الحنان

344 37 33
                                    

انتهت هانا من اللوحة..

انتهت منها في الوقت المناسب..

لقد حرصت أشد الحرص على تلك النقود، التي باعت بها سلسلة امها، و لكن اجر البنسيون، و ثمن طعامها و شبابها و دوائها، و ذلك المبلغ الضخم الذي ابتاعت به ادوات الرسم و اللوحات، امتص كل نقودها، و وجدت نفسها بعد الانتهاء من اللوحة شبه مفلسة، مما زاد رغبتها و املها في بيع هذه اللوحة، لتجد ما تتقوّت به، و تدفع منه اجر البنسيون للشهر التالي..

و عندما انتهت من لوحتها و وضعت لمساتها الاخيرة، التفتت ليونغي الذي يتابع عملها باهتمام، و سألته بقلق:

" ما رأيك؟"

أجابها علي الفور، كأنما يعد الإجابة من قبل:

" رائعة!"

ابتسمت و هي تقول:

" لا تجاملني .. قل رايك الحقيقي، فهو عمل محترفة."

أجاب بهدوء:

" بل عمل فنانة."

شعرت بفخر و زهوّ حقيقين، لمجرد أنه قد وصفها بهذا، كانما لم يعد يعنيها في العالم كله الا رأيه هو فحسب..

أو أن هذه هي الحقيقة..

لقد معه ما يقرب من شهر كامل، اعتادت علي هالة الغموض التي تحيط به، و ارتاحت لدماثة خلقه، و حسن معشره، و ..

و أحبته..

أو هكذا يخيّل لها..

لقد وجدت فيه كل الحنان و الرجولة و الحب.. كل ما تفتقده طيلة عمرها..

مع مرور الايام، و صارت تنتظر لقاءه، و تسعد به..

و لم تعد تسال عمن يكون.. لقد أصبح بالنسبة لها يونغي.. فقط يونغي.. بلا أي ألقاب..

بلا ماضِ .. بلا تاريخ .. حتي غموضه صار لها محبباً.. و كذلك وقاره و رصانته..  لم تدر ما الذي جذبها إليه تدريجياً، و لكنها صارت اليوم تهواه..

و لم تعد تتصور العالم بدونه..

أنها- حتي و هي تسعي لسداد اجر البنسيون لشهر اخر- تشعر أنها تفعل هذا لأجله.. من أجل أن تبقي الي جواره.. لقد نسيت معه حتي مرضها.. و اعتادت وهن قلبها..

المهم هو ..

و لكن ما شعوره هو نحوها؟ ..

أنه يتابع عملها بكل اهتمام، و لا يضنِ عليها بالنصح و الارشاد و التشجيع، و لكنه لم يمنحها ما يشير إلي الحب ابدا..

صحيح انها لمحت في عينيه لمحة حنان و حب يوماً، و هو يتحدث اليها، إلا أن تلك اللمحة انمحت في سرعة، و عادت عيناه لكونهما و غموضهما..

كان كمن يخشى ان يحب..

أو كمن يخشى الحياة..

و في صوت خافت و حياء، غمغمت:

You're my Destiny || MYGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن