كما توقفنا مسبقاً عند تساؤل يوسف عن حيز الغرفة أكملت بسنت الحديث ...
بسنت : طيب وهنلاقيه إزاي .. ؟!
يوسف : التصميم من برا بيقول إن فيه شباك هنا , الشباك فين مش موجود والغرفة مقفولة بالكامل إزاي وبرا فيه شباك ..
بسنت : هيكون في حيطة منهم يعني خدعة ومش حقيقية ..
تقوم بسنت بوضع يدها علي أحد الحوائط وبالتالي تشعر بأنه ليس بحائط كامل بل إنه حائط مزيف وأندفع إلي الداخل عندما وضعت يدها عليه وهذا يثبت صحة قول يوسف ..
يوسف : زي ما أنتي , متتحركيش , إحنا عايزين نحرك الحيطة لبرا , مش تدخل لجوا ..
بسنت : طيب إحنا كده محتاجين أدوات نهد بيها الحيطة دي ..
يوسف : خليكي هنا هنزل أشوف أدوات وأجيلك ..
بسنت : تمام ..
عندما يغادر يوسف تظل بسنت في الغرفة , ثم تبدأ تسمع همساً يشبه صوت طفلها المتوفي نيسان وهو يقول أمي .. هذا جعل بسنت مضطربة قليلاً لماذا تسمع صوت طفلها الآن .. وفي هذا المكان تحديداً ..!!
عاد يوسف ومعه الأدوات وأزال الفريق الحائط المزيف , وبالفعل كان خلفه بقية الغرفة وبعض الأمور التي تصلح أن تكون أدلة , كتب قديمة ومذكرات للمرأة التي توفت , وبعض الأدوات الأخرى , وبالفعل كان هنالك نافذة ولكنها مغلقة ..
عادوا جميعاً إلي مقر العمل لفحص الأدلة ..
بسنت : كل الأدلة اللي جمعناها رموز وحاجات مش مفهومة ..!
يوسف : بسنت .. الوقت اللي نزلت فيه عشان أجيب الأدوات , من وقتها وانتي متغيرة فيه حاجة حصلت معاكي ومش فاهمها , حابة تحكي ..؟!
بسنت : أنا محتاجة بس فترة عشان أستوعب اللي حصل هناك ..
يوسف : من رأيي أنك تقومي تروحي , وبكرا نكمل فحص الأدلة ..
بسنت : تمام فعلا محتاجة لكده ..
تعود بسنت إلي المنزل , ثم تسمع مجدداً ذاك الصوت المألوف الذي يناديها بأمي , نعم صوت ابنها نيسان ولكنه رحل هل هي أصوات مخزنة في ذاكرتها وبدأت تتردد في مسمعها كونها تفكر كثيراً به , أم انه شيء أخر , ولكن لماذا الآن هذا ما يجول بالذهن لماذا هذه الأصوات الآن تبدو جلية وواضحة وكأنه حقاً يريد التواصل معاها .. ظل ذهنها مشغول وهي تفكر ماذا عليها أن تفعل , ثم أخرجت ألبوم محتفظة به لها هي وطفلها وظلت طوال الليل تتأمل صوره وتحادثها .. نعم هنالك أمور لا تنتهي حتى بالموت .. تظل تسكن الذاكرة والقلب إلي أن يحين الوقت ...في صباح اليوم التالي ذهبت بسنت إلي العمل ثم ذهبت لاحتساء القهوة في كافيتريا مركز التحقيقات .. وهناك وجدت أحد أعضاء الفريق القديم الذي عمل علي القضية ذات الملف الأسود قبلهم ..
بسنت : بعد أذنك , محققة ندي صح ؟
ندي : سمعت عنك , انتي بسنت المحققة الجديدة , الأول مبروك علي أول قضية تحقيق تنجزوها في وقت مثالي , أعتقد أنكم الفريق الجديد اللي هينافسنا علي اللقب الشهر ده ..
بسنت : شكراً , بس أنا عايزة أسألك عن حاجة مهمة بخصوص الملف الأسود ..
ندي : الملف الأسود , أنتم بتشتغلوا علي القضية دي ..؟!!
بسنت : بصراحة , إحنا بدأنا التحقيق فيها وكنت عايزة أسألك بما أن فريقك أشتغل علي القضية دي قبلنا , البيت ..
قاطعتها ندي قائلة ..
ندي : لا ثواني فيه سوء تفاهم , إحنا فعلا أخدنا القضية لكن مشتغلناش عليها , وسبناها وأشتغلنا علي قضية تانية , مفيش فريق هيقبل يشتغل علي القضية دي بعد اللي حصل لفريق بهجت ..
بسنت : ممكن أسأل مين فريق بهجت ..؟! وإيه حصل ..!!
ندي : القضية دي عندنا هنا من كذا سنة , ولأن مفيش تحقيقات كافية فيها إضطرينا نسيبها , اسمها الملف الأسود لسبب , في البداية القضية دي جات لينا من 3 سنين فاتوا , فريق محمد بهجت أخد القضية دي وقام في التحقيق فيها , وبعدها بأسبوعين مات بهجت منتحر , وبعدها ع التوالي فريقه واحد ورا التاني ومن غير ما نفهم أيه السبب , أخدنا القضية وحطناها في ملف أسود , ومن يومها محدش أشتغل عليها ولا حد دخل البيت عشان يدور علي أدلة , لما أخدنا القضية دي الشهر اللي فات قررنا أنا وفريقي إننا نجمع معلومات عنها من بعيد لبعيد قدرنا نجمع معلومات لكن مدخلناش البيت وطبعاً المعلومات مكنتش كافية لعدم توافر أدلة , قررنا نسيب القضية ..
بسنت : لكن إحنا دخلنا البيت ..
وقفت ندي في حالة صدمة لدقائق ثم قالت ..
أنت تقرأ
بسنت
Terrorسمعت بسنت ذاك الصوت من بعيد.. نعم انه يشبه صوت طفلها الراحل..!! ولكن كيف.. ؟! ذهبت لترى من هو..، فنظر لها يوسف بتمعن وقال لا تستجيبي للأصوات..، هذا الصوت ليس أبنك تعلمين ذلك يقيناً ما هو إلا...