مساء الخير حبيبات يعقوب
استمتعوا بالفصل
*
عندما يخوننا الزمان و من حولنا سوف نتفرج على أحلامنا بدون أن نستطيع الاقتراب منها
تم الحكم على قلبي و حبي الحقيقي
لقد كان حكما تعسفي و حبيبتي لا تريد أن تكون سوى طالبتي و أنا بقدر ما أحب العلاقات الرمنسية من هذا النوع بقدر ما بت أكره وضعي
نحن الآن نتجنب النظر بعيني بعضنا ، ندري أن هناك مشاعر قوية تجمعنا و لكن نتجاهلها
لا هي ولا أنا لا ندري عن مشاعر بعضنا
إنها أقوى من أن يتم اخفاءها
جلست بعدما حملت قدح القهوة و أمامي وضعت ورقة لحني الضائع ، اللحن الذي أكملته هي في تلك الليلة بعد أن عزفت لأول مرة منذ سنوات
قلمي الأسود أمام الورقة و أنا بت أسمع نغماتها تلك بدون أن أستطيع السيطرة عليها ولا حتى تدوينها كما أسمعها داخل رأسي حينها سمعت باب غرفتها يفتح بعد أن قالت أنها سوف تبدل ثيابها و تأتي لكي نعمل
ارتدت بنطالا أسود و كنزة بيضاء ، تركت شعرها حرا و لم تتكلف بوضع شيء على وجهها ، هي في أكثر حالاتها البسيطة و لكنها بدت لي امرأة في قمة فتنتها
سارت ببعض التعب نحو حقيبة كمانها ، منذ تم استئجار المكان كنا فقط نعمل على تجهيزه و لم نبدأ العمل بعد
قررنا أنه اليوم سيكون أول يوم و هاهي تقف بقربها ، تضع كفيها عليها بدون أن تستطيع فتحها حينها استقمت أنا و سرت نحوها حتى وقفت خلفها ، وضعت كفي على كتفها فالتفتت ناحيتي و عينيها زارتها بعض الدموع
" لا يجب أن تخافي فأنت مريم و لست كاثرين "
لكنها نفت و بصوت مهتز ردت
" الأمر صعب يا يعقوب "
" اذا كان صعب عليك استخدام كمان والدتك فأنا أحضرت كماني الخاص "
" و لكن هو لك أنت "
" و ما الفرق بيننا يا مريم ..... أنا منك و أنت مني "
رمقتني بنظرة الحزن تلك التي تكسرني بها و لم تقل شيء لتسحب كفيها عن حقيبة كمانها و أنا تنهدت و سرت نحو حقيبة كماني التي كانت موضوعة في زاوية في هذا المكان
حملتها و عدت لها لأضعها على الطاولة ، فتحتها و هي قربت كفها و لمسته بهدوء ثم عند مكان حفر به اسم الصانع هي توقفت و هاهي عينيها تمتلئ بالدموع من جديد ، أجل والدها هو صانع الكمان
أنت تقرأ
الوتر
عاطفيةهناك حب يدخل حياتنا فيحيي بنا دقات الوطن الذي تناسينا وجوده داخلنا عندما تهنا داخل الحياة لقد تناسينا ذلك الوطن الذي سكن قلوبنا فلم يكن مجرد أرض نسكنها في زمن بات فيه كل شيء عادي ، رأينا الموت يهاجم بجوع أطفالنا و أمهاتنا فهمسنا لأنفسنا " عادي "...