Part.3.

3K 193 4
                                    

حركت مفاتيح السيارة و ضغطت على الوقود مستعدة للإنطلاق و هي تنظر في عينيه الحادة التي لم تزح عن خاصتها لتنطلق نحوه بكل سرعتها مطلقة ذلك الصوت المرعب من محرك السيارة حتى تفصل بينهما شعرة مما جعلها تدور بالمقود مؤدية إلى انعطافها من جانبه متفادية إياه مكملةً طريقها بكل برود و ارتياح بعد ترك الآخر منصدماً من فعلتها التي لم يتوقعها أبداً ليبادر بردة فعله تلك التي دلت على خسارته بإنزال يديه الممدودتين بقوة على جانبي خصره و ابتسامته التي زفر من خلالها أنفاس الحقد.
مضى الليل بسواده الداكن و سطعت شمسُ الصباح معلنةً ابتداء يومٍ جديد بأشعتها الحيوية و خيوطها اللؤلؤئية التي سارت على وجه تلك الفاتنة فأيقظتها بعدما فركت عيونها بيديها الناعمة محاولة فيها التغلب على النعاس.
وبعد مدة من إقناع نفسها بالنهوض اغتسلت وفتحت خزانة ملابسها التي امتلأت بالثياب الحمراء من جميع الأشكال لتنتقي أجمل ما تمتلك واضعة لمستها الأخيرة من تبرج و حلي محمرة اللون،لكن هناك شعور ينتابها بسوء يومها،كانت تشعر أن هنالك كارثة أو حدث سيحصل و يلوث يومها فشغلت مركبتها الثمينة و انطلقت محاولة إزاحة الأفكار السلبية من رأسها لتصل كعادتها بقامتها الأنثوية و موظفيها الذين استقبلوها بإنحنآتهم ما عدا ذلك الذي كان ينتظرها أمام باب المكتب و لم يكلف نفسه بفعل ما فعلوه ليردف بابتسامته المعتادة و كلماته التي يكررها في كل صباح فاتحاً بيديه الباب الذي يؤدي بها لمكتبها
تاي:صباح الخير آنستي أتمنى لك يوماً سعيداً
لتدخل الأخرى غير مبالية لتحيته و ترمي بأغراضها على طاولة المكتب و تبدأ بالعمل وتفحص ما هو جديد
وبعد وقت قصير أصواتٌ عالية بدأت بالظهور،أصوات شجار أو محاولة ابعاد أحد أو تحذيره من الدخول لكن من يفعل ذلك أبى الإبطال انصتت الأخرى و استعدت لعاصفة ستحدث بعد قليل فلا شك أنها علمت من القادم
الحراس:لا يا سيدتي انتظري هذا لا يجوز...نحن بحاجة لطلب الإذن...لا توقفي...
لكن دخول تلك الشمطاء للمكتب بعد معاناة طويلة مع الحراس جعلتهم يستسلمون عائدين أدراجهم بإشارة من مديرتهم لكن... ولا بد من وجود لكن،ذلك الذي يدعى كيم تايهيونغ لم يتزحزح من مكانه،دخلت دخولاً لم ترضى به تلك الملكة فجعل من نيرانها تشتعل و جعلت من عقلها يبدأ بتذكر تلك السيناريوهات المفزعة التي عاشتها قديماً مع تلك التي أمامها
سايوري:رائع...رائع جداً..من تظنين نفسك يااا؟
قالت كلماتها باستحقار باحثة عن اسم يناسب القذارة التي أمامها
سايوري:يا زوجة أبي أو تعلمين لا أنت لا تستحقين هذا اللقب فقمامتك ستلوث اسم أبي أظن أن لقب الساحرة يستحقك أكثر
هجمت المعنية عليها هجوم الحيوانات المفترسة محاولةً ضربها لكن الذي خلفها أمسكها بإتقان مانعاً إياها من الحراك قائلاً بهدوء مفزع
تاي:لحظة واحدة سيدتي أنتِ كيف تجرئين يجب أن تهدأي فهذا قد يؤدي بك لمكان كالقفص...عرفتيه صحيح؟!
