لِقاء..|4

59 12 6
                                    

تُطيلُ الإِنتظَارَ بغيَة أنْ تحنُو عليكَ الحياة وترَبتَ على كتِفك..لكنّها فقط تهوى تعذِيبك وسلْبكَ أنفس ما تملُك..
تشبّثكَ بحبالها لتصِلَ إلى القمّة وبلا سابقِ إنذارْ تهويكَ أرْضاً..ليست حذوَ الثقَة ولا بمقدارِ أنمُلة..
ونحنُ حمقَى نخدعُ مِن أولّ مشهد!
مُجدداً وشَت بي لأنال عقاباً لستُ بمذنبٍ فيه..أراها أمامي ممدةً تسبحُ في حُمرة..كانتْ هيَ..لمَ خصيصاً حرّيَ بأن تكونَ هيَ!
أغمضتُ عيناي لربما كنتُ في كابوسٍ ما..لمَ فقط لا أستيقظ!
خطوتُ نحوها وداخلي يتداعَى..
.
جثوتُ بقُربها..تكاد الأرضُ تهوي بي.. أستطيعُ إدراكَ أنّها تحاربُ لتفتحَ عيناها..يداي ترجِفان لا أعلمُ كيفَ أتصرفْ..المكانُ اكتظْ..لمَ لا أحدَ يتحرك؟ هل المشهدُ ممتع؟
.
من سيرانِي سيظنّني مجنوناً للهلعِ الذي تملّكني..لا أعلمُ ما سيحدثُ لي لو أصابَها مكروهْ أظنني سأهوي بي مِن أقربِ جسر..
هيَ على قدماي أدعو أنْ ألا أفقِدُها ولتوي وجدتها!
لما يحدثُ معي ذلكَ دوماً؟
بعدَ دقائق بدت ليْ دهراً أتى الإسعاف حملتُها وهرعت لم أنتظرْ توقفَهم..فقط يجب إنقاذها وإلا سأحرقُ المدينة!
قاموا بحملها ووضعِها داخلَ سيارةِ الإسعاف وصعدتُ بقُربها..
تركيزي مُحتم بها وعليها لا أرى سواها..
.
سمعتُ صوته يتكررُّ في أذني فالتفتت..يبدو أنه الممرض لما لمْ يتحركوا بعد!
<<من تكون؟>>
يبدو أنّ استيعابي قد استيقظ تواً..ماذا ينبغي أن أقول؟
<<أنا زوجُها تحرك سريعاً لا يوجدُ وقتٌ لنضيّعه!!>>
تحركوا وها أنا أعدّ الثواني..أرتجِفُ كلّي..ينبغي أن تعيشي من أجلِي يجبَ أن تعوّضي انتظاري..
وأخيراً المشفى..تمّ إدخالها سريعاً أردتُ الذهابَ معها لمَ لا يمكنني؟
انتظرت طويلاً لا أعلمُ كمً المدة حتى!
خرج الطبيبْ وهرعتُ إليه وعيناي تتوعدُّ بقتلهِ..
<<مجردّ رضوضْ وكسرٍ فالساعِد لا تقلق..>>
عدتُ للوراء خطوتين وأغمضتُ عيناي بقوة أطمئنُني أنها بخيرْ..
شعرتُ أنني لمْ أكن أتنفسّ منذُ وقتٍ طويل! وكأن مجرى تنفسّي سُدّ بذهابها..
.
<<ولكن من أنت؟>>سألني الطبيب يبدو عليهِ الحيرة ف هيئتي يرثى لها..استرجعتُ ذكرياتي حينما قلتُ أنّني زوجها..هل أتوق لذلِك حتى وأنا غيرُ واعٍ؟
<<شهدتُ وقت الحادثةَ..يبدو أنّها حادثة صدم وفِرار لحسنِ الحظ حفظتُ رقمَ لوحتها>>
أعلم أنّني ذكي..حتى أنا مندهشٌ منّي كيف تبقى لِي عقلٌ ليحفظ!
<<جيّد ولكن أتعلمُ شيئاً عن هويتها؟>>
لتوي فقط علمتُ أني لا أعرفُ حتى أسمها ياترى بجمالها؟..
<<لا لا أعلَم>>
نبس بهدوء وربتّ على كتِفي ليغادر..<<حسناً لننتظر وقتَ استيقاظِها>>
.
.
مكثتُ في مكانِي أنتظرُ أنْ يُسمحَ لي برؤيتها حتّى وإن كان ذلك عنْ بُعد..
خرج ممرضٌ بعدَ برهة يخبرُني أنها بخير..وسمحَ لي برؤيتها...
أشعرُ بأطرافي بارِدة..لا أصدق أنني أتنفس وهي ذاتَ الهواء..
نظرتُ إليها كانت تنامُ بسلام ،تمنيتُ لو أنّ بإمكَاني تقبيلها..
جلستُ بالكرسيّ بِجانِبها أتأملُها..لا تزال فاتِنة حتى وهيَ هكذا.
أستطيع المكُوث هكذا للأبَد ولنْ أشكو..كيف أشكو وهي بقربِي؟
.
.
انكمش حاجِباها ينبّئانِ باستيقاظها..نظرت ليْ باستغرابْ يبدو أنّها لم تُدرِك حالتها بعد..
<<ماذا حدث؟>>
هكذا يبدو صَوتُها إذن؟ سُحرتُ لتوي من جديد..لا أصدّقُ أني أحادثها..حدث ذلِك في خيالِي كثيراً ولكنْ لا شيء يضاهي الحقيقة..
<<لقدْ تعرضتي لحادِثة..بماذا تشعرين؟؟>>
اعتدلت بجلستِها تحاوِلُ استيعاب ما قُلت..لا يزالُ حاجباها معقودانِ يزيدانها جمالاً..
<<ولكنْ من أنت؟>>
ارتبكتُ لوهلة..يبدو أنّها لا تتذكرني..حسناً لا زلتُ لا أصدقُ وجودها..
<<أنا أونيو..من أحضركِ إلى هنا..هل أندهُ للطبيب؟>>
.
نبست بهدوء..صوتُها كسيمفونية هادئة أودُ الاستماعَ إليها طويلاً
<<لا أنا بخيرْ>>
.
.
كانتْ تنظرُ بشرود لمْ تسألني عنْ شيء..لمَ هي غريبةٌ هكذا؟..صوتٌ بداخلي يحثّني لأتحدثْ فقط لسماعِ صوتِها مجدداً..
<<هل لي أنْ أعرِفَ اسمك؟>>
.
نظرتْ لي فشعرتُ بها تثنِي روحيْ بداخلها..ونبستْ ببرود
<<لينا>>
.
.

SOÑADOR..|حالِمْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن