ذهب الفريق إلي هناك ذلك المساء .. ثم أمراً ما حدث مع بسنت .. نظرت لهم جميعاً ثم قالت اتبعوني .. عندما تبعوها إلي هناك وجدوا باب صغير بأحد الحوائط فقاموا بفتحه وجدوا بداخله الجثة التي انتظروا إيجادها منذ البداية .. نعم إنها جثة تلك المرأة ليلي .. ويبدو أنها دخلت ذلك الجدار ثم قامت بنحر عنقها .. لهذا لم يجدوا لها أثر .. لقد كانت طوال تلك المدة في المنزل ..!! ولكن ما الذي دفعها لتقتل نفسها ..!! أو ربما أحد ما قتلها .. !!
هنا راودت بسنت رؤية أخري ..
وجدت بسنت تلك المرأة ليلي بعد أن زال غضبها وعادت إلي تلك الغرفة بعدما قامت بطرد صديقتها بعد شجارهم .. ابتسمت للطيف الذي يشبه طفلها وزوجها .. وقفت أمامهم .. أقترب منها هذا الطيف وضع يده علي وجهها ثم قال لها .. لماذا لا تأتي معنا .. أمسك الطيف الذي يشبه طفلها يدها وقام كلاهما بقيادتها إلي المطبخ ثم أخرجت سكين .. وذهبت إلي ذلك الباب بالحائط ودخلت هناك ثم جلست وجلسوا بجانبها ينتظرون أن تقوم بذلك .. وبالفعل قامت بنحر عنقها .. وهنا أختفي الطيفين وأختفي كل شيء ..
عادت بسنت لوعيها ثم ذهب مروان وشمس .. بينما انتظرت بسنت مع يوسف في منزل الجريمة كون الميعاد المنتظر لم يأت بعد ..
عندما أتي الوقت 02:02 .. تفاجئ يوسف وبسنت .. فقد تغير المنزل كلياً .. تغير إلي الحال التي كان عليها قبل ثلاثون عاماً مضت ..
بدأ كلاهما يتجولون في المنزل لمعرفة ما الذي يحدث .. لربما هنالك شيء ما مرتبط بهذا الأمر .. وجد يوسف لوحة كبيرة لرجل وامرأة ثم قام بالنداء علي بسنت لتري ..
يوسف : بسنت شوفي اللوحة دي ..!!
بسنت : تقريباً دول الناس اللي كانوا عايشين هنا من البداية ..
يوسف : بسنت ركزي في الصورة ..
بسنت : مش فاهمة ..
يوسف : الست اللي في الصورة دي شبهك جداً .. والراجل ده ..
بسنت : شبهك ..!
يوسف : غريب ..
بسنت : ممكن يكون تشابه مش أكتر ..
يوسف : شوفي التاريخ علي اللوحة من تحت ..
بسنت : نفس تاريخ جوازنا .. باختلاف السنة ..!!!!!!!!!
يوسف : غريب ..
بسنت : أنا مش فاهمة حاجة ..
طرق أحدهم الباب ..
بسنت : سمعت الصوت ده ..
يوسف : حد بيخبط علي الباب ..
بسنت : طيب هنعمل ايه ..!
يوسف : خليكي هنا وأنا هروح أفتح ..
بسنت : لا هاجي معاك طبعاً ..
عندما فتح كلاهما الباب لم يجدا أحداً .. أمراً غريب .. يزداد الأمر غرابة ..!
لنعود بالزمن ثلاثة وثلاثين عاماً ..
كان المنزل قيد الإنشاء .. دخل رجل يدعي السيد جوزيف .. قدم من بلاد بعيدة مع زوجته وقد قرر كلاهما الاستقرار هنا .. نظر جوزيف إلي الرسم الهندسي للمنزل وبدأ يتناقش مع المهندس ..
جوزيف : أنا عايز المنزل ده يكون مختلف عن أي منزل تاني ..
المهندس : أضيف ليك فيه غرف سرية ..
جوزيف : حلوة الفكرة دي .. وراعي في التصميم كمان إنه يكون مبهر في تفاصيله ..
المهندس : هعملك تحفة فنية هتنبهر بيها ..
بعد عامين كان المنزل قد تم إنشاءه بالكامل ونعم يبدو جميلاً ومختلفاً ..
دخل جوزيف مع زوجته إلي المنزل لكي يريها منزل أحلامهما بعد أن تم تنفيذه بالكامل .. أعجبها تفاصيله واختارت لكل ركن ديكوره الخاص بلمسات غربية وشرقية ومزيج بين عدة حضارات .. مضت الأيام في هذا المنزل وهم يعيشون بسعادة .. وفي يوم من الأيام في الساعة 02:02 .. طرق أحدهم باب المنزل ..
عندما قام جوزيف بفتح باب المنزل وجد شقيقه أمامه .. نعم لقد كان لجوزيف شقيق وكان دائم الشجار معه وتلك الليلة كان شقيقه غاضباً ما دفعه إلي الحديث مع جوزيف بصوت مرتفع أدي إلي شجار .. الشجار تطور وأدي إلي دفع شقيق جوزيف له إلي الحائط .. كان في ذلك الحائط سن مدبب يكمل ديكور المدفأة .. اخترق ذاك السن جسد جوزيف فوقع علي الأرض وبدأ يفقد دمه .. توتر شقيقه مما رأي ثم هرب .. عادت زوجة جوزيف من المطبخ وهي تحمل المشروبات لكنها صارت في حالة هلع عندما رأت زوجها ممد علي الأرض والدماء حوله .. جلست بجانبه وكان لم يفقد وعيه بعد .. قال لها عليها أن تفعل أمراً ما وأن تنصت لكل ما يقول وتقوم بتنفيذه ...
عندما عاد شقيقه إلي المنزل مرة أخري بعد أن هدأت أعصابه وجد زوجة جوزيف لكن لم يجد جوزيف .. وعندما سألها ماذا حدث له .. أجابت بأنها لا تعلم وبأن عليه المغادرة الآن .. لكنه لم يكن ليغادر قبل أن يفهم أين أخيه .. ولأنه كان يعلم بأنها لم تكن لتخبره قام بالشجار معها أيضاً ثم أمسك بيدها وقال لها ستخبرين بكل شيء الآن .. لكنها ظلت صامتة كما طلب جوزيف منها .. ولأن ذلك الشقيق لم يكن يتمالك أعصابه ما دفعه لتكرار الأمر ودفع بها إلي الأرض .. لم يكن يعلم بأنها تحمل طفلاً فإذا بأنها تنزف والنزيف لا يتوقف .. لم يعلم ما عليه فعله فأسرع بطلب سيارة الإسعاف لكي تأتي وتنقذها ليعلم منها مكان أخيه .. ولكن دون جدوى فقد لقيت مصرعها بينما هي في الطريق إلي المستشفي .. ولم يعلم أين أخيه وبالتالي ذهب المنزل إليه ولكنه خشي البقاء به بعد ما حدث فأسرع بالتخلص منه وبيعه لأحد الأشخاص المحليين وغادر البلاد ..
نعود إلي يوسف وبسنت .. نعم بعد أن وجدوا أن الباب الذي طرق لا أحد خلفه .. لم يعلموا ماذا عليهم أن يفعلوا .. في كل الأحوال بعد مضي ساعة من الميعاد المنتظر .. عاد المنزل لهيئته الطبيعية .. وبقي التساؤل لماذا تحول في ذلك الوقت تحديداً ولماذا عاد لهيئته الطبيعية .. هل يريد المنزل إخبارهم بشيء يجهلانه ..!!
عادا إلي منزلهما وفي الصباح التالي أراد مروان إغلاق القضية فقد تم جمع كافة الأدلة .. ولكن شمس اعترضت وقالت لننتظر قليلاً فقط ونتمهل فهي تشعر بأن شيء ما لا يزال لم يكتشف في ذلك المنزل ..
عندما عادت شمس إلي منزلها جاءت إليها رؤية ما في منامها أرشدتها إلي مكان ما بالمنزل عليها أن تذهب إليه وتم إعطاءها وصف دقيق لهذا المكان .. عندها اجتمع الفريق وذهبوا إلي المنزل وتحديداً إلي المطبخ وفي ذلك المطبخ يوجد مكان ما مخفي يوجد بداخله قبو .. نزل الجميع إلي ذلك القبو وهناك وجدوا جثة أخيرة .. نعم إنها جثة جوزيف .. في وقت سابق طلب جوزيف من زوجته أن تخبئ جثته فلا يعثر عليها وأتفق معاها علي أن تمتلك الشجاعة لتفعل ذلك وقد فعلت .. ثم أخبرها بكتمان الأمر وأن لا يتم الإفصاح عنه وقد فعلت .. لكنه لم يعلم أنها ستفارق الحياة في هذا اليوم أيضاً .. بعد اكتشاف الجثة نظرت بسنت إلي يوسف وأمسكت بيده وقالت ..
بسنت : ده اللي كان المنزل بيحاول يوصله لينا في البداية .. كل اللي أنا شوفته مكنتش رؤية دي كانت أمور حصلت وشوفتها وأنا موجودة هنا .. خوفك من إنك متقدرش تحميني هو اللي كان بيسبب ليك كوابيس عشان يفكرك بإن فعلا ده اللي حصل في اعتقادك ..
يوسف : الطفل اللي مات مكنش ابنك كان ابن ليلي .. انتي من كتر مراقبتك لحياتها تخيلتي إن دي حياتك .. لكن حياتنا انتهت في البيت ده من 30 سنة فاتوا ..
بسنت : عشان كده البيت سمح لينا باكتشافه .. لأنه من البداية كنا متواجدين فيه .. من البداية كان بيتنا ..!
يوسف : تفتكري شمس ومروان شيفينا أو بيتواصلوا معانا ولا كنا متخيلين ده بردو ..
بسنت : كل اللي أعرفه أن احنا كنا تايهين وفيه أمور مش كاملة .. وهما كانوا سبب في اننا نفهم حقيقة وجودنا .. سواء هما حسوا بوجودنا أو لا .. هما بطريقة أو بأخرى ساعدونا ..
غادر مروان وشمس المنزل وأرسلوا ما تبقي من الجثة للطب الشرعي .. نظرت شمس مرة أخيرة إلي هذا المنزل وتحديداً إلي الشرفة التي تقف بها بسنت وكأن كلاهما يري الأخر ولكن في الحقيقة بسنت وحدها من تري شمس ورغم هذا ابتسم كلاهما للأخر ومضي كل منهم في سبيله ..
![](https://img.wattpad.com/cover/272431364-288-k641075.jpg)
أنت تقرأ
بسنت
Horrorسمعت بسنت ذاك الصوت من بعيد.. نعم انه يشبه صوت طفلها الراحل..!! ولكن كيف.. ؟! ذهبت لترى من هو..، فنظر لها يوسف بتمعن وقال لا تستجيبي للأصوات..، هذا الصوت ليس أبنك تعلمين ذلك يقيناً ما هو إلا...