متَّبعًا إيّاه.

|٦|أتساءلُ عن السبب.

السلامُ عليكم.♡

"صومُ اللِّسانِ عن الرذائلِ واجبٌ
‏ما نفعُ جُوعكَ واللِّسانُ طَلِيقُ"

______

«كلُّ البشر في هذا العالمِ قصصٌ ومشاريعُ تعاطف، وما يُقاس على بشري من هذا الجانب، حتمًا يُقاس على ما هو غيرُ بشري.»
______

بدأت الهالةُ البيضاء بالتّلاشي من حولهما تحتَ أنظارِ كليهما المتناقضة، فأريز يحملُ في مقلتيه كمًّا كبيرًا من الأسئلة، ويولاند تُخفي خلفَ ابتسامتها أجوبته المرجوة كلها.

"هل لي بطلبٍ صغير؟" قاطعَت يولاند اندهاشَ أريز من رقاقاتِ النُّور الصغيرة حوله ليُجيبها دونَ أن يبعدَ عينه عمّا يجذبه "اطلبي هُو قالولك إني بقدر أقول لا؟"

"فكِّر بالتفاصيل الصغيرة القادمة بشكلٍ أعمق، العلاقات والأزواج، الأرواحُ والضحكات، المُستقبل والملل."

انتهَت من كلامها تنظرُ لملامحِ أريز التي تتبدَّل رُويدًا رويدًا لتتحوَّل إلى ابتسامةٍ جانبية بيَّنت ليولاند أنه أدركَ ما تُريده.

أمّا ما داخل عقل أريز فهُما فريقان، واحدٌ يقول ألَّا حاجةَ لتوصية حريصٍ مثله، إن كانَ في عائلة أبو أحمد شخصٌ ذو أفكارٍ لا تستكين فهو أريز.

والآخر يقول أنَّ يولاند ما هي إلا جنية سلطتها عليه والدته كي يُفكِّر بالزواج بشكلٍ جدي، فلمَ ذكرت كلمة أزواج إذًا؟

وفي النهاية فازَ الفريق الأول، إلحاحُ والدته لا يحتاجُ لدخيل، هي تكفي لهذه المهمة، وتوفيها حقَّها الكامل.

"زي ما بدكي، أروح خلص؟"

"أجل، لا ضيرَ في ذلك، وبالمناسبة، لم يرنا أحد لا تخف."

ألقى أريز نظرةً أخيرة عليها ثمَّ عادَ لبيته وسريره راميًا للمرة الأولى كل أسرار الكون وخفاياه وراءَ ظهره مُبحرًا في حلمه غير راغبٍ بالتفكير حتى، بالطبع لم يستعن لهذه المهمة بنفسه، فعقله لوحده مصنعٌ لا يولد الأسئلة إلّا ليلًا، لذلك أوكَل مهمة إغلاقه هذه الليلة لمنومٍ ابتاعه من الصيدلية قبلَ أن يصل للمنزل.

راجيًا الله قبلَ تناوله ألّا يعتادَ عليه ولا يضطر له مرةً أخرى بتاتًا.

________

السابع من فبراير، يومُ الأحد، البارحة كان السبت الذي التقى فيهِ كلاهما، واليوم الأحد الذي...

اليوم يومُ عودة المدارس، جزئيًا.

فحسبَ ما تنصُّ عليه أوامرُ الدفاع من حق طلاب الصفوف الثلاث الإبتدائية الأولى العودة، مع طلاب الثانوية.

منعًا لتفشي المرض الذي ينهشُ العالمَ أجمع.

وتبعًا لهذا القرار بنايةُ العائلة مشغولة منذُ الصباح بأصواتِ محمد وأحمد أبناءُ أخِ أريز عبد الرحمن.