Part.10.

2K 143 7
                                    

سايوري:تايهيونغ أين كنت؟!!
أزال معالم تفاجؤه ليغيرها بأخرى متوترة لاحظتها التي أمامه،وضع يده خلف رقبته يردف بتوتر
تاي:ك..كنتُ....
كانت عيناه تجول بكل مكان متفادياً النظر بمقلتاها و كأنه يفكر بحجة مقنعة ليتمركز نظره على ذلك الكيس الذي بيده فرفعه مقابلها متكلماً
تاي:كنت في المتجر المجاور..ل..لأشتري لك بعض الطعام..فالطبيب أوصاني بالاهتمام بتغذيتك هذه الفترة..نعم..
أنهى كلامه بابتسامة كاذبة أخفت القليل من توتره بينما الأخرى صامتة تستمع لما شكك عقلها لتومئ برأسها بمعنى -نعم- مكملةً طريقها نحو الكنبة لتجلس عليها بهدوء و عينا تاي واصلت النظر إليها ليحاول عندها تغيير الموضوع بتلك الجمل المصحوبة بأصواتٍ حماسية
تاي:إذاً..هيا بنا نتناول الطعام..أنا واثق بأنه سيعجبك..فهذا المتجر دائماً ما كنت اشتري طعامي منه
جلس بجانبها وبدأ بفتح علب الطعام التي بدأ منها يتطاير البخار والرائحة الشهية التي استنشقها بأنفه مصدراً ذلك الصوت
تاي:رائحته زكية..لقد قمت بشراء حساء الخضار فهو مفيد لك هيا فالتتذوقيه
وضع القليل منه بالملعقة وراح بها نحو فمِ تلك الجميلة التي تناولت ما بيده بلا تردد و عيناها لم تبتعد عن وجهه الملائكي الذي كان يحدثها و يضحك طوال الوقت حتى أنها لم تشعر إلا وقد أنهت طعامها بأكمله ليردف بطفولية
تاي:لقد انتهينا..هل تريدين المزيد؟ إن المتجر قريب ما رأيك بالقليل بعد؟!
بادلته بالجواب واضعة يدها على معدتها متكلمةً بصوت خفيف
سايوري:لقد شبعت!
تاي:حسناً
نطق بتلك الحروف بينما يرفع بيده منديلا ورقياً يمسح به بقايا الطعام التي لوثت فمها مررها على شفاهها المتورّدة ذات الانتفاخ الجميل مما صنع تخاطراً بصرياً بينهما بسبب قربه منها لكن لم يدم طويلاً حتى أنهى ما يفعله بسرعة و ذهب ينظف الاطباق
قام بتشغيل التلفاز مردفاً
تاي:شاهدي ما تريدين ريثما أنتهي...أو يمكنك النوم إذا كنتِ تشعرين بالنعاس
أعطاها هذان الخياران بينما هو سيذهب ليكمل تنظيف لكنها أوقفته بقول لم يتوقعه قائلةً
سايوري:لكنك لم تأكل..ألا تشعر بالجوع أيضاً؟!
استدار ناحيتها مبتسما بينما يلعب بخصلات شعره مجيباً
تاي:لا تقلقي فقد تناولت القليل بينما كنت أطعمك
سايوري:كاذب!!
أردفت بتلك الكلمة بكامل هدوئها و برودها اللذان جعلا من الآخر محرجٌ بشكل كبير و قد ظهر هذا على ملامحه المرتبكة قائلاً
تاي:في الحقيقة لست جائعاً
ابتسامةٌ غبية ارتسمت على وجهه بنهاية حديثه ليذهب من أمامها.
مضت ساعات الليل المظلم وتعاقب الليل والنهار و ها قد أصبحنا بيومٍ جديد،بزوغ الشمس كان بدايته في حوالي الساعة السابعة فجراً.
سارت تلك الأشعة الدافئة على بشرة تلك الأميرة النائمة مما أدى إلى انشقاق جفنيها اللذان أظهرا ينبوع العسل اللامع،انتفضت من فراشها تتمدد بنشاطٍ غريب و طاقة تسير بأرجاء جسدها قد فقدتها منذ زمن،كان أول محطٍ لها الحمام حيث اغتسلت بالصابون ذو الرائحة العطرة لتخرج بعدها من الغرفة لكن الغريب أنها لم تجد أحد فعلى ما يبدو أن صاحب اهتمامها مازال نائماً،لتقودها قدماها نحو مضجعه الذي مازال مجهول بالنسبة لها فهي لم تزرهُ منذ قدومها.
تدخل بهدوء مطلةً برأسها لتراه يغطّ بنومٍ عميق،تسللت على رؤوس أقدامها لتصل إلى جانب سريره فجلست بروية خشية إيقاظه متكأة على حافته تناظره بتأمل،شعره المبعثر..وجهه المنتفخ..و فمه المفتوح الذي يزفر الهواء من خلاله
وبحركة لا إرادية من أناملها الناعمة سارت على بشرته الشاحبة تتلمسه و كأنه كائن غريب فهنالك ما يجذبها نحوه،و بسبب تلك الحركة العشوائية فتح عينيه بنعاس ليصدم من كونها أمامه فاستقام بسرعة متكلماً يفزع
تاي:ما..ماذا هنالك؟!..هل من خطب؟!
اسكتته ببعض العبارات قولاً واحداً
سايوري:ما من خطب لكن عيوني تعبت من النوم و هي بحاجة لبعض الوقت من التنزه و رئتاي تفتقر للأوكسجين النقي فهل يمكنك السير معي قليلاً بهذا الوقت الجميل؟!
نظر إليها قليلاً ليردف متسائلاً
تاي:أليس الوقت مبكراً إنها السابعة صباحاً!!
سايوري:إنه الوقت الأنسب للسير كما أن الشوارع تكون هادئة  الآن أكثر من وقت المساء
أجابته بهدوء ليومئ لها بخفة طالباً منها انتظاره حتى يقوم بروتينه الصباحي،كانت واقفة أمام باب غرفته تنتظره بعد أن غيرت ملابسها ليخرج إليها عندما انتهى هو الآخر لينظر إليها باستغراب عندما لاحظ ما ترتديه فسألته عن سبب نظراته هذه عندما لاحظتها فأردف
تاي:أنتِ لا ترتدين لونك المعتاد ما هذا اللون الأسود الآن؟!!
تحمحت الأخرى بخفة لتردف دون النظر لعينيه
سايوري:لم أعد أحتاجه طالما أنه لم يعد يعبر عني كما يجب
نظر لها باستفهام ليردف
تاي:ماذا تقصدين بأنه لم يعد يعبر عنكِ؟!!
سايوري:أخبرتك سابقاً ما معناه بالنسبة لي و هو الآن لم يعد يمثلني فأنا لست كما كنت سابقاً
نظر إليها بملامح لا تفسر لتردف بابتسامة خفيفة محاولة تغيير هذه الأجواء
سايوري:علينا الذهاب الآن
أنهت كلامها تسحبه من يده ليخرجا.
كانت حرارة الشمس خفيفة جداً و النسمات التي تحمل معها رائحة الندى تتطاير من حولهم و تلامس أجسادهم و بينما كان الصمت عنوانهم افتتح تاي الحديث بطريقة هادئة بقوله
تاي:ااه..عندما كنت صغيراً كنت أسير برفقة أبي عند حلول فجر كل يوم فقد كان يحب هذه الأجواء وجعلني أحبها..أشعر بالشّوق لهذه الذكريات و بالأسى على رحيلها
و خلال استماع الأخرى لما يلبث به بادلته الحديث
مردفةً
سايوري:أنا لم اعش ذكريات كهذه من قبل حتى أنني لا أتذكر سوى الألم و الظلام الذي اجتاح حياتي منذ الصغر
تلك الكلمات المأساوية أعادت شريطَ حدثٍ افتعله بها قديماً ليعاود الكلام بثقة في نبراته
تاي:أنا أطلب منك نسيان كل ما هو ماضي و سأقوم برسم مستقبلك و حاضرك بفرشاتي الخاصة حيث سيكون الأمل عنوانه و السعادة مأواه سنبتعد عن كل ما هو مؤذي و سأجعل حياتك نعيم لا داعي لتقولي لي أنني سبب ألمك و حالك هذه فأنتِ لا تشعرين بما يشعر به قلبي،الندم تناولني لكن كوني واثقة أنني...
قاطعت كل تلك العبارات التي باحَ بها قبل أن يكمل تسلسل كلماته بقولها
سايوري:واثقة..نعم أنا واثقة
ناظرها باستغراب لتبتسم بخفة فور رؤية معالم وجهه لتكمل
سايوري:لما أنت هكذا؟!..نعم أنا واثقة أنك ستفوز..وستشفي كل ما هو مؤذي بداخلي و رغم كل ما قمت به فأنا..
تاي:فأنتِ ماذا؟!
سارع بالسؤال بتلهف لتجيب
سايوري:فأنا لم أستطع كرهك..فأنت قد أصلحت ما دمرته  في الحال لا تنظر إلي هكذا فقد لاحظت كلّ ذلك و أنا مريضة ومازلتُ كذلك لكن هذا لا يعني أنني لا أرى ما يحصل أنا كنتُ أشاهد فحسب
أردفت بتلك الكلمات القاتلة و المحرجة له فهي سامحته رغم ذنبه الشنيع الذي ارتكبه بحقها لكن بطريقتها الخاصة و   تلميحاتها الغير مباشرة، وقد دام هذا الحديث العفوي مدة طويلة كانوا خلالها قد عادوا للمنزل و ها هي الساعة أصبحت التاسعة صباحاً
ذهب تاي نحو المطبخ كي يعدّ الفطور بينما سايوري لحقت به تراقبه من بعيد كيف يقوم بذلك،و بعد مشاهدة قصيرة لمئات الأخطاء أثناء قيامه بالطبخ قررت تقديم بعض المساعدة بخبرتها الصغيرة بهذه الأمور،تقدمت نحوه لتقف بجانبه مردفة
سايوري:هذا النوع من الكعك لا يصنع هكذا
نظر إليها باستفهام لتبعده بخفة و تقف مكانه تضع و تخلط بالمكونات التي أمامها تحركها بسلاسة و هو يناظرها بهدوء ليردف
تاي:لم أعلم أنكِ بارعة في أمور الطبخ
ابتسمت هي بخفة لتردف و عينيها على الذي بين يديها
سايوري:والدتي كانت تعده عندما كانت على قيد الحياة و دائماً ما كنت أشاهدها و هي تعده لذلك حفظت طريقته
لاحظ ابتسامتها الحزينة ليربت على كتفها بخفة دون النطق بكلمة ينتظر إياها حتى تنتهي،رفعت رأسها تنظر حولها و كأنها تبحث عن شيء ما لتتجه نحو أحد الرفوف تحاول إحضار إحدا الأطباق لكنها لم تستطع الوصول إليه بس ارتفاعه و طول قامتها الذي لا يساعد ليلحظها الآخر فابتسم بخفة مقترباً منها حتى أصبح خلفها لتمتد يده نحو الطبق منزلاً إياه إليها،شعرت هي بقربه الشديد لتتحمحم بخفة مبتعدة عنه مع تورد بسيط اكتسح خديها،نظر إليها ليقهقه بخفة على خجلها الذي يراه للمرة الآولى أما هي فكانت تنظر في جميع الأرجاء إلا عينيه،مد إليها الطبق لتأخذه و تكمل تحضير ما كانت تعده و تقدمه إليه بعد انتهائها ليتذوقه و ينظر إليها بتفاجؤ ناطقاً
تاي:أنتِ طاهية جيدة بالفعل
ابتسمت له بهدوء ليجلسا يتشاركان الطعام حتى انتهيى فنهض هو ليبدأ بغسل الأطباق،ليشعر بعد دقائق بتلك الأيدي التي أحاطت خصره من الخلف تحتضنه بهدوء لتردف بهمس
سايوري:.....
يتبع

ذَهَبُ الشَّمسِ الدَمَويِّ||𝗧𝗵𝗲 𝗕𝗹𝗼𝗼𝗱𝘆 𝗦𝘂𝗻 𝗚𝗼𝗹𝗱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن