تقدمت نحو تلك الطاولة القابعة في نهاية المطعم في زاوية منعزلة يفصل بينها و بين بقية الطاولات جدار خشبي عازل، لتجد تلك المرأة تنتظرها وهي بكامل اناقتها، شعرت بالخجل من بساطة ملابسها مقارنة بملابس هذه السيدة ، الا انها لم تهتم فقلقها حيال ما ستقوله لها اكبر من قلقها حول ملابسها.
- سعيدة لمجيئك، تفضلي بالجلوس. اشارت الى الكرسي لتجلس عليه هارونا مقابل لها.
- أجل سيدتي، هل هنالك شيء مهم؟ سألت هارونا بقلق.
- اوه ارجوك ناديني بالسيدة كازوكي، ولا تقلقي انا فقط دعوتك لاتعرف عليك أكثر. قالت مبتسمة
- لكني لا اعرف من تكونين يا سيدتي؟
- ألم يخبرك توشيو عني ؟ أنا زوجته ..أخبرتها بتفاخر.
- زوجته !! تمتمت هارونا بذهول.
- آه نسيت، اعني زوجته السابقة . ضغطت على الكلمة الاخيرة وكأنها غاضبة او نادمة لانها لم تعد زوجته .
- عفواً سيدتي، حتى لو كنتِ زوجة السيد توشيو او طليقته ، لما طلبتِ مقابلتي ؟
- لانك تذكريني بأبنتي أكيرا، انكِ تشبهيها كثيراً و ربما زينتارو لاحظ مدى التشابه بينكما لهذا قام بتوظيفك . طأطأت رأسها بحزن لتمسح دمعة سالت من عينيها.
- لا أظن ان السيد توشيو يقوم بتوظيف الاشخاص من أجل دوافع شخصية، ثم أين هي ابنتكِ، هل هي مسافرة؟
لم ترد ضلت صامتة تطالع هارونا بنظرات غريبة، وقد تأكدت ان لا شيء بينهما هي والسيد توشيو كما ظنت عندما رأتهما معاً في الليلة الماضية ، فهي لا تعرف الكثير عن السيد توشيو حتى انها لم تعلم انها زوجته السابقة الا بعد ان أخبرتها بنفسها.
قامت بطلب كوبين من القهوة و قطعتين من الكعك لهما الا ان هارونا نهضت و رفضت معتذرة ، فاليوم هو اليوم الاخير في هذه الرحلة وعليها قضاء الوقت مع اصدقائها قبل ان يعودوا غداً صباحاً، كما انها وعدت صديقتيها ان تتناول معهم الفطور في مطعم الفندق، وقد طلبت منهن انتظارها حتى تنهي لقائها مع السيدة كازوكي وستحاول العودة بسرعة.
بعد تناول الفطور قررن الفتيات ان يذهبن برفقة السيدة شيوري الى السوق الشعبية الكبيرة في مقاطعة فوكوكا، من أجل شراء الهدايا والتذكارات الرمزية لعوائلهم او اصدقائهم واحبابهم.
كان السوق كبيراً جداً وضخماً ، فيه كل شيء تبحث عنه من مقتنيات وصور وتحفيات صغيرة و مجوهرات قديمة ، بالاضافة الى الملابس والاطعمة واللوحات والالعاب البلاستيكية والدمى المحشوة ، وقد قضو فيه وقت ممتع، قررن بعد ان اصابهن التعب أخذ استراحة قصيرة على إحدى المصطبات المركونة على أرصفة الشوارع داخل السوق الكبير.
تذكرت سايومي فجأة والدها المريض ، بعدما حدثتها السيدة شيوري عن وجود الكثير من الادوية العشبية التي بإمكانها مساعدته و تحسين صحته، فقررت شراء البعض من تلك الاعشاب، كانت هارونا تشعر بالتعب والانهاك، وكذلك السيدة شيوري فلم تجد غير آريسا لترافقها الى داخل السوق مرة اخرى..
أنت تقرأ
انتظار الخريف
Romanceتجاهل دموعها ليبتعد نحو النافذة وقد علق على قطرات المطر التي بدأت تتساقط على النافذة : - هل تحبين المطر آنسة هارونا ؟ سألها متنهداً ليصحح صيغة السؤال : - أعني هل تحبين الخريف ؟ - لا ، لا احب الخريف انه فصل متقلب يفاجأني دوماً بتوقعاته ، انا اكر...