تاي:اسمع جيداً إن لم تحضر خلال دقائق سوف تفقد حياتك في أقل من ساعة
هذه الجملة التهديديّة زرعت الخوف بقلب الآخر و بمعرفته أن كيم تايهيونغ صاحبها جعل وصوله أسرع من البرق.
قرع الباب بخفة ليفتحه الآخر بتلهف و كأنه كان جالس أمام الباب ينتظره
الطبيب:مرحباً سيدي كيم تاي...
أمسكه تاي من كتفه جاذباً إياه نحو بسرعه مردفاً بعجلة
تاي:أدخل بلا تفاهاتك الغبية و ساعدها حالاً
سار به نحو غرفتها التي يسكنها الهدوء و دفعه نحو الداخل بهمجية متكلماً بصوته الرجولي المرعب
تاي:أريد أخباراً سارّة
أغلق الباب خلفه بقوة مما سبب شتم الآخر له بداخله فتقدم نحو الملاك النائم بهدوء يفحص استجاباتها الفاشلة،حاول محادثتها، و حاول صناعة رابطة وديّة بينه و بينها لكن تمثالها الحي أبى إعطائه إشارة
فخرج بعد مدة من انتظار ذلك الغاضب ليهمهم بقوله
تاي:ماذا؟! كيف هي؟! تكلم
أنهى كلامه الذي تحتويه صفة التوتر بصراخ أفزع الواقف أمامه حتى أردف بكلماته المتقطعة أثر خوفه
الطبيب:سيدي...إن...الآنسة قد تعرضت لصدمة نفسية قوية جداً...وهي من الحالات النادرة...فلم تستجب لشيء و لسانها كالذي شُل
صرخ الآخر بصدمة
تاي:ماذا؟! شلل؟!
ليتكلم محاولاً تهدأته
الطبيب:لا لا ليس شلل،إنه نوع من أنواع الأمراض النفسية ندعوها بالشلل حيث يصبح صاحبها غير قادر على التكلم إلا بعد العلاج الذاتي لنفسه و نحن الأطباء ليس لنا علاقة به أي أنه يجب عليها ترميم نفسها بنفسها
رحل الطبيب بعد شرح مفصل لتاي عن أعراضه و طرق علاجه ليجلس بتعب،فكره الذي تآكل ندماً و دموعه التي لم تنزل أبداً بسبب شخص إلا هذه المرة حيث فيها عجز عن التحكم بنفسه وعبر عن كرهه لنفسه ببكائه الصامت الذي تزينه الدموع اللؤلوية
ليقرر بعد عدة ساعات من التفكير مصارحتها بحركته القذرة التي من خلالها أقدم على انتقام مدمِّر،فاقترب من ناحية غرفتها بتردد خائف من ردة فعلها التي من الممكن أن تزيد من سوء حالها لكن تفكيره المفرط بالأمر جعله يتجرأ على قول الحقيقة
دخل إليها بنظراته المشفقة و ارتجافه الغير مرئي ليجلس بجانبها مبتدئاً حديثه بطريقة مباشرة
تاي:أنا..أنا أعلم أن الوقت غير مناسب لقول هذا و...و أعلم أن وضعك لا يسمح لتلقي هذا..لكن..
توقف عن الحديث خلال نظرات تلك الباردة الخالية من المشاعر شابكاً يداه دليلاً واضحاً على توتره ليكمل
تاي:لكن..يجب أن تعلمي من هو السبب وراء حالتك هذه
تكلم بينما عيناه موجهة نحو الأرض حتى نظر لها بطرف عينه مبتلعاً لعابه بصعوبة مردفاً بنفاذ صبر و غضب من نفسه
تاي:ااه...أنا...أنا هو الفاعل لقد كنت غبياً..لقد تهورت أعلم لكن لم أفعل ذلك عن عبث
تاي:ماذا؟!..تريدين ضربي اضربيني..اشتميني.. أو تريدين قتلي؟! افعلي ما تشائين..فقد كانت خطوة حمقاء من أحمق مني لكن اسمعيني قبل ذلك
توقف عن بث جمله داخل مسمعيها بعيونه المفتوحة على مصراعيها إثر انفعاله فلعق شفاهه استعداداً لمواجهة الحقيقة وتبرير فعلته مردفاً بهدوء
تاي:أبي و أباكي كانا شركاء في العمل بين شركاتهما و بعملية سرقة للأسهم من كلا الطرفين غير معلوم صاحبها اشتعلت نيران الحقد و الكره بينهما في تلك الأثناء أبي ظنَّ أن والدكي الفاعل فقد كانت الصفقة التي بينهما أسهمها عالية جداً و قادرة على افلاسهم و بسبب هذا الشخص الغير معلوم أصيب أبي بجلطة دماغية و أيامه لم تدم طويلاً حتى فارق الحياة...و كبرت و قد كبر حقدي لعائلتك و كان حلمي جعل والدكي يذوق طعم الحياة القاسية التي عاشها أبي..و الانتقام أعمى قلبي...لكن خبر وفاة والدك جعلني أنقل صورته لكي و جعلني أنتقم منك و أُحمِّلك ذنب عائلتنا القذر...أنا أعلم أن كلمة آسف لن تعيدك كما كنتِ و أعلم أن كل هذا الكلام الغير مرغوب فيه لا يهم بعد ما افتعلته بكِ...لكن يجب عليكي أن تفهميني و تصدقي أسفي الذي أظهره باهتمامي بك فأنا...حقا أشعر بالسوء و الأسف اتجاهك.
أخذ شهيق طويل بعد سرد أسوأ ما حصل لتلك التي كتب لها الرب حياة مرثية مأساوية،فنظر لها بعد انتهاء حديث كان منبعه فمه ليرى تلك العيون الجامدة التي تنظر له مباشرةً،و ها هي قطرة عنوانها الألم و الحسرة...عنوانها العذاب و الغصة
قطرة دموية بلون الماء سالت من عين شمسٍ أصبح الغروب مأواها تاركة أثرها على طول وجنتها
لاحظها الجالس أمامها ليعض شفاهه منزلاً رأسه بندم،رفعه مرة أخرى ناظراً بعينيها العسلية التي أصبحت خالية من لمعانها السابق و هي تبادله نظراته بجمود لكنه استطاع رؤية ألمها بوضوح،نهض واضعاً يديه على جانبي خصره رافعاً رأسه يتنهد بقوة لينظر على يمينه لامحاً إحدا المزهريات فامتدت يده نحوها ليضربها بالأرض بقوة صارخاً جاعلاً منها تتحول لقطع بالمقابل بدأت تلك المتموضعة أمامه تصرخ بهستيرية مع تغطية أذنيها بيديها و دموعها باشرت بالنزول مغلقة عينيها بقوة و جسدها يرتجف لينصدم الآخر من وضعها هذا فتقدم لها مهرولاً يحاول تهدئتها لكنها مازالت على حالها ليلف يديه حول جسدها يشدها نحو صدره الواسع يعانقها و يهمس لها بكلماتٍ مُطمئِنة و هو يربت على شعرها الأشقر الناعم،ليشعر بها بدأت تهدأ تدريجياً فأبعدها عنه محاوطاً وجهها بكفيه و ابهاميه أخذا طريقهما يمسحان دموعها الساخنة،لينطق بنبرة هادئة
تاي:أعتذر لم أقصد فقط كفي عن البكاء،لم نعد نريد البكاء أعدك سنتخطى الأمر معاً و ستعودين كما كنتِ فقط ثقي بي
أنا آسف
أعاد احتضانها مربتاً على ظهرها بخفة ليردف بابتسامة خفيفة ناظراً لها
تاي:ما رأيك بالخروج و استنشاق بعض الهواء همم؟
همهم نهاية كلامه يسألها لكنها لم تكن تنظر لعينيه فتنهد بهدوء
ناطقاً
تاي:حسناً انتظريني سأعود
أنهى كلامه بابتسامة لينهض خارجاً من الغرفة تاركاً الأخرى تناظر ظله الذي تلاشى تدريجياً.
يتبع
أنت تقرأ
ذَهَبُ الشَّمسِ الدَمَويِّ||𝗧𝗵𝗲 𝗕𝗹𝗼𝗼𝗱𝘆 𝗦𝘂𝗻 𝗚𝗼𝗹𝗱
Romanceولادةُ شمسٍ مشرقة كانت بدايةٌ ذهبية لم يُعرف مصيرها تلطخت بدماء وحوشٍ بشرية حطمت مئات الأحلام... تلك الشياطين سحبت بذلك الملاك نحو الهاوية و جعلته يقع بجحيمٍ لا مفرَّ منه... و على بعد أميال سقطت نحو أرض يجتاحها الألم و الظلام... الفصول الأربعه مرت...