تاي:حسناً انتظريني سأعود
أنهى كلامه بابتسامة لينهض خارجاً من الغرفة تاركاً الأخرى تناظر ظله الذي تلاشى تدريجياً.
لم يدم غيابه طويلاً حتى عاد و يجر أمامه كرسي متحرك و ابتسامة لطيفة مرسومة على وجهه الذي بدأ الأمل يُنسج به
وصل مقابلها وضرب بيده بخفة على مسند الكرسي كإشارة للأخرى و تكلم بنبرة صوت غير معتادة و أسلوب جذاب
تاي:ما رأيك بأن تزوري حديقة منزلي المتواضعة على كرسيّك الجديد سنتسلى قليلاً
فاقترب ناحية من تسمع حديثه و لا تتفاعل معه محيطها بيده اليمنى مدعوماً باليد اليسرى بغية حملها ليضعها على الكرسي بهدوء بينما هي لا حياة لمن تنادي استدار بها و بدأ يداعبها بكلمات طفولية على أمل التأثير عليها
تاي:سننطلق الآن نحو الأرض المزركشة
تاي:أنا متأكد أشد التأكد أن تلك الأرجوحة ستعجبك أم أنكِ لا تحبين الألعاب لكنها جداً لطيفة فقد كنت ألعب عليها عند شعوري بالملل إنها حقا مسلية
وطول مسيره نحو تلك البقعة الخضراء التي تزين مقفا منزله وفمه عجلة لم تتوقف و ابتسامته نورٌ لم ينطفئ حتى وصلوا إلى ذلك المكان البسيط
حديقة بعشبٍ أخضر على جوانبها لوحات من زهورٍ بجميع أنواعها و ألوانها و مقعدٌ خشبيٌّ صغير بزاوية ذلك الفردوس البشري أما تلك الأرجوحة الرائعة التي تلفت الأنظار بحبالها الملونة و شكلها الطفولي كانت في الوسط
تاي:تادااا...
كلمة سعيدة تطايرت من شفاهه الضاحكة تعرض فيها حديقته الجذابة ليطل برأسه على من تجلس أمامه مردفاً
تاي:هاا..ما رأيك؟! هل أعجبتك؟! ما رأيك أن نجرب هذه الأرجوحة؟! فقط مرة واحدة
أشاحت بناظريها بعيداً عنه اتجاه تلك الآلة اليدوية مما أشعل حماس الآخر و جعله يحملها نحوها فوضعها بهدوء بينما هي تمركزت يديها على الحبلان المجاوران ليبدأ بدفعها بخفة مصدراً أصوات محفزة ومرحة و رويداً رويداً حتى بدأت تعلو و تعلو أكثر وشعرها الطويل الناعم يتطاير باتجاه المسبب للدفع
وبسبب هذا الجو اللطيف و شبه المكان عادت ذاكرتها لفيلم قديم بالزمان حدث أمامها ليوم كانت فيه برفقة ملجأها الذي رحل وتركها عادت له حيث كانت ما تزال فيه بحضنٍ آمن يحميها من مساوء هذا العالم
عاد بها الزمان لتلك اللحظة التي كانت بها والدتها التي أصبح التراب بيتها تدفعها على أرجوحتها و هي تضحك بكل فرح وسعادة،و بعد عودة تلك الصور لعقلها ابتسامة لا إرادية شقت وجه فاتنتنا التي مرت مدة على حالها و هي لم تحرك تلك العضلات المجاورة لفمها،و كم كانت جميلة عندما أظهرت الماساتها اللامعة التي دام اختفائها طويلاً و بمجرد ملاحظة تاي لها انتقل لأمامها فوراً و عيناه تكاد تنفجر من الصدمة و فمه يكاد يتمزق من السعادة الغامرة التي هو بها الآن ليردف بحماس
تاي :ابتسمتِ..لقد ابتسمتِ..بلا أنا رأيتك..لقد ابتسمتِ..يا إلهي لا أصدق
ومن شدة حماسه و فرحه و كل ما هو جميل احتضنها بكلتا يديه حاملاً إياها ضمن حضنٍ و هو غير واعي لما يفعل حتى استدار بها دورة كاملة و الأخرى متشبثة بعنقه حاشرة رأسها به فقد فزعت من فعلته و لم تتوقعها ليتوقف بعد استيعاب ما افتعل مرجعاً إياها إلى الكرسي مردفا بينما يحك رأسه بخجل
تاي:أنا..أنا آسف لم..أقصد..كنت سعيد لا أكثر
حاول تغيير الموضوع رغم عودة تلك الساكنة لوضعها متكلماً
تاي:يبدو أن الجو أصبح بارداً هيا فالندخل كي نتناول شيء وبعدها نقوم بشيء مسلي فربما نرى هذه الابتسامة اللطيفة مجدداً
أنهى كلامه بغمزة شغب ممزوجة بابتسامة جانبية عفوية و هو ينقر أنفها بخفة.
سار بها نحو الداخل ليجعلها أمامه حيث هو ذهب ليحضر لها شيئاً تأكله كي يعيد لها و لو القليل من صحتها بينما هي تراقبه و هو يتحرك هنا و هناك و يوزع ابتساماتٍ خفيفة لها،و بعد انتهاءه جلس أمامها يطعمها بينما هي تمضغ ما بفمها و تناظره بهدوء،لكن هناك أفكار تحوم حول رأسها عاجزة عن إخراجها.
انتهوا بعد مدة ليأخذ بجسدها نحو الأريكة يضعها أمام التلفاز
تاي:لنشاهد شيئاً قد يسعدك
جلس بجانبها و بيده جهاز التحكم و بدأ يقلب بين القنوات ريثما يجد شيئاً يسليهما حتى جاءت يده على قناة الأخبار و ما لفت نظره وجود صورة لوالدته التي نفسها زوجة والد التي بجانبه و كانت المذيعة تلقي الخبر كالآتي:
بعد إلقاء القبض على السيدة كيم المعروفة باسم {كيم يوجين} بتهمة الاحتيال ظهر بعد التحقيقات أنها متهمة بأشياء أخرى كالسرقة و إقامة صفقات غير قانونية و تشويه السمعة و إساءة المعاملة لفتاة قاصر إضافة للإحتيال،حيث اعترفت المتهمة بجميع أعمالها السابقة مصرحة بأنها كانت السبب وراء توريط ابنة زوجها المتوفي السيد لي كريستيان و التي تبين بعدها أنها الفتاة الملقبة ب {ذهب الشمس الدموي} بأنها تتعاطى الممنوعات منذ سنوات حين كانت في الخامسة عشر مما أدى لحبسها من قبل والدها و تعنيفها من قبله مع المتهمة و أضافت بأنها كانت الزوجة السابقة للسيد كيم يون تشول المتوفي و أنها تخلت عن طفلها بسبب ذهابها وراء زوجها لأجل الحصول على أمواله،و بعد هذا التصريح تم فتح قضية الإحتيال التي حدثت قبل ثلاث سنوات حيث عُقدت صفقة بين كلاً من كيم يون تشول صاحب سلسلة واسعة من شركات الأثاث و لي كريستيان صاحب مجموعة من شركات العقارات المعروفة باسم RED و قد عُلم أن هذا التعاون سيبلي أرباحً طائلة على كلا الطرفين لكن بسبب محتال مجهول الذي تبين بأنه المتهمة سُرقت جميع الأسهم مما أدى للإفلاس الهائل و بعد هذا الحدث أُعلن خبر وفاة السيد كيم يون تشول أثر أزمة قلبية داهمته يليه بعد عدة أيام خبر انتحار السيد كيم كريستيان شنقاً حتى الموت و بعد فعلتها سافرت خارج البلاد،و بعد التحقيق و الاستجواب الطويل و اعترافاتها المستسلمة تم الحكم عليها بالسجن لمدى الحياة بسبب تهمها المتعددة،هذه كانت آخر أخبارنا لليوم نتمنى للآنسة {ذهب الشمس} أن تكون على ما يرام بعد كل هذه الأحداث التي مرت بها و نتأسف منها على نشر تلك الإشاعات التي لا صحة لها نتمنى أن تكون بخير،و شكراً لاستماعكم.
يتبع
أنت تقرأ
ذَهَبُ الشَّمسِ الدَمَويِّ||𝗧𝗵𝗲 𝗕𝗹𝗼𝗼𝗱𝘆 𝗦𝘂𝗻 𝗚𝗼𝗹𝗱
Romanceولادةُ شمسٍ مشرقة كانت بدايةٌ ذهبية لم يُعرف مصيرها تلطخت بدماء وحوشٍ بشرية حطمت مئات الأحلام... تلك الشياطين سحبت بذلك الملاك نحو الهاوية و جعلته يقع بجحيمٍ لا مفرَّ منه... و على بعد أميال سقطت نحو أرض يجتاحها الألم و الظلام... الفصول الأربعه مرت...