فراق واجب

0 0 0
                                    

_أثير، تلك العشبة ستريحنا منها لوقت طويل ولهذا لا أريد أي خطأ.
قالتها ساڤيريا وهي تمد يدها بأعشاب غريبة الشكل لأثير
_ أمرك يا مولاتي.
خرجت أثير وهي تعتصر الأعشاب بيدها قائلة
_تبا لغرورك هذا يا ساڤيريا... سأبتلعها أنا لعلي ارتاح من عجرفتك تلك... أين أنت يا ياسين؟ زوجتك في خطر وشقيقتك بحاجة إليك.
دخلت الغرفة فقالت لها سارة
_بأي طريقة تريد قتلي؟
ضحكت أثير وقالت
_بأعشاب تشبه المخدرات يا عزيزتي.
سقطت سارة علي السرير وظلت تضحك وتقول
_ستقتلني بجرعة زائدة.
جلست أثير بجوارها وقالت وهي تبكِ
_لن أستطيع ان احتمل هذا الوضع... هي تريد قتلك بشدة وأنا لن أفعل هذا.
مسحت سارة دموعها وقالت
_لن يحدث لي شيء وأنتم معي، جميعكم تدعمونني وياسين...
قالت اسمه بحسرة واغرورقت عيناها قائلة
_ياسين ليس هنا... يتركني دوماً وأنا في أشد الحاجة إليه.
ضمتها أثير لتزيح عنها قليلا ولكنها كانت تعلم بأن قلب سارة يحترق وأخيها تركها وحيدة لتعاني و بعد أن وعدها بأن يكون درعا لها؛ ترك ظهرها مكشوفا.
_ سارة، سأخرج لأجلب بعض الطعام لنا حتي تعود يارا من غرفة چوثفان.
خرجت أثير وبعد دقائق عادت لتجد سارة أرضا وكوب العصير مسكوب بجانبها ركضت لتري ما إن كانت الاعشاب مكانها ولكنها لم تجدها، صرخت في لوع
_سارة، ما الذي فعلته يا غبية؟ ساعدوني أرجوكم.... تبا لهذا ليساعدني أحد.
***********
_أخي، متي سأصبح ملكة مثل أمي؟
ضحك سيڤيان وقال وهو يداعب أنفها الصغير
_أنتِ بالفعل ملكة يا سيلينا.
وضعت سيلينا يدها الصغيرة علي جانبها في حركة طفولية وقالت
_أنت تمزح مجدداً يا أخي، كيف أكون ملكة وجميع من بالقصر يدعونني
بالأميرة الصغيرة؟
وضع سيڤيان يديه علي كتفيها ونظر إلى عينيها اللامعتين ببريق أسود فهو لم
يعلم بأن الأسود ساحر هكذا إلا حين نظر إلي عيني شقيقته وقال
بصوت حنون
_ألم اخبرك من قبل بأنك ستظلين ملكتي؟ كيف لا يا صغيرتي وأنتِ
تزدادين حكمة يوما بعد يوم؟
رمت بجسدها الصغير لتغوص في صدره قائلة
_شكرا لك يا أخي فأنا لا شيء بدونك.
مرر يده في شعرها وظل يربت علي ظهرها قائلا
_لا بل شكرا لك أنت يا سيلينا... صغيرتي أنتِ حياتي ولهذا لن أسمح لشيء بأن يصيبك.
نظرت سيلينا إلي أخيها بحزن وقالت
_ولكن مصيرنا مكتوب يا أخي ونهايته موت أحد منا وأنا لن أسمح لك بالموت.
ضحك سيڤيان وأمسك بأذنها
_أنت صغيرة جدا وقصيرة أيضا لهذا لن يحدث لك شيء ما دمت حيا.
لمحت سيلينا جنود ملثمين يقتربون من القصر فقالت لأخيها
_علينا أن نحذر أبي حالا يا سيڤيان فهؤلاء الرجال ليسوا تابعين لنا.
تعجب من شجاعة شقيقته علي الرغم من رجفتها فأمسك بها
وركض باتجاه القصر.
_أبي لنخرج من هنا حالا.
_قالها سيڤيان الذي كان يتنفس بصعوبة فنهض الملك "سام" وركض باتجاه
طفليه قائلا
_ماذا حدث يا سيڤيان؟
قالت سيلينا
_هيا يا أبي لا وقت لذلك فهنالك من أقتحم القصر.
قال الملك بقلق
_ماذا؟ وأين الحراس؟
قال سيڤيان وهو يشير إلى الممر السري
_هيا يا أبي ولكن أين أمي؟ علينا أن نسرع.
نزل الملك علي ركبتيه وأمسك بصغيريه وقال
_سأحضرها ونأتي خلفكم ولكن اهتم بالصغيرة حتي أعود
ولا تقلقوا.
كاد سيڤيان أن يتحدث ولكن والده لم يترك له أي مجال لذلك وأدخله إلي
الممر وركض هو إلي غرفة سيلينا ليجلب زوجته.
ذهب سيڤيان وهو ممسك بسيلينا داخل السرداب إلي أن وصلوا إلي الحديقة
وظلوا هناك ينتظروا والدهم الذي أخذ زوجته في الممر ولكن هل سيمر
ذلك الهجوم هكذا؟ أم أن للخيانة رأي أخر؟
دخلوا إلي الحديقة لتصرخ الملكة " يورين" بقوة قائلة
_سيڤيان، سيلينا.
بينما وقف الملك ينظر إلي طفله الذي كان فاقدا للوعي و طفلته التي
يمسك بها حارسه الخاص فقال بهدوء
_ ما الذي تفعله؟ كيف ذلك؟
ضحك الحارس قائلا
_من قال لك بأني فعلت هذا وحدي؟
كانت سيلينا تتابع ما يحدث ورأتها وهي تقترب من رأس أبيها وقالت بفزع
_احذر يا أبي.
ولكن سيفها كان أسرع منه فغرس في صدره.
صرخت سيلينا حين رأت والدها يسقط أرضا ووالدتها تصرخ وتنادي علي
الحراس ولكن علي الرغم من سقوطه إلا أنه وبقوته الباقية قال
_لم فعلت هذا؟
_لأحكم بالقوة أيها الضعيف والأن ستنتهي وينتهي حكمك معك.
_سيكون سيڤيان حاكما بعدي.
_ سيڤيان قد مات هو وسيلينا في حريق القصر.
****************
يفرقنا القدر بالقوة ليجمعنا بالصدفة وما بين قوة الفراق وصدفة المقابلة...
ترتبك مشاعرنا بعنف ونظل ساكنين في محاولة يائسة لإدراك ما مررنا به.
نؤمن بالحقيقة تاركين الخيال جانبا، ماذا إن كان خيالنا هو الحقيقة
وحقيقتنا خيال؟
*******************
_سارة، ما الذي حدث لكِ حبيبتي؟
قالها ياسين وهو يضم سارة فأشارت له أثير محذرة وهي تقول
_لا تقول حبيبتي... أنت يا أخي لم تفهم معني تلك الكلمة... كانت تشتاق إليك وبحاجة لوجودك ولكن أين كنت؟ تركتها وهي في أشد الحاجة لوجودك ولهذا ابتعد عنها الأن.
اقترب ياسين من شقيقته وقال
_ أثير، أرجوك لا تظلميني فأنا كنت مع ساڤيريا.
قالت سارة بوهن وهي تنظر إلي ياسين الواقف أمام أثير كالمتهم
_ساڤيريا!
ركضت أثير نحوها وقالت
_ما الذي تشعرين به الأن؟ ولم يا غبية فعلتِ بنفسك هكذا؟
بكت سارة بحرقة وقالت
_أنا أشعر بالموت يا أثير... أشعر بخنجر اخترق جدار روحي.
اقترب ياسين منها وقال
_لا تظلميني ياسارة فذلك العالم هو من حكم علينا بهذا، لا تقسي علي يا صغيرتي فأنا والله لا استطيع العيش بدونك.
_ لن تفهم ما أمر به الأن يا ياسين ولن تفعل و...
تسارعت أنفاسها فأغمضت عينيها كي لا تراه فتبك مجددا ولكنها لم تكن تعلم بأنها ستغوص في تلك الظلمة لوقت طويل.
_سارة، أجيبيني.
خرجت أثير من الغرفة لكي لا تري صديقتها في هذا الوضع وحملت معها الكثير من اللوم لأخيها.

عشق من بعد اخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن