الفصل السابع

115 8 26
                                    

تركته ليواجه أفكاره بعد ان شرد بعقله بعيداً ، لتغط في نوم عميق وهي لا تزال ثملة وبغير وعيها لا تستطيع ان تشعر بما أشعلته في قلبه من حرائق و براكين .
تساءل : أيعقل ان قبلة ثملة كهذه تنسيه مرارة الزمن ؟ هل يمكن لفتاة بعمرها ان تعوضه عن سنوات عمره التي ضاعت سداً وهو يعيشها وحيداً ؟ هل تستطيع جميع النساء ان تعود برجلاً مثله الى الماضي ؟ ام هي فقط من تستطيع ذلك ؟

كانت يراقبها و هي نائمة كطفلة صغيرة ، وقد أشفق على حالها عندما لاحظ انها تشبهه ، فهي أيضا تعيش وحيدة ، وقد مرت عدة ساعات بالفعل وهو ما يزال في شقتها و في غرفتها تحديداً ، لذا بعد ان عاد له وعيه ، غادر منزلها ليعود ادراجه و قد خاف ان تيقظ هذه الفتاة في داخله مشاعر قديمة كان قد نسيها منذ زمن طويل ..

استيقظت هارونا في الصباح وهي تشعر بصداع قوي و ألم خفيف في كاحلها ، لكنها رغم ذلك كانت تشعر بالنشاط و الحيوية على غير عادتها .

توجهت الى الحمام و قد قامت بغسل وجهها اولاً وهي تطالع نفسها في المرأة وقد لفت نظرها تلك الضمادتين على جبهتها ، بدأت تتفحصها ثم قامت بإزالتها لترى الخدوش على جبهتها حينها فقط عادت لها ذاكرتها بشكل تدريجي .
تذكرت كل ما حدث معها في الأمس ، بدءاً من المطعم و الحانة فسقوطها و حمله لها و تواجده في شقتها ، اعترافها بانها تحبه ثم أخيراً القبلة ..

شعرت بالخجل الشديد وقد تذكرت أمر اعترافها له بالحب و تقبيلها له .. لكنها سرعان ما غمرتها السعادة و بدأت تبتسم بشكل لا تلقائي .

قامت بتغيير ملابسها ثم خرجت على عجل . حتى انها نسيت تناول فطورها و لم تطعم قطتها ، كانت تشعر ان هذا الصباح مختلف عن سابقيه ، صباح تشي رائحته المنعشة الممتزجة برائحة القهوة و عطر ازهار الكرز بقصة حب اخاذة ، فريدة من نوعها ..

لطالما تواطئ الحب بنظرها مع موسم الصيف والربيع ، لكن مع اقتراب موعد قدوم الخريف ، شعرت ان حالة الطقس الخاصة بها ملبدة بغيوم وردية ، و اعاصير خفيفة تهب على قلبها .. لذا كان هذا الامر يخيفها ، فهي ليست محبة للرياح ولا للأمطار ، الخريف بالنسبة لها لعنة فهو يضعفها و يشعرها بالمرض ، و ان كانت قصة حبها ستكتب في الخريف فهي إذاً لا محالة قصة مؤلمة و تعيسة .

عند وصولها الى الشركة ، التقت بالسيد توشيو الذي كان قد حضر للتو و مر بجانبها .
- صباح الخير سيدي . حيته مبتسمة بخجل
- صباح الخير . رد متجهماً و قد قطب حاجبيه ثم ابتعد بسرعة .

شعرت قليلاً بالتوتر الا انها تناست الامر عن عمد لذا اتجهت الى مكتب سايومي و أريسا لتلقي التحية عليهما فقد أخبرتها سايومي انها لن تستطيع ان تلتقي بها في هذه الفترة فهي ستنشغل كثيراً بسبب تعاقد السيد توشيو مع شركة العقارات و انشغال الجميع بالمشروع .

انتظار الخريف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن