من يفقدُ جواهرهُ في مكتنزِ الأيامْ تهددُهُ الحياة بالغدّوِ فقيراً يلمّمُ فتاتَ خيبتِه..تخشى ذلك الفقدانْ أكثر حتّى من الموتْ لتضعَ قيمة ذاتِك بما تقَدِمهُ من ذبول وكمْ تتملَكُك الرهبة أن تغدو قيمتك صفراً يتنحى قائمة الآحاد..
في وجودها ولدتُ من جديدْ أملأُ خزائنُ قلبي ببراعمَ من نورْ وليسَ كلِّ محظوظٍ تولدُ الحياةُ بداخلهِ من جديد..
أخلقُ منْ عمقِ المستحيلِ فرصاً أواسي بِها ذاتي وأنّ المعجزاتِ ليستْ محضَ حُلمْرؤيتها بهذا القُربْ تثيرُ الدهشة في مآقي لأُسْهبَ النظرَ بها مستغلاً اللحظة بِحذافيرها..يدُها تتشبّثُ بقميصي وكأنّها تخشى زوالي لا تعلمُِ أنّ غروبي بإندثارها..
أزحتُ أحدَ خُصلاتها التّي تشغلُ حيزاً من وجهها تمنعُني منَ التنعّمِ بأثيرها..
تكمشُ حاجباها حيناً وتزيدُ التشبُثَ حيناً ربّما يراوِدها حلماً ضايقَ سكونَها..ربّتُ بتوالي على شعرها أحاول طمئنتها ولو كانَ كابوسها بشراً لنالَ حتفهُ قبلَ أن يصطبِحْ..شهقةٌ هربتْ منْها لتفتَحَ عيناها فزِعة ليتّبِعها أيسري بذاتِ الجفول، أضمّها لي أكثَر محاولاً إبعادها عنْ ما رأتهُ منْ خوفٍ أفسدَ سُباتها،
<<اهدئي اهدئي أنا هُنا>>.
نبستُ بها لتهدأ نبضاتها قليلاً لمْ يسبُق أن رأيتُها هكذا، اعتادتْ تمثيلَ القوة حتّى نسيتْ كيفَ لها أنْ تبيّنَ ضعفها، تدفنُ رأسها عميقاً بي ولا زالتْ صامتة..
<<هل كانَ كابوساً؟>>رفعتْ عنُقها ترمقني بنظراتٍ طويلة أجهلُ ما تودُ قوله ولكنّها بدت أكثرَ هدوءاً عمّا حدثَ منذُ قليلْ
<<عدني أنّك لنْ ترحلَ عنّي>>.نبستْ بها بجديّة يبدو أنّها لا تعلمْ أنّني أزولُ فورَ فراقنا..
<<لنْ يحدُثَ أبداً ثِقي بي>>.لا أصَدّقُ أنّها ابتسمت ليفرزَ قلبي تنهيدة ملؤها الراحة
<<سأحضِرُ لكِ كأسَ ماء>>.هممتُ بالنهوضِ عنها ولكنْ يبدو أنّها تعترضُ ملياً
<<لا لا تذهبْ لستُ جاهزة بعدْ>>.
تحيطُ خصري بيديها وابتسامة سعيدة هربتْ منْ ثِغري توضّح أنّ ما قالتهُ أعجبني حدّ عشقي لها..نظرتْ إلي ويدها ترسمُ دوائراً أعلى صدري مِنْ حفظي لها أدركُ أنّها تريدُ قولَ شيئاً ما وكمْ أشعرُ برغبةٍ فاللعنِ لرؤيتها تبتسمُ هكذا وكأنّها استولتْ على كاملِ جمالِ الخليقة..
<<أظنُّ أنّني أحبكَ أونيو>>.
بجفولٍ يدها سكنتْ على صدري وبكلّ ما لدي منْ وعي لمْ أُدْرك ما نطقته بل ولثمني الجمودْ أحاولُ تفكيك ما نطقتْ بهِ وبلا جدوى تعرجاتِ عقلي تأبى التفسير..
<<هلا نهضتي عنّي>>.
أنت تقرأ
SOÑADOR..|حالِمْ
Romanceمُنقادٌ للخيالْ..لا يجِدُ لذّة في الواقِع.. بدأتْ بتاريخ ٢٧/٤/٢٠٢١م خُتمتْ بتاريخ ٢٤/٤/٢٠٢٢م..