كان لا يزال ينظر إليها بصدمة. عيونه العسلية لم تستطع أن ترمش وهو ينظر لها بتفاجئ، كانت مرمية على الأرض كجثة هامدة رغما الأصوات المتألمة التي تصدرها.
عقله لم يستوعب ما يحدث، شعر وكأنه علق في لحظة ما قبل وقوع الكارثة.
وكأن قلبه توقف عن النبض من وقتها، وكأن روحه علاقة ما بين النعيم والجحيم. ثابت في دائرة زمانية واحدة، يغوص في عمق مظلم بينما تتكرر تلك الصور عديد المرات في ذاكرته، كانت وكأنها تريد أن تحفر ما حدث في جوهر روحه.
صدر أنينها المتألم وهي تحاول رفع جسدها أو
حتى يدها، لكن عبثًا...هي تشعر بالألم في كل أنحاء جسدها الذي شكت لثواني أنه لم يكن خاصتها... أنه ليس ذاته الجسد الذي أمتلكته طوال حياتها، لأنه حتماً ليس هو ذاته صاحب الألام الرهيبة والعظام الثقيلة.
سقطت دمعة من محجريه عندما صدر أنينها من جديد ثم كان يخطو خطوة واحدة إلى الأمام وقد تجمعت الدموع في عينيه أكثر من ذي قبل.
"ما هذا؟" همس بنبرة مختنقة، مرتعشة. يجبر أقدامه على التقدم إلى الأمام، لا يعلم سبب شعوره بثقلهما، ولا يعلم لم لم يكونا ملكه في تلك اللحظة. وكأن كل شيء تخلى عنه حينها...
رفع يديه المرتعشة إلى شعره بينما عيونه كانت تتسع ببطء وبدهشة، ثم شد خصلاته حينما لمح وجهها الدامي وبركة الدماء التي تتسع شيئا فشيئا أسفلها.
"أنا..."
شعر بالأختناق فجأة وبغصة تتكور في حلقه تمنعه من الكلام.
شده على شعره بدأ يصبح أقوى من ذي قبل لكنه لم يشعر بذلك، ولم يشعر بأظافره التي كانت تخترق جلده وتنخره بقدر شعوره بالألم يجتاح صدره ويثقله حتى أصبح يحارب لألتقاط أنفاسه.
"كيف لهم أن يفعلوا ذلك؟" سأل بنبرة باكية وقد تدفقت الدموع من عيونه دفعة واحدة كشلالات جارية، بدت وكأنها محتجزة لسنين طويلة داخل الكهف عاتم قبل أن تنشق الحجرة التي تفصلها عن النور دون سابق أنذار وتسمح لها بالتحرر ومعانقة الضواء أخيراً
أنت تقرأ
عقرب
Short Story"نرقص بعدها تذهبين." تكلم من خلفي بهدوء بينما يحاول سحبي لأقابل وجهه لكني لم أرضخ له. "يوجد الكثير من الحسنوات اللواتي ينتظرنك لترقص معهن وأشياء أخرى كثيرة ربما، لم تريد مني أنا ذلك وأنت لا تعرف هويتي حتى؟" أجبته على الفور بنبرة متوترة وأنا أحاول ال...