أستنشقت الهواء المنعش بقوة وأنا أستند بكلا مرفقاي على سياج البلوكنة البارد.
كأس القهوة الذي بيدي اليمنى أرسل لي موجة من الدفئ اللطيف جعلني أرتشف منها القليل دون تفكير.
نسيم الفجر قد لافح بشرتي يرسل قشعريرة محببة إلى قلبي.
الهواء أرجع شعري إلى الخلف وملئ رئتاي بأنفاس نقية منعشة أرسلت شحنة من الطاقة الإيجابية والمريحة إلى جسدي.
الهواء البارد ومنعش كان يقوم بالتخفيف من تلك الغصة العالقة في حلقي.
حلقت عيناي إلى الأفق الذي سطعت فيه خطوط أرجونية اللون أخترقت سواد السماء معلنة ظهور الشمس وأختفاء القمر.
مظهر الشروق هو أجمل لحظة يمكنك أن تفتح بها يومك. كان أفضل أوقاتي لأنه لا تزورني فيه سوى الأفكار الإيجابية، عكس الليل المحمل بالهموم والذكريات التعيسة.
عيناي تحركت تنظر إلى المبنى البعيدا عنا.
هل أستيقظ وغادر الأكاديمية؟
أما في غرفته يراقب تحركان الطلاب مثل العادة؟
أما يراقبني؟!
العقرب شخص غير مفهوم، معقد وغريب بطريقة تربكني أنا شخصيا.
تنفست الهواء بقوة وأنا أشعر بخطواته خلفي لتأخذ بسمة خفيفة طريقها لثغري دون أذن مسبقا مني.
رائحة غسول برائحة الفانيليا المنبعثة منه قد سلبت تركيزي تماماً.
أسترقت النظر له من خلف كتفي.
شعره كان مبلل وغير مسرح. كان يلبس قميص أبيض خفيف ذا أكمام قصيرة يظهر الوشوم التي تحيط عضلات ذراعيه وحتى المتواجد أسفله.
جمجمة عملاقة أحطتها العديد منالورود على عضده الأيمن. فوق ساعده بقليل كان هناك وشم لفهد يزئر يرتدي قبعة وربطة عنق، وتحته تماماً رسم سيف طويل وضخم. كما كانت هنالك جملة بلغة جهتلها عند معصمه وبجانبها تواجدت صورة لصليب.
أما يده اليسرى لم يتواجد عليها ألا وشم بومة عند العضد مع بعض الكلمات الرومانية المزخرفة والضخمة. صور عديد لطيور تحلق لم تكن واضحة وصلت إلى قف رسغه، وأخيرا جملة عربية صغيرة حفظتها عن ظهر قلب عند شرايين يده لكني لم أعرف قط معناها.
سروال أسود قصير يصل إلى فوق ركبتيه بقليل قد حمل وشم نجمة رباعية عند ركبته اليسرى.
كان يمشي حافي القدمين بينما يحمل كوب قهوة بيد أما الثانية قد حشرها في جيب سرواله بأهمال.
هل يتعمد أغرائي؟
"صباح الخير." قال بنبرة لطيفة يقترب مني لأشيح عيناي بعيدًا عنه أنظر إلى الأفق بابتسامة غير واضحة.
أنت تقرأ
عقرب
Historia Corta"نرقص بعدها تذهبين." تكلم من خلفي بهدوء بينما يحاول سحبي لأقابل وجهه لكني لم أرضخ له. "يوجد الكثير من الحسنوات اللواتي ينتظرنك لترقص معهن وأشياء أخرى كثيرة ربما، لم تريد مني أنا ذلك وأنت لا تعرف هويتي حتى؟" أجبته على الفور بنبرة متوترة وأنا أحاول ال...
