تحذير البارت منحرف للكبار فقط +18
بارت ٣٥ (العشق فوق كل شيئ)
كان ياز قد وصل الى تلك المقبرة البعيدة عن انظار الجميع....في مكان أشبه بالموت يعمه السكون والظلام رغم النهار وضوء الشمس الساطع....المكان هادئ كالجحيم لا يوجد به أحد غير الاموات تحت التراب...يكاد ان يسمع صوت العصافير التي تغرد في الاشجار. والماء التي تجري في النهر القريب من ذلك المكان من كثر سكونه....نزل ياز من سيارته واضعا تلك النظارة التي تحجب حزن عينيه ودمعته كلما ذهب لهناك....لم يتخيل يوما انه سيأتي لوداعهم فترة طويلة فهو اعتاد على زيارتهم بين حين وحين
بعد أن خرج من الاحداثية التي كان يتعالج منها....ومنذ ذلك اليوم اصبح هذا المكان سلوانه الوحيد...يأتي ويخرج كل ألمه لانه يعلم ان امه واخاه كانا يسمعانه ويشعران به رغم غيابهما..... وضع
وردة حمراء على قبر كل واحد منهم وجلس على حافة قبر أمه متحسسا ترابه...ضغط بيده بقوة ساحبا حفنة من التراب بين اصابعه لتتلاشى غباره بين طيات اصابعه العريضة وتقع مجددا مكانها... صمت طويلا ولم يكن قادرا على الكلام...استمد قوته من السماء رافعا رأسه كي يبدأ بحديثه مع أمه....اعتاد ان يخبرها كل ما حدث سابقا ولكن هذه المرة كلامه سيختلف كثيرا...+"إشتقت إليك كثيرا ولا أمل عن شوقي أبدا لك ولأخي...حاولت الاجتماع بكم ولو للحظات ولكني فشلت وعوضا عن إيجاد السلام في روحي وجدت المعاناة الاكبر....معاناة فراقي....أبي سلخني عنكما في الماضي واليوم اتى الحب ليبعدني....'
شد يده بقوة على التراب منزلا رأسه لتخرج دمعة ساخنة على خده... ابتسم باستهزاء تاركا المجال لدمعه ان يسقط اكثر ليبلل خده الناعم..ثم قال....
"أجل يا أمي ذلك الحب الذي أتيت قبل 3 سنوات وأخبرتك عنه...هو نفس الحب الذي قررت ان اتخلى عنه...ليس لانني أريد ذلك ولكن لاني مجبور...لانني متعب ومرهق....لا أريد ان اكون مثل أبي ولا اريد لحب حياتي ان تعيش الالم الذي عشته أنت ولا النهاية نفسها لذلك قررت الرحيل...فعلت أمور كثيرة فظيعة بحقها لذلك لن تسامحني يوما...رغم انني أكيد انها تحبني ولكن الحب وحده لا يكفي....نحتاج للثقة والراحة والطمأنينة وهي لن تجد أي واحدة معي...لم اعطها الثقة حين خنتها مرات عديدة سابقا ولم اعطها الامان حين اغتصبتها ولم اوفر لها الطمأنينة حين اشعرتها انها اسوء امرأة في الكون....ابنك أحب وعشق ولكنه لم يستحق ذلك الحب يوما....انا لن استطيع مسامحة نفسي فكيف هي ستسامحني وتنسي؟"
وضع كلتا يديه على وجهه وبكى فعلا بكى كطفل صغير يشكي همه لامه...مدد صدره على التراب موجها جسده نحو حجر القبر ذات تاريخ الوفاة وقال....
'كم اريد ان ارتمي بحضنك الان لتلعبي بشعري كما كنت تفعلين حين كنت صغيرا وحائرا....كم اتمنى عناق واحد تنسيني انني تائه في بحر الالم...أمي لم اعش معك حياة طفولية ولم اجلب لك الا القهر والموت...بعد ذلك اليوم لم اتجرأ على طلب السماح ولكني اليوم في حضن ترابك أبكي واتوسل ان تسامحيني أنت ومصطفى....لم تغيبا عن رأسي يوما واحدا ولن تغيبا ستبقيان في هذا القلب الى ان يتوقف عن عمله...الى ان تغمض عيناي تلك....سأعود قريبا لن اغيب كثيرا عنكما..سأعود يا امي
لتفتخري بي كرجل ناضج يشبه نفسه رجلا يفكر بالاخرين قبل ان يفكر بنفسه....رجلا يستحق الحب والتقدير....هل أخاف؟ اجل خوفي الوحيد ان اعود ولا اجد هازان تنتظرني...ان ارجع الى غرفتها ولا اجدها هناك...اخاف ان تنساني او تكرهني ولكن اذا في ذلك سعادتها فأنا سأدعس على خوفي هذا..'
أنت تقرأ
جحيمي الابدي
Romansaقصة لمحبي الرومانسية والاثاره والتشويق بعرف انكم اشتقتم اليها عشان هيك رح ارجع نزلها اتمنى تعجبكم