حالة مبغوضة وقصّة

32 3 0
                                    

حالة مبغوضة وقصّة ..

توجد حالة مرضيّة مبغوضة عند البعض وهي أن يعيّرَ الآخرين بذنبٍ قد تابوا منه ، كالذنوب التي كان يعملها الإنسان في شبابه أو في حال غفلته ثم أدركته رحمة الله بالتوبة .. فهناك اصناف يستمرون بالحديث عن ذنوب هذا الانسان حتى وإن كانوا يعلمون  انه قد تاب منها ..


🗒️ - أقول للبعض ناصحاً ومذكّراً :

هذا الدور خطير جدّاً ، لانه يستلزم أن يكون المدافع عن الشخص هو الله تعالى ، لان الروايات حذّرت بان الله سيدخله مدخل ما عيّره به او يعاقبه على تعيير التائب ، كيف والتائب حبيب الله تعالى..

أما القصّة :

- أحدى الأخوات كانت في شبابها تضع المكياج لكن أدركتها التوبة من هذا الذنب ، وفعلا تابت حينما رزقها الله الذهاب لزيارة رسول الله في المدينة ، وأخبرت النبي (ص) باني تائبة من الذنب الذي كنت أعمله ، وأسأل الله ان ينالني شفاعتك لانك أخبرتَ يا رسول الله بان التائب من الذنب كمن لا ذنب له .

- حينما رجعت هذه المرأة لبلدها وجدت صديقاتها من النساء تغيّراً ملحوظاً في حجابها الشرعيّ وعدم وضع أيّ مساحيق للتجميل ، لكن يوجد مجموعة من النساء مريضات يحاولن الاساءة لكل من يمارس التوجيهات الدينية ويسير عليها ، فقامت أحدى النساء في الوظيفة بذكر ماضي هذه المرأة في الجلسات العامة ، فلانة كانت تضع المكياج وفلانة كانت تلبس هكذا وهكذا وهكذا ..

فقالت لها : لماذا تذكرين الماضي الذي تبت لله فيه ، الاَ تخافي من الله تعالى.. ؟!

- ثم قالت هذه المراة التائبة :
رجعت من الوظيفة للبيت حزينة مما صنعته هذه المرأة بهدم مروئتي أمام الأخريات من النساء ، وقبل ان أنام عاتبت رسول الله(ص) : يا حبيبي يارسول الله أليس تبت في حضرتك وأنتم القائلون ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) فلماذا أعيّر من قبل هذه المرأة .. فنمت : فرأيت النبي (ص) فاخبرته ، فقال هذه ستنال عقوبة سقوط أسنانها فجأة بسبب تعييرها لك ونحن نرى ذلك فلا تهتمي ، فانت باعيننا ..

في اليوم الثاني ذهبت للوظيفة فعلا ، وجدت هذه المرأة التي تعيّرني غير موجودة قد أخذت اجازة ، ولما تفحصنا السبب وجدنا ان اسنانها سقطت فجأة ..

فتقول : ذهبت بجلسة خاصّة اليها وأخبرتها بالرؤية ، فأخذت بالبكاء وقالت : التوبة في ان أمارس دور التعيير مع الناس التائبين من الذنوب .. فارجوك ارضي وأعفي عني ، فقالت لها : عفوت ورضيت

       📜قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
( من عير أخاه بذنب قد تاب منه لم يمت حتى يعمله )(1)

       📜وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(  التائب حبيب الله، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ) (2)

اللهم استرنا بسترك المرخى ، وارزقنا أن نستر الآخرين بالخصوص ممن تابوا اليك من سيئات اعمالهم ، فهم أحبابك الذين اجتبتهم بسترك وجعلتهم من أهل طاعتك

      ....   اخوكم ابو الحسن
____________________________
(1) تنبيه الخواطر: ١ / ١١٣
(2)المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: ج٧ ، ص٧

❇️كن ذا أثر❇️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن