الفرق بين الأخلاق والاداب

348 10 0
                                    

أحبائي - هناك فرقٌ بين الأخلاق والٱداب ..
فالأول لا يحصل فيه الخلاف بل هو ثابت عند الناس ، وإنما الإختلاف يحصل في الآداب ، ولذا البعض لا يفرّق بين الفعل الذي هو خلق من الأخلاق و بين كونه أدباً من الآداب فتحصل على أساسه التوهّمات في النقاشات والحوارات ..

فالآداب ممارسات تختلف باختلاف الأعراف ويمكن أن تتعدّد فيها المصاديق والطرق بأختلاف الزمان والمكان ..

- مثلاً قبل أربعين سنة كان الخلق في نظرنا أن يكون الولد صامتاً أمام أبية لا يناقش أباه ولا يحاوره عندما يتكلم الأب في موضوع معين ، لكن هذا ليس من الخلق بل هو ادب وعرف من الأعراف التي يمكن ان تتغير بمرور الزمن ولا يمكن أن يكون الصمت هو الخلق الثابت بل الصمت والسكوت وعدم النقاش قد يكون في زمان هو الآدب الذي لابد أن نمارسه ، ولكن هذا الطقس يمكن أن يتبدل بشيء اسمه الحوار الهادئ بين الأب والولد في مجتمع أو زمان آخر  ..

- فالخلق الثابت الذي لا يتغير في قضية الأبوين هو ( احترام الوالدين) لكن أدب وممارسة هذا الاحترام هل هو بالصمت؟ أم هو بالصداقة والحوار؟ هذا يسمى اختلاف في الأدب في طقس من طقوسه وإلا ليس هذا اختلافا في الخلق كما يعبر البعض بان اولادنا اختلفت اخلاقهم وأصبحوا لا يحترمون آباءهم ..

  💌 ولذا - نسب لمولانا الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال :
« لاتقسروا أبنائكم على آدابكم، فأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم»

- فالملاحظ ان الإمام (ع) لم يقل ( لا تقسروا أبناءكم على أخلاقكم) بل قال ( على آدابكم ) وبهذا يتضح أن اختلاف الثقافة قد يفرض اختلاف الآداب، فهناك فرق بين الأخلاق وبين الآداب ، وهذا يفتح لنا طريقاً في لابديّة  التركيز على ما هو خلق من الأخلاق ، وماهو أدب من الآداب ثم ننطلق منه في نقاشاتنا وحواراتنا المنزلية والاجتماعية بل حتى القضايا الدينية لابد أن نفرق بين ما ورد بعنوان الآداب وبين ماورد بعنوان الأخلاق ..

            نسألكم الدعاء

❇️كن ذا أثر❇️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن