الأضواء تنطفئ تارة وتشتعل تارة أخرى بألوان عديدة مشعة ومزعجة. الكثير من الضوضاء من حولي وهتفات الصادرة من خارج لم تتوقف ولو لبرهة من الزمن.
المكان مكتض بالطلبة من حولي للحد الذي بالكاد فيه أجد رقعة للوقوف عليها. وما زاد الطين بلة أن الأجواء هنا حارة للغاية رغما أن الأمطار تهطل بغزارة في الخارج. ومع هذا الإزدحام الوضع أصبح كارثياً. زفرت الهواء بملل ثم حركت قميصي أترك مجالا للهواء حتى يتسلل إلى بشرتي.
ذاك يركض شمالا وتلك تهرول يمينا. أخر يحمل معدات تقنية وغيره يحمل أوراق وملفات عديدة. الكثير من الطلبات ترددت على مسامعي دفعة واحدة لكنني وببساطة تجاهلتها.
اليوم هو يوم العرض...
اليوم المنتظر!
وبما أنني لم أكن من المشاركين بأحد العروض أرغمني ستيف على الإنخراط في أحد الأعمال ما وراء الكواليس وصدقا قد وجدتها فرصة جيدة لمقابلة العقرب. كنت ضمن طاقم المكياج والجزء الأفضل أنني سأضعها لأشباه الآلهة بعيدًا عن هذه الفوضى والضجيج. كما أنهم يمتلكون غرفة لوحدهم ذات تكييف، كانت متواجدة في زاوية بعيدًا عن هؤلاء الأطفال.
حركت أقدامي أتجه نحو غرفتهم ما أن لمحت كاميليا رفيقة روك تدخل ومعها الأزياء.
حشرت يداي في جيوب سترتي أخذ راحتي في المشي. أو ربما هم من كانوا سريعين أكثر من اللازم؟
غير مهم.
الجميع كان يرتدي أزياء مختلفة عن الزي الأكاديمية مما سبب لي بعض الراحة، أخيرا شعرت بأنني أنسانة طبيعية بمكان طبيعي ولو لبضع ساعات رغما أدراكي أننا سنعود للجحيم في صباح اليوم التالي.
أما أنا فظللت على حالي أرتدي الزي لكن دون ربطة عنق وقد جمعت شعري على هيئة كعكعة مبعثرة. ذلك يعتبر تغيرا جيداً بالنسبة لي ومختلف أليس كذلك؟
الأسبوع مر بسرعة حتى أنني لم أدرك أنه مر على تواجدي هنا ثلاثة أسابيع. ثلاثة لا أكثر وقامت الحرب ضدي فماذا سيحدث في أحد عشر شهرا متبقيا؟
لم يسعني الوقت للتفكير أو البحث في أمر تلك الليلة كما أنني أود محوها من عقلي بأي طريقة. ربما مجرد هلوسات وربما حقيقة لكني في أكاديمية للمافيا ماذا سأتوقع غير جرائم شنعية تحدث من خلف الستار؟
لكن المصيبة أن الحقيقة تلك الليلة لم تظهر للعلن، كل ما تردد هو بضع شائعات في اليوم الموالي عن صوت أطلق نار وأنقطاع الكهرباء وتورط الآلهة في تلك القضية... لكن كل شيئا أختفى في ساعات التالية قليلة. وعندما قلت كل شيء أختفى أعني كل شيء تماماً. حتى أصحاب تلك الشائعات بحد ذاتهم! لذلك سأخرس وألزم قوقعتي دون إثارة أي جلبة.
فساتين سهرة داخل عربة مرت من أمامي نظري سريعا وأختفت خلف الجدار مع الفتاة التي كانت تجرها. تذكرت...
أنت تقرأ
عقرب
Short Story"نرقص بعدها تذهبين." تكلم من خلفي بهدوء بينما يحاول سحبي لأقابل وجهه لكني لم أرضخ له. "يوجد الكثير من الحسنوات اللواتي ينتظرنك لترقص معهن وأشياء أخرى كثيرة ربما، لم تريد مني أنا ذلك وأنت لا تعرف هويتي حتى؟" أجبته على الفور بنبرة متوترة وأنا أحاول ال...