استكمالاً للحديث الذي دار مع يوسف .. اجابته بسنت ..
بسنت : من سنتين كنت أنا وجوزي وابني علي طريق سريع واللي حصل بعد كده إن العربية اتقلبت , كان المفروض أموت معاهم لكن أنا فوقت وهما فضلوا علي الفنت ( جهاز التنفس الاصطناعي ) كان عندي أمل يعيشوا .. تلات شهور وأنا منتظرة يقولولي أنهم فاقوا .. لكن .. كان ممكن منسافرش اليوم ده , كان لازم أرفض , كان لازم يكون عندي قرار ورأي .. كان لازم أحميهم .. أنا معرفتش أحمي عيلتي , ولا هعرف أحميك أو ابني عيلة معاك ..
يوسف : أنتي مش مطالبة تحميني .. بالعكس أنا اللي ملزم بده .. ومكنش في إيدك أبداً تمنعي أمر زي ده من إنه يحصل .. بسنت الحياة بتديلك فرصة تانية , لو قولتيلي إنك مش حاسة تجاهي بشيء أنا هقفل الموضوع ده تماماً ومش هفتحه تاني .. صارحيني ..
بسنت : أنا خايفة يا يوسف ..
يوسف : وده دوري إني أطمنك ..
بسنت : الوقت أخر وأنا لازم أروح .. عن اذنك يا يوسف ..
يوسف : فكري .. وهستني منك رد ..
في مساء هذا اليوم كانت بسنت تمشط شعرها فإذا بإنعكاس ما علي المرأة أمامها لامرأة ترتدي اللون الأبيض وتبدو بشرتها شاحبة وشعرها أسود وقصير , وجهها لم يكن يحمل أي ملامح لتعلم من هي أو ربما تلك التفاصيل لم تكن ظاهرة في ذلك الإنعكاس ..
عندما أدارت بسنت وجهها لتري ماذا يحدث لم تجد شيء مما أصابها بالذعر .. وكان ذاك الحال معاها للثلاث أيام التالية ..
تلك المرأة لا تزال تظهر وتختفي عندما تحاول بسنت إيجادها ..
بعد مضي أسبوع علي التحقيق في هذه القضية , أصبحت بسنت تستمع إلي صوت طفلها يناديها باستمرار ( أمي ..!! )
في العمل بدت بسنت شاحبة البشرة وأسفل عينيها داكنة كأنها لم تنم منذ مدة مما دفع شمس إلي سؤال بسنت ..
شمس : بسنت أنتي كويسة ..؟ تحت عنيكي اسود ..؟ وبشرتك مجهدة ؟؟ في ايه بيحصل معاكي ..؟!
بسنت : بقالي أسبوع مش بنام يا شمس .. مش عارفة ايه بيحصل معايا بالظبط ..
شمس : طيب أحكيلي ..
بسنت : أبني , بقيت بسمع صوته باستمرار , بيناديني , وبيطلب مني إني أكون معاه ..!!
شمس : تكوني معاه إزاي ..!!
بسنت : أنا تعبانة ومش قادرة أحكي ..
شمس : بسنت .. أنتي بتصلي ..؟
بسنت : ايه علاقة ده بكلامي ..!!
شمس : السؤال جيه علي بالي بس ..
بسنت : للأسف الفترة دي مش مواظبة علي الصلاة ..
شمس : حاولي انتظمي , يمكن الأمور دي تقل معاكي ..
بسنت : أمور ايه ..!!
شمس : أنتي مش مركزة معايا يا بسنت , واضح أن تفكيرك مشغول ..
بسنت : فعلاً تفكيري مشغول بأمور كتير وعايزة أفهم ..
شمس : أحذري من اللي بتتمنيه ..!!
بسنت : لا ده اللي بتمناه فعلاً , عايزة أفهم أيه حصل للضحية وليه كمية الرموز دي , وإيه علاقة ابني بكل اللي بيحصل ليه أسمع صوته دلوقت , وايه اللي بيحصل في البيت ده بالظبط ..!
شمس : إحنا بنجمع الأدلة وهنشوف الأمور هترسي علي ايه ..
أنت تقرأ
بسنت
Terrorسمعت بسنت ذاك الصوت من بعيد.. نعم انه يشبه صوت طفلها الراحل..!! ولكن كيف.. ؟! ذهبت لترى من هو..، فنظر لها يوسف بتمعن وقال لا تستجيبي للأصوات..، هذا الصوت ليس أبنك تعلمين ذلك يقيناً ما هو إلا...