..بين هفوةٍ وزِلّة نفقدُ عِتادنا..كحربِ أهلية يكون طرفها الحياة تقيمك وحيداً لا يمكِنُ التعايشَ معكْ ..
هيَ أوقاتٌ كثيرة يعيشُها المُرء بنابضٍ سليمْ وسعادةً تكادُ لا تشوبهَا الحياةُ بعراقِلها وعندِ أولِ غفوة تغدو وحيداً ..تجرِّدكَ من كلّ ما تملكْ وترصُفكَ في محطةِ النسيانْ..لا يؤنسكَ سوى خيالكْ..خيالي الذي صنعَها لتلطّف وحشتِي..
.
.
كما قُلت خيالي..كيف لي إذاً رؤيتها! ظننتُ كثيراً أنني أشارفُ على الجنون ولا يفصُلنا سِوى شعرة..إذاً هل جننتُ الأن؟
وما الجنونُ سوى حدةِ بصر..لا يفقههُ العاديّون فقط لأنهم عاديّون..
.
.
إنها هيَ أنا لا أُخطئُ بها لا أحتاجُ لعينايَ لأتعرفَ عليْها فقط قلبي يحفظهُا عن ظهرِ غيْب
بالرغمِ مِن أنّ هيئتها تختلفْ عن أحلاميْ لكنّ تلكَ النظْرة في عينيْها لمْ تبدو مختلفةً عنّي
أنازعُ أفكاري التي ما لبِثت تغزوها..أحلمُ بنومٍ هنيء بيدَ أنّ الأرقَ لا يهوى مُفارقتِي كلّ ليلة كعشيقة..دقّت الثالثة فجراً ولا زالَ فِكري يجُول.. أيقنتُ أنّ النومَ جافاني ولا أملَ منهُ يُرجى، لن يخففَ عنّي الآن سوى مشروبي ولوحاتي..
.
أحملُ كاستِي وبيدي الأخرى فرشاتي وبلا حولٍ مني وجدتني أجسّدها..
بنظرتها البارِدة كجليدٍ صهَر أيسري..شعرها الذي ينزلُ على كتفيها بحنوٍ وكأنهُ يخشى أذيّتها..وحُسنها المتفرِد وكأنه غيرَ موجود..ولكنها موجودة!
..ترى ما اسمُها؟..
.
بكاملِ فتورِي استلْقيتُ في أريكتي،الإنهَاكُ يعمّ جسدي لا أقوى حتّى على حمْل الكاسة..أظنُّ أني سأهذي ما لمْ أنم..
.
.
.
مرّ أسبوع..لا يملئُه سوى فراغي القاتِل..أُعاود زيارةَ المتجرِ كلّ يومِ بأملِ أنْ أُصادفها مجدداً ولكنْ كلّ ما يحدثْ يُثبتُ لي أنني فقطْ جُننت ،عقلي لا ينفَكّ يصنعُ سيناريوهاتِ لقائي بِها وكلانا يعلمُ أنهُ حلمْ..هي فقط لا تفارقُ ذِهني سواء غفوتْ أم صحوتْ..
أجلسُ في المقهى منذُ ساعاتان ولا أعلم كمْ كاسةِ قهوة شرِبت..
أُراقب الشارعَ بتضرعْ خشيةَ أن تمُر ولا أراها ، كما أفعلُ كلّ يوم.
وكعادتيِ أعاودُ منزلي وحيداً لا يكادُ يُسمع سوى صوت عقلي المُر..
.
.
لا أعلم مِن أين لي بكلّ هذا الأمَل لأبحثَ عنها كلّ يوم..أشعرُ أنني فقط لا ينبَغي أن أستسلِم..عادةً ما يعاني المقرّبون من عنادِ أشخاصِهم ولكِن في حالتي أنا فقط من أعاني منه..ربما لأنني لا أملِكُ ما يُسمى مقربين..هل لوحاتي تُعد؟
.
أمشي بخمول في ذاتِ الشارع الذي كادَ يصبحُ منزلي..أفكارٌ عديدة تجولُ فيّ تخبرني أنها ربما كانت فقط مارّة ولن تعود وأخرى تعيدُ لي أملِي بأنها قريبة..قريبة جداً...
.
وقفتُ قليلاً أعدلُّ رِباط حذائي لأسمع صوت ارتطامٍ قوي بجانبي....
رفعتُ رأسي بجفول يبدو أنهُ حادثَ سيارة!..
.
.
![](https://img.wattpad.com/cover/267650494-288-k595713.jpg)
أنت تقرأ
SOÑADOR..|حالِمْ
Romanceمُنقادٌ للخيالْ..لا يجِدُ لذّة في الواقِع.. بدأتْ بتاريخ ٢٧/٤/٢٠٢١م خُتمتْ بتاريخ ٢٤/٤/٢٠٢٢م..