الفصل الواحد و العشرون

100 19 40
                                    

مساء الخير قرائي الغاليين

استمتعوا 

*

هناك أناس لم يخلقوا سوى ليكونوا أزمات بحياة غيرهم

تماما مثل تلك الشعوب التائهة التي تسرق أرضا ليست لها

تتوسع على حساب أهل الأرض و تسرق منهم الحياة

تسرق منهم الوطن و تسرق حتى من كانوا يوما أخوة

إنها روز ، تماما واحدة من تلك الشعوب التائهة و التي حكم عليها للأبد بالتوهان و الخسارة مهما اعتقدت أنها منتصرة

قدمت شكوى هي و بعض من الحضور الذين كانوا الحفل و الذين اتضح أنهم كانوا هنا بتحريض منها ، أي أن هدفهم من البداية التخريب ، الشكوى كانت موجهة لوزارة الثقافة و نقابة الموسيقيين

للأسف أعتبر ما قمنا به خداع و تم معاقبتنا بجعلنا ندفع مبلغا كبيرا من المال كغرامة و تم منع مريم من اقامة أي حفل لمدة ستة شهور

كل هذا تعتقد أنها سوف تنتقم مني به و تكسرني لكنها مخطئة ، نحن لن نكسر ، ما دام دم فلسطين يجري بعروق كلينا لن نكسر لها

عدت للمنزل ، لمنزل مريم و هناك لم أجدها تتجول كعادتها ، بحثت عنها و عندما لم أعثر عليها  أنا اتجهت نحو غرفتها و عندما فتحت الباب كانت لا تزال بمكانها ، لم تغير ثيابها و لم تتحرك من مكانها منذ أمس و هذا جعلني غاضبا منها

كيف تستسلم بهذه السرعة و هذه السهولة ؟

" مريم "

ناديت اسمها بينما لا أزال ممسكا بمقبض الباب و هي لم تلتفت لي بل ردت بنبرة يملأها اليأس و الملل

" أريد أن أبقى وحدي يعقوب "

" تركتك بما فيه الكفاية "

قلتها تاركا المقبض متقدما نحوها ، أبعدت عنها الغطاء ثم سحبتها رغما عنها حتى جعلتها تستقيم و هي حاولت أن تتفلت من قبضتي و عندما لم تستطع صرخت بقهر في وجهي

" أتركني "

حينها ضممت وجهها بكفي و جعلتها تحدق بعينيّ

" أنظري لي مريم ، أنظري لعمق عينيّ ..... هل تعتقدين أنني سعيد بهذا الوضع ؟ روز تحاول الانتقام من الجميع الآن و أنت باستسلامك تخبرينها أنها بلغت هدفها "

" يعقوب أنا منعت من العزف لمدة ستتة شهور "

" ليست ستة قرون ..... منعت من اقامة الحفلات و هذا أمر ليس بالسيء ، نحن في هذا الوقت سوف نباشر تجهيزات ألبوم جديد ، لن نستسلم لها و لن نكون طعما سهلا لها و هذه المرة الألبوم سيكون باسم فلسطين فقط ........ سيكون لوطننا و نحكي فيه جميع الحكايا التي تغطيها الحجارة "

الوترحيث تعيش القصص. اكتشف الآن