- بعضنا بل غالبنا يرى أن النعمة والرزق إنما يكونان في مركبٍ يركبونه أو مطعم أو ملبس وإذا لم توجد عندنا هذه الامور فنحن لسنا في نعمة ..؟!!
- وقدر حذّر رسول الله (ص) من هذا التصوّر الخطير فقال :
(( ... مَن لم ير لله عزّ وجلّ عليه نعمة إلاّ في مطعم أو مشرب أو ملبس ، فقد قصر عمله ودنا عذابه ))(١)- نعم أحبائي ؛ لمَ لا نتفكّر لماذا منع الله تعالى عنا بعض هذه الأمور أو لم يعطنا حياةَ المترفين مثلاً ؟
الجواب واضح .. لأن خالقنا أعلم بحالنا وما ينفعنا ، والمقدار من النعم الذي يناسبنا ، فبعضنا يتمنّى حال المترفين ولا يعلم فلسفة وحقيقة العطاء ، إذ ليس كلّ عطاء نعمة بل قد يكون نقمة وعذاب للبعض !!🔹- ألمْ تر مآل بعضهم كما حكى الله سبحانه عن قوم تمنّوا حال قارون حيث قالوا :
{ يا ليت لنا مثل ما أُوتي قارون إنّه لذو حظ عظيم ، وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلاّ الصابرون } (٢)
من هنا تعرف الحقيقة والموعظة والحكمة وهي :
لمّا خسف الله بقارون وبداره الأرض ، ماذا تمنى الذين ارادوا حياة قارون بالأمس ، لاحظ ماذا قالوا بعد ان علموا الحكمة ؟! :
🚩 قال تعالى : { وأصبح الذين تمنّوا مكانه بالأمس يقولون ويكأنّ الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن منّ الله علينا لخسف بنا ويكأنّه لا يفلح الكافرون}(٣)- لاحظ كيف تحوّل تفسيرهم لهذا الأمر عن السابق ، فقد عدّوا ماهم فيه (نعمة ورزقا وبركات ) قد مَنّ الله بها عليهم بعد أن عرفوا معنى وفلسفة العطاء الالهي الحقيقي ..
- فلنشكر الله تعالى على كلّ ما نحن فيه من ضيق وشدة فلعل الله أراد أن يبسط الرزق بهذا الطريق ..
🤲▪️
--------------------------------------------------------
(١) الكافي ؛ الكليني ، ج٢ ، ص٣١٥
(٢) القصص : ٧٩
(٣) القصص :٨٢
أنت تقرأ
❇️كن ذا أثر❇️
Espiritual🔸كنْ من الذين يفتحون دُروب الخير للإنسان، وليكن فتحُ دُروب الخير الهدف الرئيس في ممارساتك الفكرية والسلوكية، في تقديم مشورة، أو نصيحة، أو عمل، أو تعليم جاهل، أو تنبيه غافل