الفصل الرابع

145 9 12
                                    

رغم مرور 5 ايام منذ لقاء هارونا الاخير بالسيد زينتارو توشيو الا انها لم تشعر بأي نوع من أنواع الراحة ، فقد قضت تلك الايام بتوق شديد وارهاق كبير وهي تنتظر الثلاثاء بنفاذ صبر ..

بدأت تتخيل كيف سيكون يومها الاول في شركة توشيو ؟ وكيف انها ستكون أكثر موظفة مجتهدة ويعتمد عليها ، حين ذاك سوف تترقى لتكون أهم شخص في الشركة بعد مديرها ، ماذا سترتدي في ذكرى افتتاح الشركة ؟ طريقة القاءها للخطاب ، تصفيق الجميع لأجلها و ثناء المدير عليها..

بالطبع لن يكون الواقع بهذه المثالية ، ففي صباح يوم الثلاثاء ، نهضت من سريرها و هي تشعر بنعاس كبير ، فقد سهرت الى وقت متأخر لكي تختار لها زي مناسب حتى ترتديه في الصباح , تفاجأت بالساعة المعلقة امامها وهي تشير الى الثامنة ، اي انه وقت بدء العمل في الشركة ..

اجتاحتها نوبة ذعر عارمة , ارتدت ملابسها على عجل ، و دون ان تتفقد مظهرها الخارجي اسرعت بالمغادرة حتى تلحق بالقطار وقد تركت طعام عشاءها في الامس و جبل الملابس الذي اخرجته وهي تحاول اختيار زي مناسب للعمل ..

" يا الهي كم أنا غبية ، كيف أتأخر في اول يوم لي بالعمل ؟ ماذا سيقول عني الان السيد توشيو ؟ أخشى ان يفصلني في اول يوم لي "

ركضت مسرعة بعد نزولها من القطار . كانت الساعة تشير الى الثامنة والنصف عند وصولها الى بوابة الشركة ، وقبل ان تدخل الى الشركة ، أخبرها الحارس بعد ان عرف انها الموظفة الجديدة للشركة  :
-  ادخلي من البوابة الخلفية و توجهي مباشرة نحو الطابق الرابع ، واحرصي ان لا يراك الموظفين ، هذا ما قاله لي السيد توشيو..

سألته بقلق :
- عذراً لكن هل السيد توشيو متواجد في الشركة الآن ؟

- بالطبع ، انه اول الواصلين الى الشركة ، وهو الآن بإنتظارك .

" يبدو انك ستوبخين في أول يوم لك آنسة هارونا الغبية "

فعلت كما أخبرها الحارس , توجهت نحو البوابة الخلفية للشركة لتتأكد من عدم وجود اي شخص في هذا المكان , كان يوجد خلف تلك البوابة المخزن الكبير للأجهزة التقنية ومعداتها كذلك بعض الملفات القديمة التي تحتل ركنا خاص في جهة اليمين ، اما في جهة اليسار كان هناك المصعد المؤدي الى الطوابق الاخرى للشركة . استقلت المصعد ليأخذها الى الطابق الرابع حيث كان السيد توشيو بانتظارها ..
- صباح الخير سيدي ، اعتذر لتأخري فقد ...

قاطعها قائلاً بنبرة حادة : دعيني اريكِ مكتبي ..
علمت انه منزعج منها عندما لاحظت مزاجه المتعكر ، لكنها تبعته الى المكتب دون ان تنبس بكلمة ..
- كيف تجرأت على التأخر في اول يوم لكِ ، ألم أخبركِ مسبقاً بأن وقت بدء العمل في الساعة الثامنة وقد تأخرت نصف ساعة .. أخبرها بنبرة مرتفعة و هو يرمقها بنظرات غاضبة جعلتها ترتعد في مكانها بعد دخولها الى المكتب ..

انتظار الخريف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن