمتم قائلًا "بسم الله" مانعًا نفسه من الإلتفات للخلف، عليهِ مُواصلة اقناع نفسه أنَّ ما يمر به ترهات عبثية وستختفي تمامًا بعدَ مدةٍ لا بأس به.
لا يُريد من واقعه المتمثل بكون كل هذا الموضوع ضربٌ من الخيال أن يهدمَ إذا ما رأى الكيان القابع خلفه، إذ أنَّ سماعه للصوت لربما ناجمٌ من التعب، أمّا إبصار شيءٍ مُخيف ومُفزع لن يساعدك بتاتًا على محوه من ذاكرتك.
أنت تقرأ
متَّبعًا إيّاه.
Misterio / Suspensoفي منتصفِ تكراره لأيامه الرتيبة يصطدمُ أريز بجملةٍ تتبعه في كل مكان تخبره أنه التالي. يظنُّها في البداية من مجهولٍ عابث، ثم من متعقبٍ تافه، ليصطدمَ في النهاية برؤية أنها منها. -الرواية مشاركة في مسابقة النوفيلا الحرة ٢٠٢١ -الفكرة ١٢٤ فقط. -غموض،...