ابتسامة داخلية شقت معالم صاحبة اللون الأحمر بعد سماع الكلمات التي ألقى بها لتتفوه بما يعجز الكلام عن وصفه
سايوري:إذاً ما الذي جاء بك إلى هنا؟! هل أفلستِ و تريدين المال أم أن قلبك الصغير اشتاق للإهانات
صرخت الأخرى بأعلى صوت متحركة بيدي الممسك بها محاولةً الفرار لكن لا جدوى
السيدة كيم:اصمتي أيتها الوقحة كيف تتجرئين
هه حتى أنك لم تعلمي سبب مجيئي كيف تقولين هذا و أنتِ بين عداد الفقر بعد قليل
صمتت الأخرى بحيرة و دارت بعينيها للجهة الأخرى بمعنى أن كلماتك و قدمي كبعضهما لتنطق بملل جالسة على الكرسي
سايوري:هيا قولي ما تريدين بسرعة فليس لدي وقت لتفاهاتك الغبية التي لا فائدة لها ولا لتهديداتك الجافة من الفعل
أنهت كلامها مشيرة لتايهيونغ بعينيها تحثه على تركها ليومئ برأسه بهدوء و يخرج تاركاً الإثنتان بمواجهة بعضهما،تحركت تلك التي أمامها بقدميها لتجلس أمامها بتعالي و الأخرى تناظرها بعيون باردة تنتظر منها إنهاء هذه المهزلة
السيدة كيم:إذاً عزيزتي سايوري لقد جئت من سفري البارحة خصيصاً لرؤيتك و أيضاً لأخبرك بأنك قد جلستي طويلاً على هذا الكرسي و قد حان الوقت ليحلَّ شخصٌ أكثر كفاءة مكانكِ
كانت تحادثها و ابتسامة خبث مرسومة على وجهها لتضحك تلك بسخرية و تضرب الطاولة بيدها معيدة ملامحها الحادة لوجهها ناطقة بتحذير
سايوري:اعذريني سيدة كيم لكن ما تريدينه غير موجود و إن قطعتي كل تلك المسافة لتخبريني بهذا الهراء فالأفضل لك أن تعودي تعرفين مكان الباب صحيح؟!
أنهت كلامها بإبتسامة جانبية مستفزة الأخرى لتنهض صارخة بوجهها
السيدة كيم:اسمعي جيداً هذه الشركة ساقتلعها من بين يديك هل فهمتي والدك كان عطوفاً معك حتى النهاية و قد سلمكِ إياها على الرغم من تحذيراتي له لكنه لم يستمع و أخذتيها مني لكنني سأسترجعها بأي ثمن حتى لو تطلب مني ذلك قتلك
كتفت سايوري ذراعيها و نطقت بسخرية
سايوري:فالتفعلي لنرى من سيربح في النهاية سيدة كيم
كورت تلك يديها بغضب و خرجت صافعة الباب خلفها و هي تشتمها بشتى أنواع الشتائم و تتوعد لها،قابلها ذلك الذي بقي واقفاً خلف الباب بنظرته الهادئة ليبتسم بسخرية
تاي:مضى وقت طويل أمي
بادلته ابتسامته لتتحدث
السيدة كيم:أصبحت كبيراً أتخيل أنك شققت طريقك بدوني
تاي:بالتأكيد و لم تزوري مخيلتي يوماً
ضحكت بخفة لتردف
السيدة كيم:هذا جيد لكن أعتقد أنك ستراني كثيراً هذه الفترة فمديرتك البغيضة لن تمكث بمكانها طويلاً
كان سيجيبها لكن سماع صوت الصراخ و التحطيم الصادر من مكتب الأخرى جعلته يفزع فتقدمت منه الواقفة أمامها مربتةً على كتفه قائلة
السيدة كيم:اذهب لها فأتصور أنه قاد بان مفعولي
ضحكت بسخرية نهاية كلامها و غادرت تاركة الآخر يهرول سريعاً ناحية منبع ذلك الصوت فاتحاً الباب ليجدها بأقصى حالات غضبها و انهيارها،كانت تحطم كل شيء يأتي بطريقها و تصرخ بتلك الكلمات التي تجعله يستشعر الألم من خلالها
سايوري:ألا يكفيها...ألهذه الدرجة أنا مكروهة...لما الجميع مصر على تحطيمي ألا يكفي كل ذلك الذل أيريدون المزيد؟!!
أنهت كلامها منهارة على الأرض بين الزجاج و الحطام حتى أن دموعها بدأت بالنزول مما سبب تفاجؤ الآخر لتلمحه واقفاً و صرخت به
سايوري:ماذا؟!أيعجبك هذا المشهد؟!أم أنك متفاجئ بأن شخص مثلي يبكي؟!
تقدم نحوها بهدوء لينزل لمستواها يتأمل معالمها الباكية فأدارت بوجهها نحو الجهة الأخرى لا ترغب بأحد أن يرى ضعفها حتى شعرت بيديه قد حاوطت كتفيها و ساعدتها على النهوض ليجلسها على الأريكة الموجودة و يبدأ بمسح الدماء الموجودة على يديها أثر جرحها لها بالزجاج،كانت تتأمله بهدوء و هو يطهر و يضمد جروحها تشعر و كأنها أخيراً رأت شخصاً قد يهتم لأمرها كمان تظن؟!،لينتهي الآخر مستقيماً بجذعه و يجعلها تشاركه استقامته ليردف بهدوء
تاي:عليكي الحصول على بعض الطعام للتعويض عن كل هذا البكاء و الصراخ
ردت عليه ببرود و صوت مبحوح جراء كثرة نحيبها
سايوري:لا داعي لذلك أنا بخير
تاي:أنا لم أسألكِ عن رأيكِ بالفعل من واجبي الاعتناء بكِ فهذا من أحد أصول وظيفتي
تنهدت الآخرى بضعف لتومئ له بقلة حيلة فهي لا تريد خوض نقاش جديد معه فهي الآن بحالة لا تسمح لها بإطالة الحديث.
موسيقى كلاسيكية و أدوات فاخرة و أثاث لامع،كان هذا المكان حيث يتواجد الإثنان على إحدا الطاولات يتشاركان تناول الطعام،كانت سايوري هادئة منذ وصولهما تتناول طعامها بهدوء مما سبب ريبته و أثار فضوله ليشابك يديه معاً و يمركزهما أسفل ذقنه و بدأ يراقبها بعينيه لتقاطع تأمله الأخرى و هي تردف دون رفع أنظارها عن طبقها
سايوري:هل لهذه الدرجة تحب تأمل الآخرين كيم تايهيونغ؟
ضحك بخفة راجعاً لوضعيته جالساً و يردف
تاي:لاشيء فقط مستغرب من كونك هادئة
ابتسمت بخفة ناظرة نحو الجانب الآخر تنظر للأناس من حولها ناطقة
سايوري:قد تراني حقيرة لا تحل شيء دون الصراخ أو الغضب لكنني عكس ذلك فالواقع أنا فقط أفقد أعصابي دون إرادتي كما أنه لو لم تكن شخصيتي هكذا لما وصلت لهنا
أنهت كلامها ناظرة نحوه تاركة تلك الإبتسامة مازالت مرسومة على شفتيها،شرد الآخر بها قليلاً مصغراً عينيه ليتحمحم بخفة قبل أن يتكلم متسائلاً
تاي:بما أنكِ هكذا الآن هل لي بسؤال؟!
سايوري:إن كنت ستستفسر عمَّا حدث اليوم فأنا آسفة لا أستطيع التحدث بهذا الموضوع
أنهت كلامها معيدةً نظرها لما حولها فابتسم بهدوء نافياً برأسه ليعيد كلامه
تاي:كلا ليس هكذا أرغب في السؤال عن شيء آخر فأنا فضولي بعض الشيء بشأنه
أومأت له رافعةً يدها نحوه سامحةً له بالكلام
تاي:لطالما كنت أريد أن أعرف سبب ارتدائك للون الأحمر باستمرار و جعله يكون رمزاً لكل شيء من حولك فما هو السبب؟!و لما اخترتي هذا اللون بالذات؟!
ابتسمت بهدوء لتتنهد مبتدئةً بالحديث تخبره عن السبب....
يتبع

ذَهَبُ الشَّمسِ الدَمَويِّ||𝗧𝗵𝗲 𝗕𝗹𝗼𝗼𝗱𝘆 𝗦𝘂𝗻 𝗚𝗼𝗹𝗱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن