رغم مرور 5 ايام منذ لقاء هارونا الاخير بالسيد زينتارو توشيو الا انها لم تشعر بأي نوع من أنواع الراحة ، فقد قضت تلك الايام بتوق شديد وارهاق كبير وهي تنتظر الثلاثاء بنفاذ صبر ..
بدأت تتخيل كيف سيكون يومها الاول في شركة توشيو ؟ وكيف انها ستكون أكثر موظفة مجتهدة ويعتمد عليها ، حين ذاك سوف تترقى لتكون أهم شخص في الشركة بعد مديرها ، ماذا سترتدي في ذكرى افتتاح الشركة ؟ طريقة القاءها للخطاب ، تصفيق الجميع لأجلها و ثناء المدير عليها..
بالطبع لن يكون الواقع بهذه المثالية ، ففي صباح يوم الثلاثاء ، نهضت من سريرها و هي تشعر بنعاس كبير ، فقد سهرت الى وقت متأخر لكي تختار لها زي مناسب حتى ترتديه في الصباح , تفاجأت بالساعة المعلقة امامها وهي تشير الى الثامنة ، اي انه وقت بدء العمل في الشركة ..
اجتاحتها نوبة ذعر عارمة , ارتدت ملابسها على عجل ، و دون ان تتفقد مظهرها الخارجي اسرعت بالمغادرة حتى تلحق بالقطار وقد تركت طعام عشاءها في الامس و جبل الملابس الذي اخرجته وهي تحاول اختيار زي مناسب للعمل ..
" يا الهي كم أنا غبية ، كيف أتأخر في اول يوم لي بالعمل ؟ ماذا سيقول عني الان السيد توشيو ؟ أخشى ان يفصلني في اول يوم لي "
ركضت مسرعة بعد نزولها من القطار . كانت الساعة تشير الى الثامنة والنصف عند وصولها الى بوابة الشركة ، وقبل ان تدخل الى الشركة ، أخبرها الحارس بعد ان عرف انها الموظفة الجديدة للشركة :
- ادخلي من البوابة الخلفية و توجهي مباشرة نحو الطابق الرابع ، واحرصي ان لا يراك الموظفين ، هذا ما قاله لي السيد توشيو..سألته بقلق :
- عذراً لكن هل السيد توشيو متواجد في الشركة الآن ؟- بالطبع ، انه اول الواصلين الى الشركة ، وهو الآن بإنتظارك .
" يبدو انك ستوبخين في أول يوم لك آنسة هارونا الغبية "
فعلت كما أخبرها الحارس , توجهت نحو البوابة الخلفية للشركة لتتأكد من عدم وجود اي شخص في هذا المكان , كان يوجد خلف تلك البوابة المخزن الكبير للأجهزة التقنية ومعداتها كذلك بعض الملفات القديمة التي تحتل ركنا خاص في جهة اليمين ، اما في جهة اليسار كان هناك المصعد المؤدي الى الطوابق الاخرى للشركة . استقلت المصعد ليأخذها الى الطابق الرابع حيث كان السيد توشيو بانتظارها ..
- صباح الخير سيدي ، اعتذر لتأخري فقد ...قاطعها قائلاً بنبرة حادة : دعيني اريكِ مكتبي ..
علمت انه منزعج منها عندما لاحظت مزاجه المتعكر ، لكنها تبعته الى المكتب دون ان تنبس بكلمة ..
- كيف تجرأت على التأخر في اول يوم لكِ ، ألم أخبركِ مسبقاً بأن وقت بدء العمل في الساعة الثامنة وقد تأخرت نصف ساعة .. أخبرها بنبرة مرتفعة و هو يرمقها بنظرات غاضبة جعلتها ترتعد في مكانها بعد دخولها الى المكتب ..
أنت تقرأ
انتظار الخريف
Romanceتجاهل دموعها ليبتعد نحو النافذة وقد علق على قطرات المطر التي بدأت تتساقط على النافذة : - هل تحبين المطر آنسة هارونا ؟ سألها متنهداً ليصحح صيغة السؤال : - أعني هل تحبين الخريف ؟ - لا ، لا احب الخريف انه فصل متقلب يفاجأني دوماً بتوقعاته ، انا اكر...