في هذا اليوم , خرجت بسنت من العمل وكانت متجهة إلي سيارتها للذهاب إلي منزلها , وبينما هي تسير في الطريق سمعت صوت مؤذن في مسجد ما , ما دفعها للذهاب إلي المسجد للحديث مع الشيخ في بضعة أمور تحدث معها ..
دخلت بسنت المسجد ثم جلست في مقابل الشيخ في المسجد وبدأت تتحدث معه ..
بسنت : أنا بتحصل معايا حاجات غريبة جداً يا شيخ ..
الشيخ : أحكي يا بنتي سامعك ..
بسنت : أبني , أتوفي من سنتين وهو عنده 5 سنوات , دلوقت طول الوقت بشوفه وبسمعه .. وبيطلب مني ...
الشيخ : بيطلب منك أيه ؟
بسنت : عايزني أكون معاه , والطريقة الوحيدة لكده , هي إني أستغفر الله , أنتحر ..
الشيخ : عارفة الفرق بين الشيطان والروح يا بنتي أيه ..؟!
بسنت : لا ..
الشيخ : الروح في دار الحق , منع من عليها كل سوء الدنيا من كذب ونفاق في الحديث .. مستحيل تكون روح ابنك اللي بتظهر ليكي وتطلب منك ما يغضب الله .. ناهيك عن كون ابنك بيحبك مستحيل حد بيحب حد هيأذيه ..
بسنت : يعني اللي بيظهر ليا وبيكلمني ده شيطان ..!!
الشيخ : الشيطان رغم ضعفه , إلا إنه ليه أسلوبه في دخول خلجات النفس , ومن أبوابه الحزن , يفتح ليكي باب الإحساس بالذنب عشان ترجعي تفكري في اللي فات , وإزاي مقدرتيش تعملي حاجة في وقتها , ومفيش عنده حاجة أحسن من حزن المؤمن عشان يكون فريسة سهلة يوصل من خلالها لغايته , وده بيقع عنده في المرتبة التانية بعد التفريق بين الزوجين اللي بتكون من أهدافه في المقام الأول ..
بسنت : والحل يا شيخ , هتأكد إزاي ..!
الشيخ : إذا مواظبة علي الصلاة والقرآن مفيش عليكي خوف , إلزمي فقط التحصين بذكر أذكار الصباح والمساء والمعوذات ..
بسنت : وإذا مش مواظبة ؟
الشيخ : ابدأي واظبي علي العبادات , ربنا يحفظك من كل شر يا بنتي ..
بسنت : أعمل أيه عشان أتأكد إن اللي هيجيلي النهاردة روح ابني ولا شيطان ..؟
الشيخ : أقرأي سورة البقرة , إذا شيطان مش هيقدر يدخل بيتك ولا يجيلك النهاردة ..
بسنت : شكراً يا شيخ ..
الشيخ : العفو يا بنتي , وتذكري .. كيد الشيطان ضعيف .. وليس له سلطان علي عباد الله
غادرت بسنت المسجد وأتجهت إلي منزلها وفعلت ما طلبه منها الشيخ وبالفعل لم يحدث أن أتي لها في تلك الليلة أي ما كان يأتي كل ليلة , وهذا الأمر دفعها لمعرفة ما عليها فعله في منزل الضحية لاكتشاف الأدلة ..
في صباح اليوم التالي ذهبت بسنت إلي العمل وكانت أفضل , لقد حظيت بليلة نوم جيدة , ثم اقترحت علي فريق العمل لديها الأمر الذي تتوقع أن يجدي نفعاً في منزل الضحية ..
استجاب فريق العمل لفكرة بسنت ثم ذهبوا جميعاً إلي هناك ...
بسنت : احنا محتاجين نطهر البيت الأول من الشياطين أو أي يكون اللي موجود , عشان نقدر نلاقي أدلة تفيدنا أكتر ..
يوسف : طيب هنطهر البيت إزاي أو هنقرأ في كل غرفة فيه ولا في مكان واحد ولا هنعمل أيه ..
شمس : أعتقد إننا هناخد اليوم كله وإحنا بنشتغل في البيت هنا ..
مروان : دي القضية اللي بنشتغل عليها ومهما كانت الطريقة لازم نوصل لحل ليها حتي لو تطلب الأمر إننا نبات في المنزل ده لحد ما نلاقي كل الأدلة ..
مضت الساعات وهم يتلون القرآن في أرجاء المنزل ويقومون بتطهيره , بدأت الأمور تتحسن في هذا المنزل من ناحية الشعور لم يعدوا يشعرون بالاختناق الذي كان ملازم للمنزل في السابق ..
أمضي الفريق بعد ذلك البحث وقد وجدوا أدلة جديدة .. كانت من ضمن تلك الأدلة ملابس قديمة وتبدو مشابهة تماماً لملابس الأشخاص المتواجدون بالصور في ذلك الصندوق الذي تم اكتشافه مسبقاً.. وملفوفة ورق يشبه ورق البردي في هيئة كتاب حيث كانت كل لفافة تكمل التالية لها جميع الصفحات تحمل رسومات تشبه الرموز علي الخاتم وتبدو تلك الرسوم والكلمات الغير مفهومة وكأنها طقس ما ..
في صباح اليوم التالي في العمل تحدث يوسف إلي بسنت .. فقد مضي أسبوع وهي تتجنبه ولم تعطه جواباً علي سؤاله .. فقرر أن يتحدث معاها مرة أخري ..
يوسف : بسنت ..
بسنت : أيوة يا يوسف ..
يوسف : عايز أتكلم معاكي في موضوع يخصنا ..
بسنت : أنا فكرت ..
يوسف : وقررتي ايه ..؟
بسنت : موافقة ..
يوسف : بجد .. أنا مش مصدق انك وافقتي .. انا هكلم بابا وهجهز كل حاجة ..
بعد مضي عدة أيام علي زواجهما ..
ذهبت بسنت ويوسف إلي ذلك المنزل للبحث عن أدلة جديدة .. ثم عند باب المنزل نظرت بسنت ليوسف وكأنها تودعه .. ثم دفعت به إلي الأرض ودخلت إلي المنزل .. وقفت داخل المنزل ثم نظرت إلي يوسف والذي كان خارج المنزل .. ثم قالت ..
بسنت : ده الحل الوحيد متحاولش تنقذني يا يوسف ..
ثم لوحت بيدها فإذا باب المنزل أغلق من تلقاء نفسه .. ظل يوسف يحاول دفع الباب لكي يفتحه ولكن بلا جدوى .. ثم في نهاية المطاف قام الباب بالفتح من تلقاء نفسه .. ولكن بسنت لم تكن موجودة .. ظل يبحث عنها في المنزل دون أن يجدها , وهو ينادي بصوت مرتفع عليها ولكن لا تجيبه .. ظل ينادي ويرتفع صوته إلي أن استيقظ من نومه .. عندها أيقظ بسنت والتي لم تكن تدري أنه راوده كابوس أخر .. نعم إنه ذات الكابوس منذ أن تزوجها وهو يراه كل ليلة ويستيقظ في نفس التوقيت تقريباً كل ليلة في تمام الساعة 02:02 بمنتصف الليل .. لم تعلم بسنت بهذا الكابوس كونه لم يفصح لها من قبل .. وماذا عليه أن يقول أنه كل ليلة يري المنزل في المنام يحاول سرقة زوجته منه .. هل سيخفق ويخبرها بأنه لم يفي بوعده بحمايتها في منامه كل ليلة .. ولماذا ذات الوقت في كل مرة .. الكثير من الأمور تدور بذهن يوسف ولا يعلم سبباً لها .. نعم المنازل لا تسرق الأشخاص .. ولكن هنالك أمراً ما مستحوذ علي ذلك المنزل .. كيان ما لا يعلم ما هو ومن أين هو قادم ولكنه بالتأكيد مظلم للغاية ليترك المنزل بهذه الحالة من فوضي الطاقة السلبية بداخله ..
أنت تقرأ
بسنت
Horrorسمعت بسنت ذاك الصوت من بعيد.. نعم انه يشبه صوت طفلها الراحل..!! ولكن كيف.. ؟! ذهبت لترى من هو..، فنظر لها يوسف بتمعن وقال لا تستجيبي للأصوات..، هذا الصوت ليس أبنك تعلمين ذلك يقيناً ما هو إلا...