ولجت الى المقهى وهي تجول بعينيها ارجاء المكان ، كان المطعم مزدحم بالناس والضحكات والصراخ، كلمات كثيرة تصل الى مسامعها من الطاولات القريبة وحتى البعيدة لكنها لا تهتم فهي اقل اهتماماً وفضولاً تجاه حياة الناس الخاصة، حتى انها تكره التحدث عن حياتها للناس لذا حتى المقربين منها كصديقاتها مثلاً لا يعلمن شيئاً عن حياتها الشخصية ...
ما ان لمحتهن يجلسن في الخلف، حتى لوحت لهن لتستطيع جلب انتباههن وسط هذه الفوضى والزحمة .
- هاي مر وقت طويل منذ ان خرجنا معاً. قالت مبتسمة وهي تسحب كرسياً لها.
- صحيح اشتقت لنزهاتنا معاً. وافقتها سايومي لتضيف بعد ذلك : " سعيدة اننا انهينا مشروعنا مع شركة آيباشا "
-اوه ارجوكِ كفي عن الحديث حول العمل، نحن الان نحاول قضاء وقت ممتع. تذمرت هارونا وهي تقلب عينيها.
- آسفة لكن لا اصدق اننا سنذهب في رحلة مدفوعة التكاليف من قبل السيد توشيو، هذا اشبه بالحلم، لطالما تمنيت السفر دون ان ارهق نفسي بالتفكير في النفقات.
- هذا صحيح.. ابتسمت هارونا تلقائياً ما ان سمعت باسمه ..
- ماذا عنك آريسا الست متحمسة؟ سألت صديقتها الشاردة والتي لم تتكلم بكلمة منذ قدوم هارونا.
- افكر بعدم الذهاب، اشعر بالارهاق والتعب. اخبرتها آريسا .
- ماذا! هل تمزحين؟ صرخت سايومي لتجعل بعضاً من كبار السن يرمقونها بغضب .
- لماذا لا تودين الذهاب، سيكون الامر ممتع . اخبرتها هارونا
- هل الامر متعلق بذلك الغبي ؟ آريسا عزيزتي انه حتى لم يهتم لمشاعرك؟ زجرت بها سايومي للمرة الاخرى.
- سايومي توقفي .. امسكت هارونا بذراع صديقتها تترجاها لتوقفها عن الصراخ .
- آريسا عزيزتي هل حقاً هذا هو السبب، اخبريني ما المشكلة التي حدثت معكما، الم يتصل بك هيرو؟ .
- لم يتصل ابداً، وكأنه كان يبحث عن عذرٍ ليتركني. ردت وقد تحشرجت الدموع في عينيها
- ما الذي حدث معكما؟ سألت سايومي بفضول
- اخبرتكما مرة ان جده قبل وفاته اورثه منزله، لكن هذا المنزل يعيش فيه فقط اثناء العطل، اما عند اوقات دوامه فهو يغادر الى اوساكا.... صمتت قليلاً لتكمل بعدها :
" كنت اريد ان اجعل من علاقتنا جدية فطلبت منه مرة ان يعرفني الى عائلته كحبيبته وليس كصديقة طفولته او جارته، لكنه منذ ذلك الوقت وهو يرفض ويتحجج بأعذار واهية ، لهذا اخبرته بانني ساضطر للانفصال عنه ان لم يعترف بي كحبيبته امام الناس وامام عائلته، لكنه لم يحرك ساكناً ولم يقل كلمة بل غادر منزل جده بسرعة ولم يتصل بي او يبرر موقفه، لهذا لجأت الى منزل هارونا في تلك الليلة لعلي في الرفقة اخفف شيئاً من حزني. لكنه اتصل بي في اليوم التالي ليخبرني انه سيغادر طوكيو نهائيا ولن يعود "
أنت تقرأ
انتظار الخريف
Romanceتجاهل دموعها ليبتعد نحو النافذة وقد علق على قطرات المطر التي بدأت تتساقط على النافذة : - هل تحبين المطر آنسة هارونا ؟ سألها متنهداً ليصحح صيغة السؤال : - أعني هل تحبين الخريف ؟ - لا ، لا احب الخريف انه فصل متقلب يفاجأني دوماً بتوقعاته ، انا اكر...