Part.5.

2.4K 166 4
                                    

تجلس بلباسٍ فضفاضٍ مريح على كرسيها الهزّاز  المجاور لحائط غرفتها الزجاجي الذي يطل على لوحةٍ فنية مميزة بألوان الأشجار الخضراء و مزيج الورد بجميع أشكاله و ألوانه،تستمتع بصباحِ يوم عطلتها بعد أسبوعٍ مرهق من ضغوطات العمل و غيرها من المشاكل الحياتية،كانت تحتسِ كوباً من القهوة الساخنة و الهدوء النفسي و الجسدي عنوان جلستها الساكنة حتى يقاطع سكون تفكيرها رنين هاتفها لتلتقطه بيدها بملل مردفةً بتذمّر
سايوري:اااه لما الإزعاج عند صباحٍ جميلٍ كهذا يا ترى ما الخطب هذه المرة؟!
لترد على اتصالها المفاجئ ب_امم_ يملأها النعاس و الكسل حاثّةً صاحب الاتصال بالتكلم قائلاً
الموظف:صباح الخير سيدتي..أنا آسف على الإزعاج
لتتحدث بضجر طالبة منه التكلم بسرعة
سايوري:تكلم ولا داعي للمقدمات ماذا هناك؟!
الموظف:سيدتي هل شاهدتي أخبار اليوم؟!
استغربت الأخرى منه لتنفي باستغراب لتسأله
سايوري:مالذي حصل؟!
الموظف:أتمنى أن تشاهديها بسرعة
و أغلق الخط بعد أن أنهى كلامه
شعور سيء انتاب الأخرى و جعلها تتفقد الأخبار بأقصى سرعتها حتى صدمها وجود صورها تملأ قنوات التلفاز و مواقع التواصل الإجتماعي لا تندرج إلا تحت اسم {ذهب الشمس تتعاطى}
ذكريات جحيم ماضيها بدأت بالعودة و رأسها الذي اكتظّ بمشاكل العالم فرغ من الحلول
شعرت بفراغ يملأ حياتها فبتلك اللحظة كانت مفتقرة لجميع قواها حتى أنها لم تشعر بنفسها إلا و هي قد ارتدت ملابسها و اتجهت لشركتها.
وصلت وتمنت لو لم تصل بعدما شاهدت حشداً يحوي جميع أنواع الخلق و الصحفيين يتقاتلون للدخول ظناً منهم أنها بالداخل،سيارات تملأ المكان بصوت أبواقها،أناسٌ أصوات صراخهم و شتائمهم يخترق مسامع من تناظرهم من بعيد لتقرر الخروج من سيارتها بعد استجماع قواها و بمجرد رؤيتهم لها وكأنهم أسود رأوا فريستهم،ركضوا نحوها  بهمجية و الأسئلة والاستفسارات كانت معنى ألفاظهم
...:هل هذه الأخبار صحيحة؟!
...:هل لديك فكرة عن صاحب الخبر؟!
...:لحظة نريد تصريح؟! إذا سمحتي..
كانت تسير متجاهلة كل من حولها بمساعدة رجالها للمرور من بين كل هذا العدد فقد ظنت أن دخولها لشركتها قد يخفف هذا و ستستطيع من الداخل ضبط من فالخارج لكن دخولها زاد الطين بلة لتجد جميع موظفي الشركة مجتمعين أمام مكتبها و كأنهم يخططون لما هو أعظم حتى بادر أحدهم بالحديث بفجور و كره
الموظف:أيها الموظفين أنظروا من أمامنا أنظروا...البارحة كنا نركع أمامها و ننفذ كل متطلباتها  لكن اليوم أنظروا من هي..هي امرأة كأي امرأة عادية و قذرة تتعاطى الممنوعات هه و تقود شركة أيضاً كم هذا مضحك
أنهى كلامه باستخفاف مميت جعل من الأخرى تفقد أعصابها أكثر من اللازم صارخة بوجهه
سايوري:أصمت أيها الغبي كيف تجرؤ أن تتكلم مع مديرتك هكذا هاا؟!
حتى تكلموا جميعهم بفوضوية
..:أنتِ لستِ كذلك
..:نحن لا نتشرف بوجود مديرة مثلك
..:نحن لن نسير خلف أوامرك بعد الآن
لتخرسهم بصرخة عالية صدرت من فمها الذي يرتجف من التوتر
سايوري:اصمتوا..هذه كلها اكاذيب..كلها إشاعات..كيف تصدقون أشياء غبية كهذه؟! كيف يا أغبياء هم يحاولون أن يجعلون من شركتنا شركة خاسرة..يريدون تدميرنا..ألا تفهمون
توقفت بعيونها التي تجبر نفسها على البقاء صامتة إثر ذلك الصراخ الجماعي الذي لم يسكته ولا كلمة من التي أردفتهم.. أكملوا شتائمهم وصيحاتهم وبارد الوجه و قاسِ الطبع خلف كل ذلك الحشد يقف بمكانه المعتاد الذي منه لم يتحرك و ابتسامة شريرة علت وجهه الحاد.
رغم ما يحدث شعرت بريبة الأمر و استغربت من سكونه المرعب لتدخل مكتبها بعد معارك ضاربة مع الموظفين
أغلقت خلفها الباب بقوة و رفعت هاتفها تقوم من خلاله ببعض الاتصالات التي من الممكن أن تنقذها
احد المكالمات قد تم تجاهلها وأخرى لم يرد عليها حتى أن من أجابوا اعتذروا بأساليب مختلفة للتهرب منها .. فقد أُغلقت الأبواب أمامها ومن قد تعرفهم خذلوها و خيبوا ظنها لتتكلم بخوف
سايوري:أنا متأكدة أنها تلك الأفعى..هي..هي من قامت بذلك فهي تريد تدميري تريد رؤيتي ذليلة
لتقوم باتصال أخير علمت من خلاله أن من كان باعتقادها أنه الفاعل قد أعتقلت بتهمة عمليات الإحتيال،لتجلس بعد عدة محاولات فاشلة بإيقاف الخلل الذي حصل بتعب
جسد هزيل..بكاء صامت انفجرت بعده قنبلة قاتلة من الصراخ الجارح،أيادي فوضوية حطمت كل ما تراه أمامها..ضربت نفسها و مزقت أحبال صوتها و جعلت من مكتبها حطام..شتمت حياتها و كرهت وجودها ناطقة بنبرة صوتها التي تجسد معنى الالم
سايوري:لما كل هذا؟! ماذا فعلت بحياتي؟! هل يعاقبني الله؟! أم ماذا؟!
أردفت بتلك الكلمات بتعب شديد بصوت مبحوح ظهوره خفيف لتخرج من  ذلك المكان الذي قد اشتعل فيه حريق من الأوجاع وتقريباً قد أصبحت الساعة السابعة و النصف مساءاً مطلّة برأسها على شركتها التي بنتها بدماء عروقها تنهار شيئاً فشيئاً
فارغة..خالية من الصوت..متسخة..لا يوجد فيها سوى الأوراق الممزقة المرمية بكل مكان و شاشات العرض المعلقة التي لا تحوي شيئاً عدا صورها
صمتت بذل و ابتسمت بحزن لتعود لموطن جروحها إلا و هو مكتبها و بعد وقتٍ طويل جداً من الجلوس في الداخل قرر صاحب القلب المتحجر التأكد إذا كانت مازالت موجودة أم رحلت،فتقدم ناحية الباب و قرعه بخفة لكنه لم يتلقى سوى عبارة حروفها السكاكين
سايوري:هه أمازلتم تطرقون الباب؟! لما لا تدخلون بلا إذن؟!
دخل ورأسه بانحناءة بسيطة ليرفعه و يرى قوارير الشراب الفارغة مرمية بكل مكان و سايوري خارج وعيها تماماً
تاي:سيدتي إنها الساعة العاشرة يجب أن تذهبي و ترتاحي قليلاً
صوت عالي من الضحك استولى على مسامعه الذي من خلاله أدار وجهه للجهة الأخرى تفادياً النظر للمهزلة التي تحصل
ضحكت وضحكت و دموعها تسري كالشلال فقد كانت مشاعرها عبارة عن خليط غير متجانس لتتوقف متكلمة بحسرة و غصة اكتسحت جوفها
سايوري:أرتاح قليلاً قلت لي؟! تهتم لأمري؟! وتبتسم بظهري على ألمي؟! أرجوك أتركني وحدي أنا لا أريد أحداً هيا أخرج هيا
نهاية حديثها كان عبارة عن بدء بكائها الذي شوه وجهها الحسن وجعله دموي بحق فاقترب منها محاولاً تهدأتها ليحاوطها بغية مساعدتها على المشي لكنها رفضت لتتكئ على صدره الذي كان جوارها بضعف متكلمة بهدوء
سايوري:إنّ جميع الناس يمتلكون قلباً ينبض داخل أضلعهم كالذي بداخلك أليس كذلك؟!
نظر الآخر لها من الأعلى مستغرباً من سؤالها ليجيبها
تاي:نعم..لما هذا السؤال؟!
سايوري:إذاً لما لا يشفقون به على من أمامهم؟! لما لا يسامحون؟! لما لا يحاولون تفهم هذا الشخص؟! لما...لما هم مؤذيون؟؟
لقد كنت في الخامسة عشر عندما حصل ذلك..
تاي:ماذا؟!
سألها الآخر باستغراب فهو يعلم أنها تحت تأثير الكحول وأنها قد تخبره بحياتها منذ ولادتها بلا كذب
سايوري:كنت في ذلك الحي أحمل بيدي آلتي المفضلة كاميرتي أصور كل ما هو جميل...
أخبرته بقصة الممنوعات المشوهة و الكاذبة التي دمرت حياتها شيئاً فشيئاً لتكمل بما حدث بعد كل هذا
سايوري:تخلى عني والدي و زوجته اللعينة جعلته يكرهني أكثر فحبسوني و ضربوني و عاملوني بأسوأ معاملة كنت أصرخ و أعاني كل يوم البكاء كان عنواني و الألم يجسد حياتي كنت في كل ليلة أدعو الله ان يأخذني لأمي نعم..تمنيت الموت و لولا هذه الشركة التي سجلها والدي باسمي قبل تلك الحادثة لما كنت وجدتني هنا..فهربت بليلة مولدي الثامن عشر و أسست نفسي.. عانيت و عانيت ومازلت أعاني و هاقد دُمرَت أحلامي و سقطت طموحاتي وأصبحت لا شيء بعد هذا اليوم
صدم الآخر مما سمعه و لم يلبث بحرف
سايوري:و من بعيد سمعت بخبر وفاة والدي و أنا أعلم السبب بالفعل قد عقد والدي صفقة مع أحد مستثمري عائلة كيم لكنه تعرض للاحتيال و خسر كل شيء و أصبح فالحضيض مثلي تماماً..زوجته تخلت عنه لأنه أصبح فقيراً لذلك هو قد انتحر شانقاً نفسه
ختمت كلامها بالابتعاد عنه مزيلة  دموعها عن وجهها
بيديها التي ترتجف من نقص الجهد لتبعد كل ما حولها من زجاج مكسور بيدها مما جعلها تنزف بسبب الجروح التي و كأنها لم تُصَب بها
تسير مقاومة كل ذلك الألم بأقدام تتلوى غير قادرة على تحديد طريقها لتستسلم عند باب شركتها مسندة بجسدها الهزل على الحائط حتى نزلت رويداً رويداً واصلة للأرض
ركض إليها بعد رؤية أقسى أحداث الحياة و الندم كان عنوان وجهه الذي لم يكن يقوى على النظر إليها و ما سببه لها من عذاب و هو غير قادر على تصديق كونه أشعل نعيمها الذي عملت عليه منذ سنين بيديه هاتين التي تحتوي الآن جسدها الضعيف ليردف
تاي:....
يتبع

ذَهَبُ الشَّمسِ الدَمَويِّ||𝗧𝗵𝗲 𝗕𝗹𝗼𝗼𝗱𝘆 𝗦𝘂𝗻 𝗚𝗼𝗹𝗱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن