١٥- عالم أخر. الماضي.

3.8K 315 364
                                    

فصل جديد لم يكن متواجدا في النسخة القديمة.

+فصلي المفضل 🥺❤️


.

.

.

شدت الوشاح حولها أكثر وهي تسير بخطى ثابتة ناحية الخارج. مع كل خطوة كان صوت الفأس وهو يقطع الخشب إلى نصفين يصبح أكثر وضوحا. كان عنيفا وقويا يزيد من دقات قلبها أرتيابا.

بلعت ريقها بارتباك وهي تشعر بتردد من فكرة الخروج ومقابلته. هي قد شعرت بذلك لمجرد التفكير فيه فماذا سيحدث أن تجرأت على التحدث معه بالفعل؟

فرغما أنها تعيش معه لما يقارب ثلاثة أسابيع ألا أنها لم تحدثه مطلقا ألا في حالات نادرة كانت تجبر فيها على ذلك. مثل إن تطلب منه أحضار غرض ما لها أو للمنزل أو أصلاح شيئ معين به نسبة إلى أن بيته قديم للغاية وأغلب أثاثه كحال جدرانه متهرئة ورثة. لكنه يبقى أفضل من الشارع على أي حال...

هي لا تعلم للأن كيف أنتهى بها الأمر في هذا المنزل مع رجل لا تعرفه ولا يعرفها ولم يتقابلا قط قبل ذلك اليوم الذي طلبت منه المساعدة.
طلبت ذلك من أشهر مهرب في إيطاليا وهي التي هربت من براثين المافيا لتضطر في نهاية المطاف إلى اللوجئ إلى أحد أطرافها.

هي حتى لم تكن تتخيل يوما أن تطلب مساعدة من شخص يعمل بالمافيا أو أن تسمح لرجل غريب بالعيش معها تحت سقف واحد.
كل قواعدها ومبادئها قد ألغيت بوجوده...
مثلما ستلغي الآن ترددها هذا حتى تواجهه. عليها أن تجعل من تلك القاعدة جائزة في كل الحالات. قاعدة أنها ستلغي كل قوانين دستورها في حضوره...

بلعت ريقها للمرة الثانية بتردد وهي ترفع رأسها عالياً تستعد لمقابلته.

ضمت ذراعيها إلى صدرها فور أن فتحت الباب ولافحها نسيم الصباح البارد والمنعش. كان مصحوب برائحة أزهار اللافندر، الرائحة المفضلة لديه. وهي للأن لا تفهم كيف لشخص مثله أن يقع بحب الورود. تحديداً كان أقرب إلى متيما بها، فلا يوجد غير عاشقا ولهان سيزرع حديقة مملوءة بشتى ومختلف أنواعها.

هي فيور...

وتعني الزهرة باللغة الإيطالية.

أليس من المفترض أن تكون هي جميع الزهور؟ لم لا تجد شخصا يعشقها بمثل طريقته هو؟ لم لا تجد شخصا يهتم بها ويجعلها من أولوياته مثله؟

هكذا كانت تفكر وهي تمرر ناظريها على الحديقة الخضراء التي تلونت ببتلات من مختلف الأحجام والألوان. حتى وهم في أول الخريف أستطاعت تلك الورود التغلب على البرد والخروج من التربة الخشنة لتنشر عبقها في الأرجاء.

عقربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن