حملت بسنت حقائبها وأغلقت شقتها ثم ذهبت مسرعة إلي المطار وما أن قال طيار الطائرة يرجي ربط الأحزمة فنحن علي وشك الإقلاع إلا وقد شعرت بأنها أخيراً ذاهبة إلي وجهة جديدة تاركة فوضي وضجيج الماضي أجمع خلفها متجهة إلي المجهول إلي حيث لا تعلم بعد ماذا ينتظرها ولكنه بالتأكيد شيء جيد جديد ورائع وغير مألوف بعد أصدقاء جدد أحباء جدد جيران سيكتشف أحدهم الآخر وربما يحالفها الحظ تلك المرة وتجد شغفها للحياة مرة أخري بعد كل ما فقدت نظرت بسنت إلي مجلة يتصفحها شخص ما بجانبها لفت نظرها رؤية البرج المائل في الغلاف نعم إنه هو أعتقد أنه غريب بعض الشيء ماذا كان يجول بذهن المصمم عندما قام برسمه وهندسته هل ثقل عليه الحمل فأفرغ محتواه في ورقة أم أن هناك شيء أخر آمن به , نعم لابد أنه شيء آخر أعلم أن كل منا يفسر الأمور أمامه وفقاً لرؤيته الداخلية ولكن لابد أن أدخل عقل أحدهم وأدور بداخله لأفهم كيفية تفكيره أو ربما .. قاطعت حبل أفكارها المضيفة عندما قالت لي : أترغبين بأمر ما , أين شرد ذهني قبل سؤالها ..
وصلت بسنت إلي وجهتها في المدينة ثم أتصل بها مكتب التحقيقات للقدوم إلي العمل في الغد لأن هنالك العديد من القضايا التي من المنتظر التحقيق بها ...
في صباح اليوم التالي ذهبت بسنت إلي مكتب التحقيقات وتحدثت مع المدير :
المدير : دلوقت يا بسنت أنا اخترت ليكي فريق عمل جديد بعد ما قريت السي في بتاعك اعتقد إن أفضل فريق عمل عندي هو اللي اخترته ليكي ..
بسنت : طيب يا فندم دلوقت المفروض إني هروح استقبلهم في المكتب وأتعرف عليهم
المدير : أيوة وياريت يكون ده سريعاً لان عندنا شغل كتير أوراق القضايا هتكون موجودة علي مكتبك بالتوفيق
ذهبت بسنت إلي مكتبها وهناك التقت بفريق عملها الجديد
بسنت : أهلا يا جماعة , أنا بسنت المحققة الجديدة معاكم هنا وأتمني نكون فريق متماسك ومميز
يوسف : أهلا يا بسنت , أنا يوسف , ودي شمس , وقائد الفريق مروان ..
مروان : تشرفنا بيكي يا بسنت , تقدري تظبطي مكتبك وتفطري قدامك نص ساعة عشان نتحرك ونحقق في أول قضية ليكي معانا
بسنت : فطرت في البيت يا فندم ومستعدة حالاً إني أروح معاكم ..
ذهب الفريق إلي المنزل الذي حدثت به الجريمة لإيجاد أدلة تفيد التحقيق , عندما دخلوا المنزل كان المنزل حوائطه مطلية باللون الأصفر الفاتح الأرضية من الخشب , الأثاث بسيط ومرتب يبدو كأنه لم يحدث أي شجار في هذا المنزل وقت وقوع الجريمة حيث أن لا أثار لكسر أو تمزيق أثاث المنزل , أتجه الفريق إلي الغرفة التي حدثت بها الجريمة نعم هذا سرير المجني عليه ويتدلي من السقف في نهاية السرير حبل علي هيئة مشنقة وأسفل السرير هنالك سجادة وهنالك في نهاية الغرفة كرسي يبدو كأنه لا ينتمي لأثاث الغرفة ولكنه وضع هناك ..
يوسف : الموضوع بسيط الأمر وما فيه إن دي جريمة انتحار , والمشهد كالآتي , صحي الصبح من النوم قام مشي للمطبخ جاب الحبل وربطه في السقف وانتحر ..
مروان : متتسرعش يا يوسف ممكن يكون القاتل عشان يخفي أثار جريمته حول الجريمة لانتحار
بسنت : اشك في انه انتحار , اعتقد إن دي جريمة قتل , الأسباب إن الكرسي ده مش مكانه ومش ماشي خالص مع أثاث الغرفة , وباقي أثاث البيت منظم بطريقة تأكد كلامي وإن الشخص اللي حط الكرسي ده هنا مش القتيل , ده القاتل وواضح أنه مكنش عنده وقت يرجع الكرسي لمكانه الأصلي وركنه هنا ..
شمس : ممتاز , في الحالة دي يبقي الكرسي استعمله القاتل عشان يرفع الجثة ويحطها علي حبل المشنقة , عشان تبان إنها جريمة انتحار مش قتل ..
مروان : تفسير منطقي في الحالة دي هنلاقي أكيد آثار لحاجة تحت السجادة اللي تحت السرير
يقوم يوسف برفع السجادة فلا يجدون أي أثر لشيء ما ..
يوسف : وهنا ده أكد كلامي إنه انتحار مش قتل .. مفيش أي أثر تحت السجادة إن الكرسي أتحرك من مكانه عشان يرفعوا الجثة .. لكن هنلاقي أثر علي ألواح السرير دليل انه انتحر , وكمان الطب الشرعي بيأكد إن القتيل أتوفي بالشنق والاختناق وفي الحالة دي مينفعش نثبت انه جريمة ..
يرفع يوسف مرتبة السرير وينظر إلي الألواح التي تؤيد وجهة نظره أن القتيل حقاً قام بالانتحار ..
بسنت : في حاجة ناقصة أنا مقتنعة ومتأكدة إنها جريمة قتل
يوسف : وأنا متأكد إنه انتحار ..
مروان : الفيصل إننا نشوف الشهود قالوا إيه
شمس : تمام يا فندم , هنقسم نفسنا , بسنت هتتكلم مع مرات القتيل , يوسف هيتكلم مع صديق القتيل المقرب , وأنا هسأل زملاء القتيل في شغله وهنجهز التقرير ونبعته لحضرتك يا فندم في ظرف يومين ..
مروان : اتفقنا , وأنا هراجع المعلومات اللي وصلت عندي عن القتيل ..
جلست شمس مع زملاء القتيل في العمل وبدأت الحديث معهم والذي انتهي إلي أنهم جمعياً أيدوا أن القتيل لا يمكن أن يكون أقدم علي الانتحار كونه يحب الحياة ويحب الضحك وكثيراً ما كان يفعل ذلك في أوقات العمل يلقي النكات لزملائه .. وكذلك الحال مع بسنت عندما جلست مع زوجة القتيل التي أيدت انتحاره كونه كان يعاني من الضغط النفسي في الأوقات القليلة الماضية , ويوسف الذي تحدث إلي صديق القتيل وأيد وجهة نظر زوجة القتيل بأنه عاني مؤخراً من الضغط النفسي ولم يعلم سبب واضح لذلك وأنه وسط حديثه مع صديقه قال أنه سئم الحياة .. ثم عادوا جميعاً إلي مكتب التحقيقات للتحدث عما توصلوا إليه ..
يوسف : صاحب القتيل أكد إن القتيل مؤخراً كان بيعاني من ضغوط نفسية وبالتالي فكر كتير في الانتحار قبل ما ينتحر
بسنت : زوجة القتيل أكدت نفس الكلام ده ..
شمس : زملاء القتيل قالوا إنه كان شخص مش باين عليه أي عرض انه يقدم علي الانتحار وإنه بالعكس كان بيخطط إنه يسافر ويقضي اجازة حلوة في اليونان و أخد بالفعل التأشيرة وتواصل مع الفندق وحجز تذاكر الطيران
مروان : في اعتقادكم إحنا بنحقق في جريمة قتل ولا جريمة انتحار ...؟
أنت تقرأ
بسنت
Horrorسمعت بسنت ذاك الصوت من بعيد.. نعم انه يشبه صوت طفلها الراحل..!! ولكن كيف.. ؟! ذهبت لترى من هو..، فنظر لها يوسف بتمعن وقال لا تستجيبي للأصوات..، هذا الصوت ليس أبنك تعلمين ذلك يقيناً ما هو إلا...