Part.9.

1.8K 146 5
                                    

كان تايهيونغ يقف أمام التلفاز بتلهف و كل جملة ينطق بها ذلك المذيع تشعل عود الحماس بمشاعر الآخر حتى انتهت النشرة وانفجرت قنبلة السعادة الغامرة من خلال صراخ تاي بفرح شديد ليستدير نحو تلك الباردة مردفاً
تاي:هل سمعتِ؟! هل سمعت ما قاله؟! لقد أمسكوا بها لقد أُثبتت برائتك يا فتاة..أنتِ الآن بريئة و نظيفة من كل تلك التهم القذرة...
نظرت مطولاً بعينيه التي كانت على وشك أن تدمع من شدة الفرح و ابتسامة صغيرة انشقت على وجنتيها و قهقهات هادئة بدأت تعلو شيئاً فشيئاً و أياديها التي بدأت تجسد ما تشعر به من فرح أو حزن تموضعت على أذنيها التي يغطيها شعرها الطويل الذي بدأت تشد عليه بقوة حتى وصلت لمرحلة مخيفة من الضحك الهستيري مما جعل من الآخر قلقاً و أنبتَ الفزع بقلبه الذي كان يرفرف بالسعادة للتو،كانت تضحك بقوة لكنها كانت غير طبيعية و كأنهُ جُنَّ جنونها،لكن دقائق حتى بدأ هذا الضحك الهستيري يتحول إلى دموع مالحة تهطل من غيومها المتورّدة و التي بللت رموشها الملتفّة و أزالت صوت الفرح صانعة منه كهف من الألم و صدى من الجروح التي ظهرت بعد جهشات عالية استولت على مسامع من يقابلها،فذلك الانفصام جعله يهلع من حالها الغير مستقرة و ووجعها الملموس ليردف بكلمات متقطعة
تاي:سا..سايوري..ما..ما..ذا هناك..لما البكاء؟!
غطت وجهها بيديها و استمرت بالبكاء دون رد،ليقترب منها بغية بث الهدوء و الطمأنينة في قلبها محتضناً إياها بذراعيه الطويلة التي احتوتها بأكملها لكن ذلك الحضن لم يخفف عنها بل زادها ألماً و حسرة و شهقاتها المتتالية بدأت بالعلو أكثر
أحكمت الامساك على ياقة قميصه الذي تبلل من دموعها تشده نحوها و كأنه سيرحل و يتركها و رأسها كان متركزاً في تجويف رقبته بينما هو كان يحاول كبح أحاسيسه يردد تلك الكلمات بهدف التخفيف عنها
تاي:لا بأس..هذا سيمر..كوني قوية..لقد اقتربنا من القمة..لا تحزني و لا تبكي فهم يريدون رؤية ضعفك.
رويداً رويداً حتى بدأت تهدأ و عادت ترتب أفكارها و تعيد بناء نفسها المحطمة لتنتهي بعد تعب حلَّ عليها مغلقة جفنيها بثقل
ليقودها نحو غرفتها معطياً إياها أجواءً هادئة و مظلمة لصنع كل ما هو مريح لتلك التي انهكها الزمان و دمرتها الحياة حتى تغط بنومٍ عميق على فراشها الاسفنجيّ المريح.
خرج من عندها و قلبه كان يتقطع حزناً عليها و دماغه يتلاشى من شدة الأفكار التي تجول فيه،وضع يده على رأسه يتنهد بثقل يفكر في حالها ليقرر الاتصال بالطبيب لربما قد يساعده هذا الأمر في شيء،و ها هو الآن واقفٌ أمام باب غرفتها ينتظر من الطبيب أن ينتهي من فحصها ليسمعه أخبارها و يدعو في داخله أن تكون أخباراً سارَّةً لمسامعه.
خرج الطبيب من الغرفة و كانت ملامحه مبشرة هذه المرة للآخر ليسأله بسرعة عن وضعها فأجابه
الطبيب:في الواقع هناك تغير ملحوظ هي أفضل من آخر مرة رأيتها فيها أعتقد أنها قد تتحدث في بعض الأحيان لكنها ستبقى على وضعها هذا لمدة من الوقت،أيضاً يجب أن تعتني بها أكثر و تغذيها جيداً فيبدو أن جسدها كان يتآكل بسبب الضغوطات و تلك المشاكل النفسية لذلك كثف من اعتناءك بها و أتمنى لها الشفاء العاجل.
أنهى كلامه بانحناءة بسيطة ليغادر تاركاً ابتسامة سعيدة على وجه الآخر فأخيراً هي قد بدأت بالتقدم ليدخل إليها و وجد أنها مازالت نائمة فتقدم جالساً أمامها على الأرض ممسكاً بيدها و ابتسامة خفيفة على ثغره ليردف بهمس
تاي:سأعيدكِ كما كنتِ و أفضل سأعيد كل شيء إلى ما كان عليه فقط انتظري و ثقي بي
أنهى كلامه طابعاً قبلة خفيفة على يدها لينهض خارجاً من الغرفة و من المنزل بكامله أيضاً ذاهباً نحو المجهول.
بعد مرور ثلاث ساعات و قد حل المساء بدأت تلك النائمة بفتح عينيها تدريجياً ليقابلها الظلام من حولها لتتسائل في نفسها عن كم المدة التي بقيت فيها نائمة فنهضت خارجة من الغرفة تنظر حولها لربما تقابله لكنه غير موجود مما جعلها تستغرب فبحثت عنه في جميع الغرف لكن لا يوجد له أثر،قاطع تساؤلاتها صوت فتح الباب لتذهب راكضة نحوه فقابلها وجهه الذي تفاجأ من رؤيتها أمامه و ما جعله يتفاجأ أكثر هو نطقها باسمه تسأله بهدوء
سايوري:تايهيونغ أين كنت؟!!
أزال معالم تفاجؤه ليغيرها بأخرى متوترة لاحظتها الأخرى،وضع يده خلف رقبته يردف بتوتر
تاي:ك..كنتُ....
يتبع

ذَهَبُ الشَّمسِ الدَمَويِّ||𝗧𝗵𝗲 𝗕𝗹𝗼𝗼𝗱𝘆 𝗦𝘂𝗻 𝗚𝗼𝗹𝗱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن