مساء الخير قرائي الغاليين
استمتعوا
*
هناك أناس لم يخلقوا سوى ليكونوا أزمات بحياة غيرهم
تماما مثل تلك الشعوب التائهة التي تسرق أرضا ليست لها
تتوسع على حساب أهل الأرض و تسرق منهم الحياة
تسرق منهم الوطن و تسرق حتى من كانوا يوما أخوة
إنها روز ، تماما واحدة من تلك الشعوب التائهة و التي حكم عليها للأبد بالتوهان و الخسارة مهما اعتقدت أنها منتصرة
قدمت شكوى هي و بعض من الحضور الذين كانوا الحفل و الذين اتضح أنهم كانوا هنا بتحريض منها ، أي أن هدفهم من البداية التخريب ، الشكوى كانت موجهة لوزارة الثقافة و نقابة الموسيقيين
للأسف أعتبر ما قمنا به خداع و تم معاقبتنا بجعلنا ندفع مبلغا كبيرا من المال كغرامة و تم منع مريم من اقامة أي حفل لمدة ستة شهور
كل هذا تعتقد أنها سوف تنتقم مني به و تكسرني لكنها مخطئة ، نحن لن نكسر ، ما دام دم فلسطين يجري بعروق كلينا لن نكسر لها
عدت للمنزل ، لمنزل مريم و هناك لم أجدها تتجول كعادتها ، بحثت عنها و عندما لم أعثر عليها أنا اتجهت نحو غرفتها و عندما فتحت الباب كانت لا تزال بمكانها ، لم تغير ثيابها و لم تتحرك من مكانها منذ أمس و هذا جعلني غاضبا منها
كيف تستسلم بهذه السرعة و هذه السهولة ؟
" مريم "
ناديت اسمها بينما لا أزال ممسكا بمقبض الباب و هي لم تلتفت لي بل ردت بنبرة يملأها اليأس و الملل
" أريد أن أبقى وحدي يعقوب "
" تركتك بما فيه الكفاية "
قلتها تاركا المقبض متقدما نحوها ، أبعدت عنها الغطاء ثم سحبتها رغما عنها حتى جعلتها تستقيم و هي حاولت أن تتفلت من قبضتي و عندما لم تستطع صرخت بقهر في وجهي
" أتركني "
حينها ضممت وجهها بكفي و جعلتها تحدق بعينيّ
" أنظري لي مريم ، أنظري لعمق عينيّ ..... هل تعتقدين أنني سعيد بهذا الوضع ؟ روز تحاول الانتقام من الجميع الآن و أنت باستسلامك تخبرينها أنها بلغت هدفها "
" يعقوب أنا منعت من العزف لمدة ستتة شهور "
" ليست ستة قرون ..... منعت من اقامة الحفلات و هذا أمر ليس بالسيء ، نحن في هذا الوقت سوف نباشر تجهيزات ألبوم جديد ، لن نستسلم لها و لن نكون طعما سهلا لها و هذه المرة الألبوم سيكون باسم فلسطين فقط ........ سيكون لوطننا و نحكي فيه جميع الحكايا التي تغطيها الحجارة "
أنت تقرأ
الوتر
عاطفيةهناك حب يدخل حياتنا فيحيي بنا دقات الوطن الذي تناسينا وجوده داخلنا عندما تهنا داخل الحياة لقد تناسينا ذلك الوطن الذي سكن قلوبنا فلم يكن مجرد أرض نسكنها في زمن بات فيه كل شيء عادي ، رأينا الموت يهاجم بجوع أطفالنا و أمهاتنا فهمسنا لأنفسنا " عادي "...