العمر ليلى

الفصل السادس عشر :ثوب الزفاف

جلست فاتن على احد طاولات المطعم الفاخر تنظر من النافدة الزجاجية الي أمواج البحر الهائج تتلاطم حول جدارن مطعم المأكولات البحرية وتستمع الي عزف الموسيقى التي تعشقها تصدر من البيانو الأسود اللامع خلفها بعدة طاولات تفكر بهدوء ببعض ذكرياتها الجميلة والتعيسة تسترجع ايام شبابها المتهور عندما كانت فتاة جميلة في العشرين من عمرها بدأت تعليم الموسيقى كونها متفوقه كانت تعطي الدروس للأطفال الصغار الراغبين في تعلم العزف بشغف في مدرسة الحي الصغيرة عزفت بشغف وحب وكان جهاد يمر كل يوم من أمام المدرسة لرؤيتها وأحيانا يجلس في الحديقة ليستمع إليها وقتها كان شاب لطيف ووسيم في الخامسة والعشرين قد تخرج حديثا من كليه الفنون وبدأ الدراسة العليا ليصبح استاذ جامعي اللقاء الأول لايخرج من رأسها ابدا كلماته الرقيقه "تعلمين العزف لكسب العيش؟"

-لست بحاجة للمال انا ادرس الموسيقي

-إذا تتدربين لأنك طالبة

-لاحاجة طالما كنت متفوقة وموهوبة

-أراهن انك تفعلين الخير لمساعدة المساكين الصغار هنا

-انا فقد اعشق الموسيقى اكون سعيدة لنقلها لجيل جديد لايمكنك ان تفهم

-لما لا تشرحي لي؟

-والدتي كانت عازفة كمان وقد تربيت على أنغام الموسيقى تعلمت في عمر العاشرة وقد أصبح الأمر شغف بالنسبة لي

-شغف!! أحببت واقع الكلمة

-عفوا منك مالذي تفعله هنا هل انت والد احد الأطفال؟

-لا انا مجرد شخص بائس يمر بالحي الفقير ليبحث عن شغف بالحياة

انصرف بسرعة وقتها دون أن تعلم من يكون ولم يأتي لسماع دروسها مرة أخرى لقائهم الثاني كان في احد المحاضرات التي كلف ليكون معيدا بها كانت تجلس على مدرجات الطلبة تمسك بالكمان ودخل الشاب الوسيم لايحمل شيئ في يده وقف على اللوح وكتب كلمة واحدة الشغف كل مامر عليهما منذ ذالك اليوم كان سببه شغفها لعزف لحن موسيقى جذب إليها رجل يبحث عن الشغف في الحب وسمعت صوت رقيق يتحدث إليها بأدب ليقطع حبل أفكارها "المعذرة انتي فاتن إيكن صحيح؟" نظرت الي الرجل الطويل الواقف أمامها وهي تحاول التذكر أين تقابلا من قبل أجابت "نعم هذه انا وانت السيد.."

-زياد يلماز

-صديق العريس الان تذكرت انت شاهد زواج عمر وليلى

-تقصدين شاهدين كلينا فعل

-اتمنى ان لا نشهد الطلاق أيضا

-ماذا نفعل زواجهم منتهي من أوله

-ليكون الله بعونهم

-امين هل انت وحدك؟ أستطيع دعوتك لطاولتي انا مع بعض الأصدقاء