فابتسم ياسين إلي زوجته التي أحسن اختيارها لتكون شريكة له ثم قال
ــ تتحدثين كل تلك المدة ولم تعلمي اسمه بعد.
ضحك الرجل ثم قال
ــ أنا همام .
عرفوا عن أنفسهم ثم انطلقوا معه إلي بورتا ولكن قبل الدخول أوقف همام
عربة بها عدد من تجار الملابس واخبرهم عن الحكاية فقرروا مساعدة
الشباب وأعطوهم ملابس مناسبة …انطلقوا مع التجار معلنين حروف
البداية ومع وصولهم إلي الباب أوقفهم الحراس قائلين
ــ من انتم؟ ولم تريدون العبور إلي بورتا؟
فرد احد التجار قائلا
ــ نحن تجار من اراتيا أتينا إلي هنا بناء علي أوامر من الملكة.
فسمحوا لهم بالدخول من البوابة الرئيسية ليجدوا أنفسهم أمام باب أخر
ولكن عبارة عن سياج ففتح الحراس لهم ومع دخولهم إلي المملكة
ارتجف جسد سارة وخالد وشعروا بأن الأرض تدور من حولهم ولكن فزعوا
حين أتت أمامهم صورة لطفل وطفلة يكبرون حتى صاروا كمن في
الخامسة... اختفت الصورة لتتعالي نبضاتهم وتتسارع أنفاسهم فانتبه لهم
الباقون ... تحدثت يارا بخوف
ــ خالد... سارة ، ما الذي يحدث معكم؟
ردت سارة وهي تتساءل
ــ هل رأيتم الطفلين؟ شعرتم بتلك الرجفة؟
ــ رجفة! عن أي طفلين تتحدثين؟ يبدو أنك متعبة قليلا.
ــ أنا لست متعبة... كان هنالك طفلين أنا لم أتوهم.
هنا قاطعها خالد
ــ أنتِ محقة يا سارة ولكن لم نحن؟
ــ لا أعلم يا خالد ولكن يبدو أن ألغاز الكتاب لن تنتهي.
وأثناء سيرهم فاجأتهم عاصفة قوية حطمت تجمعهم وهزت قوة وحدتهم واظلم المكان تماما ليكتب لهم لغز جديد ومغامرة اشد رعبا وقسوة فكل منهما أصبح مع زوجته في ارض لا يعلم هويتها.
اجيستاس
استيقظ ياسين ليجد نفسه في غرفة متهالكة كادت أن تنهار أركانها...
مبنية بالطوب اللبن وأرضيتها قاسية وباردة كبرود ليلة عاصفة.
لم يجد احد معه فظل ينادي في أرجاء المكان علي الجميع ليأتيه صوت
أنثوي رقيق لا ينم إلا عن جمال صاحبته.
ــ لا تقلق يا سيد اعتذر فانا لم اعلم اسمك بعد ولكن اطمئن فالفتاة التي
كانت معك لازالت نائمة.
التف ياسين خلفه ليجد حورية لا يوجد في جمالها... شعرها الفحمي
الذي انساب كخيوط من حرير علي كتفيها... عيونها السوداء كسماء ليلة
خسف فيها القمر... فستانها الأسود بحمالاته العريضة الذي التف
في منتصفه حزام ازرق من الستان ليحدد خصرها بدقة كفنان ماهر
ووجهها الدائري الأبيض كقمر يعتلي السماء بفخر
قال لها بقلق
ــ اسمي ياسين ولكن هل قلت فتاة؟
ــ وأنا يوري، اسمك رائع يا ياسين واجل قلت فتاة ولكن لم تسال؟
ــ لان أصدقائي شابان وثلاث فتيات، هل يمكنك إرشادي إلي مكانها؟
ــ بالطبع سأرشدك ولكني لم أجد معك سواها.
أشارت الفتاة إلي أخر الرواق وقالت
ــ إنها هناك .
ركض ياسين باتجاه سارة التي كانت ترتجف خوفا واحتضنها بشدة ثم
قال بصوته الحاني
ــ حبيبتي ، هل أنتِ علي ما يرام؟
لم يتلق أي رد منها وكأنها في عالم أخر ورجفتها تزداد فامسك بكتفيها
وظل يهزها ولكن بلا فائدة، تخطته كأنه لم يكن هنا وسارت باتجاه الفتاة
فظن أنها ستتحدث معها ولكن تخطتها هي الأخرى ونزلت الدرج ثم
توقفت في منتصف المنزل حين اختفت الصورة من أمامها وسقطت بين
ذراعي ياسين.
ــ هل هي بخير؟
كان هذا صوت يوري التي لاحظت قلق ياسين ليرد مطمئنا إياها
ــ لا تقلقي فهي بخير يبدو أن المشكلة في هذا العالم.
ــ هل هي صديقتك؟
نظر ياسين إليها وهو يبتسم قائلا
ــ إنها زوجتي يا يوري، هل يمكنني أن اصعد بها إلي الغرفة إذا سمحت لي؟
ــ بالطبع يمكنك ذلك ولكن هل لنا أن نتحدث بعدها؟
ــ حسنا سأفعل .
صعد ياسين ووضع سارة في سريره ثم خرج ليتحدث مع يوري لعله يفهم
ما يحدث و لربما تساعده يوري في إيجاد أصدقائه الذين اختفوا ولا
يعلم عنهم شيئا .
ــ انسه يوري أنا لست من هذا العالم فهل يمكنك مساعدتي؟
ضحكت يوري وقالت مازحة
ــ يمكنك مناداتي بيوري أنا متزوجة من ساهر انه شاب يعمل حارسا
للملك .. أنا آسفة يا ياسين فحالنا هنا لن يعجبكم .
ــ لم تقولين هذا؟
ــ حسنا سأجعلك تعلم طبيعة ما وقعت فيه ولكن هل أنت من اراتيا؟
ــ لا يا يوري أنا من مكان أخر لا بل من عالم أخر أكثر تطورا من عالمكم