عقرب

۱٢- أعتقال.

مسحت على بنطالي من الخلف ثم جلست على المقعد الخاص بالبيانو.

تنفسي كان مضطربًا ولثانية شعرت بصعوبة فيه لذلك زفرت الهواء أغمض عيناي بتوتر. يدي كانت ترتعش رغمً عني.

تحدثت مع ڤانيلا بشأن عزفي على بيانو لا أخرى ليتضحى في نهاية الأمر أنها قد خططت لهذا مسبقا فلم تضع أي عازف للبيانو كأنها حضرت لمشاركتي معهم، كأنها تعلم أني سأوافق وخاصة أنها على دراية تامة بمجيء العقرب اليوم.

أعتقد ذلك؟

يجب إن أتوقع كل شيء وألا أخدع بمظاهر الناس البريئة، وخصوصًا طلاب أكاديمية عقرب فهم حتماً يأخذون اسمها، عقارب.

حتى أنني بدأت أشك بزهراء أيضاً وتورطها معهم خصوصاً بعد حديثها عنه. أشك بالجميع من حولي. أشعر بطريقة ما أنه هو من يقوم بتسير كل شيء حتى أكتشف هويته ببطء كأنه يعبث ويلعب معي، يستمتع بذلك تحديداً، أو أنه لا يريد إن يعلم أحدهم بشأن ذلك وبجانب اخر أقول ما المصلحته من كل هذا؟

تنفست الهواء بقوة أرفع مرفقي لأضعه على حافة البيانو بينما أفرك أصابعي المتعرقة ببعضهم البعض.

الضجيج العالي من حولي كان يزيد من الأمر سوءً.

لحسن الحظ أن البيانو كان في زاوية يتاخذ مكانا مائلاً قليلاً حيث لن أقابل سوى جزء صغير من الطلاب ولكن الجانب السيء من هذا الحظ أن طاولة أركون من ضمنهم.

"كل شيء سيكون بخير." تمتم لويس من جانبي والذي كان يقوم بتعديل الميكرفون.

"كيف تشعرين؟" سأل ألفا مبتسمًا وهو يقترب مني برفقة ڤانيلا وروك والفتاة التي ترافقه دائماً.

زفرت الهواء بضيق ودحرجت عيناي دون التفوه بكلمة لأن تعابير وجهي وحدها تسرد الكثير.

"لا أصدق للآن كيف لكِ إن تحفظي مسار الأغنية من إستماعًا واحد." تمتم روك من جانبي بهدوء يعقد يديه ويضعهم على بيانو بظهر منحني.

"السلم مكتوب أمامي، الأمر ليس بتلك الصعوبة." أجبته بجمود وعيناي عبثت تقرأ النوتات المعلقة أمامي من جديد.

أطلق صوتاً مستنكرا ومن ثم قال: "لا أفهم سبب برودك معي يافتاة؟ أنا لستُ أركون."

"روك يكفي." قالت ڤانيلا تسحبه من تلابيب قميصه تبعده عني ما أن حاول الأقتراب مني غاية مضايقتي من جديد.

"الآن أخبريني أيتها الشقراء هل أنتِ مستعدة؟" سألت بابتسامة.

"تقريباً."

"جيد."

أعتدلت في وقفتها تصفق.

"هيا يا شباب. ليلزم الجميع مكانه دقيقة واحدة تفصلنا عن بداية العرض." قالت بصوت عالا تجر روك المتذمر خلفها ما أن أراد محدثتي مرة أخرى.